منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - فراشة في طريق الدموع ( روايه مسلسله في حلقات )
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-04-2021, 06:02 AM   #7
سعود القويعي
( كاتب وناقد )

افتراضي




تغيرت حياتي من سيء الى اسوأ تغير ابي كثيراً كان كثير الضرب والغضب والنرفزه , لا يتحمل أي مسؤولية , كنت احب مادة الرياضيات كثيراً ولكن كرهي لمعلمتها هو ما جعل عقلي لا يستوعبها بسهولة فكنت اذهب لأبي واطلب ان يساعدني بحل بعض المسائل الحسابية فيطوّح بكتابي على الأرض ويقول اذهبي عني لا اريد ان ارى احد منكم والكثير الكثير من عدم القيام بالواجب والمحافظة والرعاية
حتى انه استقل بنفسه في إحدى شقق العمارة يقضي ليله ونهاره مع زمرة لاهيه لا هم لها سوى قضاء الوقت في معاقرة الشراب والأكل والنوم !.والطلب من والدتي اعداد العشاء ومستلزمات سهرته دون النظر الى انها ام وعليها واجباتها تجاه ابناءها وانها انسانة من واجبها ان ترتاح وان تنام باكرا لتوقظ ابناءها للمدرسة .
طالني بعض هذا العذاب فكنت اقوم بوظيفة إحضار كل ماتعده والدتي الى الشقة . والدتي رفضت هذا الوضع المهين وقررت مغادرة حياتنا , خاصة بعد ان ضربها وهي لازالت في حالة النفاس واساء ضربها ... كان ابي يوقظ امي بمنتصف الليل لكي تعد له عشاء , ثم توقظني لاذهب به إلى شقته لانه يطلب مني ان احضر له كل مايريد من اكل حتى انه في ليلة من الليالي , نفذ الثلج فطلب مني ان اذهب الى البقالة لكي احضر الثلج , كنّا أخر الليل والساعة تشير الى الثالتة فجراً , قالت له امي الوقت متأخر جدا والمحلات مغلقة . والبنت ما يصير تطلع في هذا الوقت حرام عليك , فالتقط ابي عصا المكنسة وضربها وهي حامل فأوجعها , والنتيجة ألـم فضيع في ظهرها بقيت بسببه تأنّ , وبعد اشهر من حمل والدتي وفدت الى الدنيا أختي الصغرى لتشاركنا مأساتنا واسعفها اخي الاكبر الى المستشفى .
كان هذا حالنا وحال ابي تلك الأيام , كرهناه وتمنينا موته , لا زلت اذكر شؤم ذلك اليوم حين استدعانا الى تلك الشقة الموبوءة , انا واخوتي وامي ومعنا اختنا الطفلة الصغيرة التي لم تتم على ولادتها اسبوعين
دخلنا عليه مغلقين انوفنا من الرائحة واعيننا على آلة العود والأكواب التي تحول لونها الى الاصفر, فامرنا بالجلوس ورمى الصغيرة بحجري بكت احدى اخواتي خوفاً منه فضربها حتى كاد الدم يخرج منها فكانت عبرة لنا لكي لا نبكي, بدأت امي الضعيفة المكلومة بالصراخ والبكاء , انتابني احساس لحظتها اننا سوف نعود الى السجن مرة اخرى وليتنا عدنا لسجن ولا سجن ابي الذي دمر حياتنا ,خرجنا بعد ان قضينا بضع ساعات نامت بها خواتي عندما هدا الجو قليلاً كنت خائفه ان نعود للسجن وبين افكاري ان ابي قتل امي او امي قتلت ابي نزلت انا والصغيرة مع الدرج خوفاً من ان اصدم بحياتي وسرت بارجل ثقيلة تقودني على صوت انين بالكاد اميز صاحبه . نظرت الى امي التي تنزف بفعل ضرب ابي لها وهي لم تكمل الشهر من ولادتها وكانت احدى عينيها مغلقة تماماً ولونها مزرق . سألتها : لماذا يفعل بنا ابي هذا ؟ لماذا يضربك ؟ اجابتني بدموعها الساخنة , لن انسى ماحييت حرارة دموعها كأنها لسعات نار تحرق راحة يدي وانا احاول مسحها عن خديها
حزمت امرها وعزمت على قرار لابد منه ولامناص عن تحقيقه وإن يكن الثمن نحن وخاصة تلك الرضيعة التي لاتدري من امرها شيئا
اتخذت أمي معها قرارا صعبا عليها وعلينا وتركت المنزل... بعد ان اوصتني على اخوتي وتمنيت في تلك الساعة ان لو لم نخرج من ذاك
السجن الموحش فلم تكن حياتنا التي نعيشها الا حياة نكد وخوف ودمع لايتوقف , قالت انني كبرت , واستطيع الإعتماد عليك في رعاية اخوتك اهتمي بهم , انا سأذهب الى اهلي , وبرغم محاولاتي وبكائي الا انها كانت تجمع بعض حاجياتها بسرعه دون ان تلتفت لتوسلاتي ونحيبي ربما ... أن جرح امي لن يداويه من وجهة نظرها الا ذاك الحبيب الذي كشف ابي امره في احدى المرات وهي تتحدث معه بالهاتف ودخل عليها دون ان تشعر وهي منسجمة في الحديث معه . كانت تعرفه من سنين طويلة حيث كنا نقيم سابقا , وكان يصغرها بسنوات ,
الى الفصل القادم

 

التوقيع



لا أخشى عليك ياوطن من الأعداء الظاهرين
إنمــا خوفي عليـك المنافقين
( سعود)

سعود القويعي غير متصل   رد مع اقتباس