منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - بعضٌ من شَِتا/اتي
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-07-2007, 08:16 PM   #1
د. منال عبدالرحمن
( كاتبة )

افتراضي بعضٌ من شَِتا/اتي


في رحيلٍ أصفرٍ كخريف ..

ونزيف ذاكرةٍ تضجّ بالـ موت في غيابٍ مـ شفقٍ للشّمس

كان لا بدّ أن تعود الرّوح لترسم على آخر محطّات الانتظار في رصيف العمر

شرياناً متجهاً صوب بحرك .. ليصبّ كلّ آهاتي في تداخلات أنفاسك ..

كان لا بدّ من دفاعٍ عمّا تبقّى من قلبي كـ أمنية

عن فرحٍ توالت عليه اعتقاداتهم كـ إثم

عن صوتٍ متهاوٍ يقارع الاحتضار في تعرجات روحك

عن لونٍ أبيضٍ يطهّر الذاكرة كـ صلاة !
...

سوف لن أنفي عنّي تهمة حيازة حبّك

ولن أنكر كل التّهم الموجهّة لعيني بلقائك كلّ حلم ...

سأرتكب اشتياقي لك كل مرّة مع سبق الاصرار وبـ تعمّد

و سأقبل سجن الانتماء إليك واللجوء إلى صدرك

سأخبرهم أني سرقت لحظات فرحٍ مؤجّل من صناديق الخوف

وقتلت حزني الهائم على وجهه .. و واريته أعماقَ همسك !

....

لا تعتقد أن اصفراري هو نهايةٌ لربيع حبك

ولا تظن أن رحيلي هو سقوط لأوراق اشتياقي لك

الأرضُ يا سيدي تحتضن الخريف ... تزرعه في رحمها كـ جنين

تصارع الزلازل والشّقوق والتصدعات ليبقى في داخلها .. نقياً كـ زلال

وتلده أخضراً حين تشرق الشّمس منبئةً بانقشاع البرد ...

...


أعرف أن حبَّنا ماردٌ سحريٌ مسجونٌ داخل قارورة المستحيل ..

ولن يخرجه دفء أيدينا مهما اشتعلنا و عشنا حرائق الانتظار

أدري أن لقائنا مدينةٌ فاضلةٌ اخترعها الحب ذات .. خيال

ولوثها الواقع كما يفعل بكل ما هو نقي !

وأعلم أن حاجتي إليك تفوق المعقول بجبال ما لها وديان

وأنك تطوقّني كـ بحر

وأننا مهما افترقنا فلا بد من لقاءٍ يمتزج فيه نورك بظلامي لينبلج الصبح !

لهذا فقط ..

أحاول أن أكتبك في عيني وطناً وحيداً للسعادة ..

وأن أقرأك في راحة يدي وريداً ينبئني بعدد قرون الغياب ..

وأن أرسمني في مخيلتك سفينة ليس لها إلّاك من ميناء ...

...

ثم يعود الرّحيل ليطرق باب الذاكرة بعنف

ويذكرني باستحالة اشتعال الثلج و تجمد النار

وامتزاج الليل بالنهار ..

يذكرني بصقيع الغربة و تكسّر الوطن ..

وبحكايا الحزن اللامتناه ..

فأهطل بملوحة المحيطات ..

و أتساقط من جديدٍ على جدران الذاكرة !!


...


غيمة مالحة !

 

التوقيع

و للحريّةِ الحمراءِ بابٌ
بكلِّ يدٍ مضرّجةٍ يُدَقُّ

د. منال عبدالرحمن غير متصل   رد مع اقتباس