! Pantomime - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
Bonsoir (الكاتـب : مي التازي - مشاركات : 48 - )           »          مُتنفس .. شِعري ! (الكاتـب : سعيد الموسى - مشاركات : 783 - )           »          آهات متمردة (الكاتـب : أحمد آل زاهر - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 12 - )           »          تبـــاريــح : (الكاتـب : عبدالعزيز التويجري - مشاركات : 41 - )           »          العيد والغياب!!! (الكاتـب : محمد علي الثوعي - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 3 - )           »          جواب (الكاتـب : إبراهيم بن نزّال - مشاركات : 1 - )           »          [الحُسنُ أضحكها والشوقُ أبكاني] (الكاتـب : محمد بن منصور - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 3 - )           »          [ سُلافة ] في لزوم ما لا يلزم .. (الكاتـب : خالد صالح الحربي - آخر مشاركة : خالد الداودي - مشاركات : 50 - )           »          بدر المطر (الكاتـب : وليد بن مانع - آخر مشاركة : خالد الداودي - مشاركات : 3 - )           »          لاَ مِسَاس ... ! (الكاتـب : جليله ماجد - مشاركات : 508 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد النثر الأدبي

أبعاد النثر الأدبي بِالْلُغَةِ ، لا يُتَرْجِمُ أرْوَاحُنَا سِوَانَا .

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-07-2008, 04:39 PM   #1
د. منال عبدالرحمن
( كاتبة )

افتراضي ! Pantomime


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة *


:
لستُ ادري كم من عامٍ انقضى قبلَ أن أدركَ أنّني شجرة ,

نعم شجرة ..

شجرة يُشبهُ لحائها وجوهَ الجدّات , و تبرزُ أغصانها متفائلةً كأوردةِ الملّاحينَ القدامى ,
و تتبعثرُ أوراقها كضحكاتِ الأطفال قبلَ اغتصابِ الفرحِ بابتسامةٍ على الأقل !

ظننتُ دوماً انّي سنونوة , و حينَ وقفتُ يوماً على ذراعِ الأميرِ النّبيلِ في " مونتي كارلو " ,
علمتُ جيّداً أنّ رائحةَ الدّراقِ على أجنحتي أوحَت إليهِ بأن يذرفَ دمعةً بطعمِ اللّؤلؤ ...

ظننتُ خاطئةً أنّ لي أجنحة و أنّ أقدامي تنعمُ بحريّةِ الفضاءاتِ الهاربة من حدودِ الأزمنة ,
وددتُ لو كنتُ طائراً أكبر , بحجمِ يديكَ مثلاً , أو ربّما بطولِ أنفاسكَ و هي تردّدُ اسمي ..

حينَ اكتشفتُ أنّ أقدامي عالقةٌ برملِ حلمٍ مشبوه , و أنّ رائحةَ ترابِ وطني تفوحُ من دمي فتزرعني هُناكَ جُذعاً مكلوماً بأوعيته ,
و أنّ كلّ الرّقصاتِ الّتي تمرَّنَتْ عليها يدايَ ما كانت إلا كخيالِ مريضٍ يحلمُ بالشّفاءِ و هو على سرير الموت ..

حينها علمتُ أنّ الفرحَ كائنٌ أسطوريّ يُشبهنا , على مقاسِ خيباتنا , نحلمُ بهِ حتّى يتمثّلَ لنا بهم , ثمّ يتلاشى كدخّانِ عرّافةٍ محترفة !

:

تحتَ ثيابي كانت هناكَ امرأةٌ أخرى ,
لا ..
ربّما كانت حقيبةً لازورديّةَ الشّكلِ مختومةً بتواضعِ غرورٍ أتقنَ التّمثيل ,

أو ربّما كانت بضعةَ اسطواناتٍ بلحنٍ غريبٍ كـ " سوناتا " الوجع في لحظةِ تحرّرٍ من النّوتة !

شيءٌ ما غيري كانَ هُناك , كانَ يدركُ أنّني حينَ ألقاكَ سأتكوّم , و لذا كان يفردُ يديهِ و يقصُّ أصابعَ الغيابِ و يملأُ جبهتي بدمعه ,

شيءٌ ما كانَ يمنحني صوتاً لا أملكه , لأتظاهرَ امامكَ انّني لا زلتُ أنا , طفلةً بنكهةِ شجرةِ ليمون ,و لقلقلاً حزيناً لا يملُّ الوقوفَ على قدمٍ واحدة !

