عكف طفل على تمزيق ورق دفتر يخصه ...
لاحظته المعلمة ... اقتربت منه و اقترحت عليه أن تصنع معه شيئاً من هذا الورق الممزق ...
لم يجبها بشيء و استمر في ما يفعله ... و بهدوء بدأت تصنع أشكالاً من الورق ...
لفت انتباهه ما تفعله ... و بدأ الفتور يتسرب إلى يديه الصغيرتين ...
توقف عن التمزيق ... و أخذ يراقب يديها و هي تلف الورق و تخترع أشكالاً لزهور بيضاء ...
سألته : ما رأيكَ يا عبدالعزيز ؟
مدّ يديه نحو باقي الورق الممزق ... جمعه و اتجه به نحو سلة المهملات ...
لم يقل شيئاً ... لم يفعل شيئاً ...
كل ما فعله أنه حيّرها ... و لم تستطع أن تعرف هل تمكنت من جذب انتباهه أم أفسدت عليه لحظته و تدخلت فيما لا يعنيها !!
...
...
صباح الهدووووء الذي لن تعقبه عواصف ... و لم تسبقه أعاصير !