في آخر ساعة من النهار ...لم تجِدها ..
فتشَت حولها ... فوق السرير ...
تحت السرير ...
تحت الوسادة
دست يدها تحت ثيابها ... في أكمامها
في خصلات شعرها المتعب ...
هرعت لتفتق ثوب الماضي ... معاطف الغد ...
فوق السور الشاهق ...
داخل المقبض ... و الباب المخلوع
على أن تجد أصابعها ...!!
كأنها بهم فُقِدوا ... بين الورق ...
أو غرقوا في زجاجة الحب ... عفواً الحبر ...
أم أنهم اختاروا السقوط في الحب ... عفواً في حمــــض ...
ارتأى الليل أن يضمد راحتيها ... بالكتابة ...
فساقها ... و اندفع بها إلى هنـــا
قال لها : أذكر أنكِ هربتِ في المساء ...
و عدتِ و هربتِ
و عدتِ و كتبتِ
ثم هربتِ ...
هذا الارتباك يا ضوء ... أعرفه
تعالي و قفي هنا ...
لا ... لا تنزوي في المنتصف ...
انتصبي على الحافة ...
و كأنكِ على وشك الطيران
مُدّي عنقكِ و فمكِ و عينيكِ و صدركِ ...
امتدّي كحبلِ رشيق لا يخنق أحدا ...
و انظري للأعلى ...
أنظري حيث تعثرتِ ...
حيث زاغ بصر قلبكِ ...
و كل ما حصلتِ عليه (( حفنة )) من بقايا مكتملة ...
هناكَ شوهِدت أصابعكِ آخر مرّة ...
ههه
الليل البهيم ... يدلّني !!
العتمة تراني ...!!
و النهار بالكاد يبصرني ...
بالكاد يمسك بي ...
و بالكاد بالكاد ... يلاحظ أن لي يدين ... و قلباُ لا يكفي إلا لرجل واحد
قبل آخر ساعة ...
وضعت خدَي على يدي المتعبة
شعرت بخدر ينتابني ...
أنفي المهزوم و شفتي المُزريتان ... و أجفاني المتكسرة
هم كذلك على وشك السقوط في ... حمض
و لكنّا هوينا على السرير ...
على أمل أن نكون عدنا بلا نقص ...
من أجل هذا اللقاء المزعوم
اضطرَب كُلِّي ... و أنا ألمح يدي
عاجزة ...
عن الامساك بطرف قصة ...
عن الالتفاف حول عنق الوقت ... و خنق دقيقة ...
دقيقة و بضع ثوان و يوم آخر ...
فذابت ... تآكلَت ... و ضمرت رغباتها ...
أرق على أرق ...
قلق يشعل الأرق ...
و جبين يتفصد منه عرق الكتمان ...
كل الأركان مشغولة بالغياب ...
و تفتش عن قصة الــ (( حمض )) ...
كالغول يلتهم أعضاء الروح ... ليرتطم الجسد في خوائه ...
تُرى ...
كيف هي الأيام بلا كتابة ؟!
سوف أسأل جارتي التي تضحك دائماً ...
أليس من العجيب أنها لا تقرأ ... لا تكتب ... و تضحك !!
حين أقرأ لكَ ... أبتسم ... و أحياناً أبكي ... و كثيراً ما أصمت
ليس لأني لا أبالي ...
بل لأن الاكتراث ... يولّد الأثر ...
و الأثر يعني أن الكلمات صار لها أقدام و مشت فوقي ...
و قطعت داخلي شوارع و أزقة و طرقت بيتي ...
الأثر يعني أن قلبي ما عاد لي ...
و أنا ... لا أخصني !
...
لهذا أكره السهر ...