لذا كانَت كلماتي تُصبحُ فراشاتٍ منَ الدّانتيل الّذي تعشقهُ و هو يطوّقُ جيدي ,
و كانت حروفي تتحوّلُ إلى بقعٍ قرمزيّةٍ على مساءِ البحيراتِ المكتئبة فتمنحها شرفَ الموتِ بفرحةِ العناقِ الأوّل لبجعةٍ بيضاء ..

لذا كنتُ أنا هُناكَ ألتحفُ حلماً دائريّاً على مقاسِ اصبعي , و أناشدُ حلماً آخر ألا يتوقّفَ عن البُكاء ..

:

ليلةً حزينةً ..

قالتْها عيناك , ثمّ استدارت لتُكملَ دورةَ الغيابِ الأولى حولَ الفرح , وحدها يداك أيقنت أنّ أوتارَ الحنجرة تلتفُّ كأغصانِ العليّق على الفرح , فتمتلكُ خطواته .

شفاهكَ الّتي تعانقُ دخّانَ قلبي , لا زالت تُمارسُ ذاتَ الحركاتِ الفوضوّيةَ على سلالمِ عينيّ ,
و تعلّمني كيفَ تكونُ القراءةُ مبلّلةً بالمطر , و كيفَ تُصبحُ الموسيقى لوحةً سريالية !

ينحني ماردٌ عميقٌ بطولِ حُزني في داخلك , يحملُ وجهي في سلّةِ من قشِّ المسافاتِ الغريبة ,
و يتفرّسُ ملامحَ الفقدِ في عينيّ و يمرّرُ أصابعهُ بمحاذاةِ أرقي ثمّ يضعني أمامَ ذاكرته و يتضاءل ..

ليست يداي وحدها من تعلّمت الرّقص , فكل مساماتِ جلدكَ تُشاركها لذّة / وجعَ اللّهفةِ بذاتِ القدرةِ على سرقةِ الأشياء ,

بذاتِ القدرةِ على منحِ اللّون الأزرقِ شتاءَهُ الموؤد ..

:

أكنتَ تعلمُ أنّكَ حين ستحرّكُ كتفيكَ لا مبالياً بأناقةِ أنفاسي و تواترها الملتوي عبرَ صدركَ أنّ رأسي سيسقطُ و يتدحرجُ على عتبةِ الكلام ؟

لا , كنتَ تظنُّ فقط أنّ الأثوابَ ترتدي وجعنا , ثمَّ تحيكَ لنا قصّةً على مقاسِ أرواحنا المهترئة , رقعةً بلون غيمةٍ منتشية أو ظبيٍ فقدَ صوته !

أمّا أنا فكنتُ أكثر جهلاً منكَ بي , فاعتقدتُ أنَّ المغفرةَ ملوّنة و أنّ الحبَّ ينتهي دوماً كأحلامِ الأطفال ,
و أنّ الماردَ يخرجُ كلَّ صباحٍ من ذاكرتنا و يبني للسّعادةِ قصراً جديداً و يُهديها صولجانَ الحريّةِ و تاجَ الرّغباتِ المدوّرة ..

اعتقدتُ أنّ للفقدِ عينين يرانا بها و يتجنّبُ الوقوعَ بِنا , و أنّ سلالم الطّائرةِ تُدركُ الأرضَ الّتي تحتضنها و تُمارسُ تقبيلها كما يفعلُ عاشقٌ متمرّس ,
وأنّ الأيادي فعلُ انتماء و الاعينَ سلالُ عطشٍ من بيّاراتِ دموعنا المتناثرةِ على سفحِ حبٍّ وليد ..

:


لا زلتُ أشارككَ الرّغبةَ في احتضاني , و أراقبُ ظهركَ و أنتَ تلتجأُ لهُ خوفاً من وطنٍ لن يكونَ بحجم انتمائك , ثمّ تمارسُ حركتكَ المعهودة :

تديرُ رأسكَ و تتفقّدُ روحي على كتفكَ الأيسر , ثمَّ تربّتُ على رئتي في جانبِ صدركَ الأيمن ,
ثمّ تلامسُ شرياني في حنجرتك و تمشي باتّجاهِ البابِ المحاصرِ بأشواكِ الرّحيل ,
و تمضي و في عينيكَ سؤالٌ صغيرٌ بحجمِ طفلٍ جاوزَ سنتهُ الواحدة !

