.
.
.
"لـ جدّ صُبـح"

مع أذان مغرب هذا اليوم خصّيتهُ بدعوة
خرجت من أعماق صدري ربما لإرتباطي
العاطفي بكبار السنّ دوماً ففيهم تتجلى
أسمى معاني الحياة..
لا زلت أذكر "جدي" رحمه الله وكيف كان
ورقة بيضاء تمشي على الأرض يعطف
على الصغير والكبير ويغسل بمسحة يده
الحانية غبار الهموم عن رؤوس أحفاده..
الجد ذلك الإنسان الذي لا يشعر بقيمته
إلا من عايشه وأحس بدفء الأرض بين
راحتيه اللتان تفوحان بخوراً وحباً ونوراً..
وأنا أحبّ كبار السن بلا إستثناء وأعشق
تأملهم وهم يتعاطون مع الحياة ببساطة
كأرواحهم البسيطة وأحياناً بتعب كفترة
حياتهم التي أرهقوها لأجل أن ينعم
أحفادهم بجنة الدنيا..
كبار السن نعمة من الله تمشي على الأرض
تفوح من أجسادهم البركة وتنعكس في عيونهم
الحياة بفطرتها الأولى البِكر خالية من كل
شوائب الماديّة والأنانية والمجتمع المتمدن..
اللهم إنك تعلم أني أحبهم فمتع كلّ كبير
في السنّ بصحته وعافيته وأقر أعينه ببنيه
وأحفاده اللهم متعهم بأسماعهم وأبصارهم
وحواسهم واجعلها الوارث منهم..
اللهم عجّل بشفاءِ جدّ "صُبح"
اللهم أعنه بالصبر وأعنهم بالصبر
اللهم لا تفجع به من يحبه
ومدّ في عمره وهوّن عليه
وأخرجه من مرضه سليماً متعافياً
اللهم أنت أعلم وأقدر وأعظم
فـ يارب لطفك به وعفوك..
