يقطع اليقين أشواطاً ... ما بين قمّتي الظن و الصمت ...
أقهقه عالياً ... كلما نلت حظي من الفراغ الممتلئ ...
لا جوع ... و لا عطش
الكؤوس تدور ملؤها الحديث المؤجل ...
الذي قيل على عجل ... و صُفَّ على وجل ...
رائحة البُعدِ و البَعد ... تملأ شقوق الهدوء الممتدة من الرأس لأخمص القدم
و محاولة حشوها بالصراخ ... يحولها إلى صدع ...
للثوب رائحة قاتمة ... و ملمس مُسكِر ... و لونه باعث على الطمأنينة
أنه لا يهترئ مع أول عاصفة غربية ...
لولا أن الأيدي ... ملّت قلق أصابعها !
فما عادت تتلمّس الطريق الترابية ... و تكتفي بمواعيد الأرصفة المزدحمة ... كلما انطفأت قناديلها أواخر الخريف الذي تمطّى !
الدقائق معجبة بنفسها ... بثوانيها المتراصّة المتعانقة خوفاً من فرار الوقت من تسرّبه من قبضة الغد ...
تختال مع كل تكّة ... تك تك تك ... تحسب أنها في حلبة رقص
و أن الدقيقة الستين هي حدث جليل ...
نزعت قلبها ... و تركتها واقفة واجمة ... عند الدقيقة التاسعة و الخمسين !
حتى لا يلدغها عقرب الدقيقة الأولى ... في اللاشيء ...
لماذا انتزعتُ من معصمكَ ساعة يدي ؟!!
لماذا لم أجعل ما تبقى من عمركَ ... يمضي على تكاتِ نهاية غير مضبوطة الوقت ...
لا نعرف على أي حساب نؤرخها ...
فنحظى بفرق توقيت دائم ... يمنحنا فرصة غير متاحة ...