:

حينَ ستنهمرُ شلالات صمتي أمام دموعي , و تغمرني عيناكَ بخوفٍ طفوليٍّ على أنفاسيَ الموقوتة و نبضيِ المتقّد ,
سأعلمُ أنَّ شفاهنا موقنةٌ بحتميّةِ اللّقاءِ و ضرورةِ الفراق و انّها ستكبتُ أغنياتنا و تردّدُ اسمينا في قالبٍ من مشابكِ الفرحِ المخبوءِ في محيطاتِ الإيمان بالشّك و اليقينِ برعشةِ الخوف ,

حين ستُغلق ُالسّتائرَ خوفاً على لهفِ حروفنا من الهرب , و تدركُ أنّنا كلماتنا , أنّنا كلُّ حرفٍ نطلقهُ في العدم , أنّنا ثمانٍ و عشرينَ خيبةً و فرحاً و قلقاً و يقيناً ,
أنّنا نحرّكُ الأشياءَ بسكوننا , ونمنحُ مشاعرنا حياةَ الأقفاصِ الذّهبيةِ حين نصمت , و حريّة العصافيرِ الشّاردة حينَ نتكلّم ,

حينها قد ألّفُّ صوتكَ بشاليَ الموشّحِ به , و أضمّهُ إلى صدري ليلتحمَ بحنجرتي , و أهدي حِبالَنا الصّوتية إلى آخر خيوطِ الشّمسِ في الشّمال .. و نمضي !







* Jean & Brigitte Soubeyran , Pantomime, 1950

 

التوقيع

و للحريّةِ الحمراءِ بابٌ
بكلِّ يدٍ مضرّجةٍ يُدَقُّ


التعديل الأخير تم بواسطة د. منال عبدالرحمن ; 08-07-2008 الساعة 04:43 PM.

د. منال عبدالرحمن غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 08-07-2008, 05:40 PM   #2
ياسر خطاب
( كاتب )

الصورة الرمزية ياسر خطاب

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 2789

ياسر خطاب لديها سمعة وراء السمعةياسر خطاب لديها سمعة وراء السمعةياسر خطاب لديها سمعة وراء السمعةياسر خطاب لديها سمعة وراء السمعةياسر خطاب لديها سمعة وراء السمعةياسر خطاب لديها سمعة وراء السمعةياسر خطاب لديها سمعة وراء السمعةياسر خطاب لديها سمعة وراء السمعةياسر خطاب لديها سمعة وراء السمعةياسر خطاب لديها سمعة وراء السمعةياسر خطاب لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


للحجز ولي عودة

 

التوقيع

حين قضمت جرافتهم شجرة الليمون

شلح حدبته، نفض رماد رأسه

وصنع منه متراسا

حشا عيونهم بتراب الأرض

صوب إليهم أحلاما تلقفتها بنادقهم

داليا جهاد

ياسر خطاب غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 08-07-2008, 05:46 PM   #3
ماجد العتيبي
( كاتب )

الصورة الرمزية ماجد العتيبي

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 16

ماجد العتيبي غير متواجد حاليا

افتراضي


اوووف .. هذا النص يتكاثر .. يتكاثر
بالضبط .. كالخامسة لبيتهوفن


منال ...

قولي ان النص في الأعلى .. مجرد نوتة
كتبت بـ طلاء اظافر


كوني بخير

 

التوقيع


في قريتي .. تولد الدهشات
هناك حيث الجدات ..
يكتبن بـ كرات الصوف
قصائد .. للأحفاد

هناك .. تعدنا الخراف
و تنام !



أنا..



