* الليلة السابعة *
إنه يشتعل ،، النار ترعى روحه من جذورها حتى هامتها المحلقة في الأحلام ،،
وقد تراءت له الدنيا من خلال نظرة ملهمة واحدة كمجموعة من نور باهر ،،
فاحتواها بقلبه وشد عليها بجنون ،،
وتلبية لإغراء لا يقاوم ضحك بأعلى صوته ،،
فجال بخاطره أنه دخل التاريخ ،، وأنه يحظى بالمثول في معبد للجمال ،،
وخيل إليه أنه يسمع همهمة من نوع عجيب ،،
لعله يسمعها وحده ،، ولعلها صوت القدر نفسه ،،
ولأول مرة شعر بأن ثمة زرقة تخضب الجو ،، وأن رائحة طيبة غريبة تجول في المكان ،،
وقال لنفسه أنه يستطيع أن يحارب جيشا بمفرده فينتصر عليه ،،
والحق أنه ارتفع وارتفع حتى غاص رأسه في السحاب ،، وثمل لدرجة العربدة الوحشية ،،
كان دائما يحلم ويرغب ويريد ،، ولكنه هذه المرة يشتعل ،،
وعلى ضوء النار المقدسة لمح معنى من معاني الحياة ،،
أما على الأرض فقد تقرر مناداته بحبيبي ،،
لم يهمه كيف يبدأ فالحياة بدأت من خلية واحدة بل من دون ذلك ،،
وهبط إلى مقره الجديد وجناحاه ترفرفان ،،
حتى الغوص في العشق لم يوقظه ،،
كالوليد عليه أن يذرف الدمع الغزير قبل أن يملي إرادته ،،
أحاطت نظراته بكل شئ وقال لنفسه اللانهاية هي ما ينشد الإنسان ،،
قالت له : أنت عمري ،،
فقال في نفسه ولكنه رغم ذلك لا نهائي ،،
وهفت عليه ريح خفيفة مجهولة مليئة بجميع الاحتمالات فقال إنها لا نهائية ولكنها في حاجة إلى إرادة لا نهائية كذلك ،،
هذه هي القوة المحبوبة وهي الجمال أيضا ،،
هي سر من أسرار الكون ،،
على الأرض تطرح أسرار إلهية لا حصر لها لمن له عين وبصيرة ،،
إن الزمن قصير في كلمة عشق ولكنه لا نهائي أيضا ،،
الويل للذي ينسى هذه الحقيقة ،،
ثمة أناس لا يتحركون ويترنمون بحكمة لم يعلم منها شيئا ،،
ليس كذلك من مست النار قلوبهم ،،
هناك طريق يبدأ ولا ينتهي متألق بالسعادة ،،
أما الساقطون في وسط الطريق فلا حصر لهم ،،
إن النظام الفلكي لا يطبق على العاشق ،،
والزمن يستكن بين يديه كطفل وديع ولكن لا يمكن التنبؤ بغده ،،
إنه يشتعل ،، هذا كل ما هناك ،،
ويخيل إليه أن النار المتقدة في صدره هي التي تضئ النجوم في أفلاكها
تحياتي للجميع