.
.
.
"حذاء جوتشي..!"

ربّاه!
ولدتُ مسلماً بالفطرة
بغير فضلٍ إلا منك!
سلبوني إيماني أكثر من مرة
لكنه ارتدّ بعد تجربةٍ مرّة!
ربّاه!
لم أؤمن أن المادة لا تفنى
أو تستحدث من العدم!
لكنهم جعلوني أؤمن أنه:
حين نموت يلعنونا جميعاً
ولا يترحم علينا سوى حذاء
فقد بموتنا نعمة المشي!
تلك الجماجم المدفونة
والأخرى التي تحملها الأحذية
لا فرق بينهما
وعدل العقل قد انقرض..!
مات كبيراً
كما عاش كبيراً
قبل أن تلتهمه الأرض
بتهمة ضياع حلم
أعياه الجفاء
حاول كسر القفص
ليضم عينيها
صُلبوه هو
وطُليَ القفص بالذهب!
يا روح..
يا بدراً آفلاً مجروح
إلى متى نُجرح وننسى!
الركب غادر
والصحب عصبةُ نمل
تخون مخازن السكر
لتزيد مرارة ذلك الأشقى!
يا بدر..
يا طفلاً أجهض من فجر
يا حطاماً خانته الأزمنة والحظ
يا صورتي الوحيدة
يا ذاكرتي التعيسة
يا حذاء جوتشي
حين تفقدني لا تبكي
فقط أكثر من المشي!
وحيداً كما كنت!
ستباع كثيراً من الأحذية
وستموت كثيراً من الخطى
ستنسانا الطرقات
وتتلاشي الماركات
وسترتفع أسعار الضمائر
ذات يوم
لن يأتي!