مدونتي


ماجد العتيبي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 08-07-2008, 06:37 PM   #4
سمية عبد الله
( آنسة صباحات الله البيضاء )

الصورة الرمزية سمية عبد الله

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 18

سمية عبد الله غير متواجد حاليا

افتراضي



اممم

شعرت بشيء مختلف.. لا يمكنني كتابته

فقط

أنتِ جعلتني أنبض الآن


سأشرب قهوتي وأرتاد سماءك كل يوم












ودّ وياسمين

 

التوقيع

يارب ارحم أمي.. إنها كانت بي رحيمة

سمية عبد الله غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 08-07-2008, 09:16 PM   #5
فقـد
( كاتبة )

الصورة الرمزية فقـد

 







 

 مواضيع العضو
 
0 ... حديث
0 ميـم
0 تشيبس عمان ودقوس
0 ... واجب

معدل تقييم المستوى: 18

فقـد سوف تصبح مشهورا في وقت قريب بما فيه الكفاية

افتراضي


... وأنا ارتديتها
تلك الشجرة التي حكيتها للحلم...
كنت أصغر بقليل من كل الأشجار الأخرى
لهذا، عندما احتضن ظلي رأسه
استيقظ من النوم...



منال
أنت، أحبك جداً...!


-فقـد-

 

التوقيع

لماذا أكتبُ كلَّ جملةٍ في سطر؟
لا أدري،
ربَّما لأنَّه التَّوزيع البصري للكلمات بهذا الشَّكل
يُريحني،
ويُبهجني،
وربَّما لأنَّها البعثرة تُعجبني أكثر.

محمد البلوي/ تحت الأزرق بقليل

فقـد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 08-07-2008, 11:25 PM   #6
فيصل الحلبوص
( شاعر )

الصورة الرمزية فيصل الحلبوص

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 25

فيصل الحلبوص غير متواجد حاليا

افتراضي


الأخت منال عبدالرحمن



أن كلماتك كالفراشات التي برؤيتها ترتسم البسمه على من يراها


ولكن فراشاتك حلقت بعيداً إلى عالم لا يوجد به إلا منال وما تحس به



تحملين بين طيات حروفك الكثير



منه ما كان ظاهرا ومنه ما كان معناه باطنيا


فيختلف ما ظهر عن ما بطن


هذا على حسب ما قرأت


لكي كل تقدير


اخوك/ فيصل

 

التوقيع




أنسان أنا من قبل لا أكون رجال !

تويتر : al7lbo9@




فيصل الحلبوص غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 08-08-2008, 01:33 AM   #7
نورة عبدالله عبدالعزيز
( كاتبة )

افتراضي



،://


" غَادَةُ السّمَان " تَنْبِضُ هُنَا بَيْنَ حُرُوفُكِ يَا مَنَال ،،
وَ بَيْنَكُمَا شَرِيْطٌ حَرِيرٌ مِنَ الجَمَالِ يَلْتَفُّ حَوْلَ أنَامِلكما
لا يَنْفَكُّ عَنْ إثَارَةِ الدّهْشَةُ فِيْ أحْداقِنَا ،،


تَقْدِيرٌ وَ أطْغَى نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
:://::

 

التوقيع


يَصْعُب أنْ تَعِيشَ بِقلبٍ يُبْصِرُ كل مَا يحدُث حَوله،
لا يَغض طرفه..
وَ ليسَت المشَاهد أمامهُ مُمتِعَة!

نورة عبدالله عبدالعزيز غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 08-08-2008, 02:06 AM   #8
مَنَالْ أحْمَد
( الحزن الناعم )

الصورة الرمزية مَنَالْ أحْمَد

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 68

مَنَالْ أحْمَد لديها سمعة وراء السمعةمَنَالْ أحْمَد لديها سمعة وراء السمعةمَنَالْ أحْمَد لديها سمعة وراء السمعةمَنَالْ أحْمَد لديها سمعة وراء السمعةمَنَالْ أحْمَد لديها سمعة وراء السمعةمَنَالْ أحْمَد لديها سمعة وراء السمعةمَنَالْ أحْمَد لديها سمعة وراء السمعةمَنَالْ أحْمَد لديها سمعة وراء السمعةمَنَالْ أحْمَد لديها سمعة وراء السمعةمَنَالْ أحْمَد لديها سمعة وراء السمعةمَنَالْ أحْمَد لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي






:
شيئاً ما هنا مختلف..
بل كل شيء مختلف.. عدا نبرة الوجع على ضفاف شفاه وحلم..!



منال؛
شرنقة متكاملة من كل الأشياء..
محرضة على الهروب لـ حضن ورقة..: )


لكِ نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة




...!

 

التوقيع

خارج كل شيء سـ أبدو [أفضل] (:






كـ وِقَارُ الشِتَاءْ .!

مَنَالْ أحْمَد غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:42 PM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.