منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - ثرثرة
الموضوع: ثرثرة
عرض مشاركة واحدة
قديم 11-07-2007, 08:05 PM   #24
عبدالله الدوسري
( كاتب )

الصورة الرمزية عبدالله الدوسري

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 52

عبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي



( 2 )

* الأشياء تثرثر *

سحابة معتمة ،،
تقتحم الوجود وتنغمس في الفضاء ،،
كل شئ يموج بحضور كوني غريب ،،
يحلل الأشياء إلى عناصرها الأولى ،،
ينذر بالعدم ،،
أو بخلق جديد

تظاهرت بسرور لم أعد أتذكر طعمه أو رائحته ،،
فلا اعتراض لي على أشياء تكون بدون رباط الحب ،،
عبء على نقاء القلب ،،
أشياء قد تستشهد بمأثورات حياة أعلنتُ الحرب عليها

أشياء اتخذتْ من هامش حياتي وطنا ،،
أدركت عبثها ،،
ولكن وعائي كان طافحا ًبما فيه ،،
فبعثتها مندفعا ً إلى مصيري

* * *

كمن يبدل لحمه ودمه وخلاياه وروحه ،،
كمن يولد في دنيا جديدة ،، ذات قوانين جديدة ،،
كمن يودع الطمأنينة واللامبالاة ليستقبل المغامرة والموت

فلم يبق من تلك الأشياء إلا الاسم ،،
وحتى هذا سرعان ما يتغير ،،
كالزارع يرمي في الأرض بذرة لا تكاد ترى ،،
ولكنها ستنمو شجرة باسقة ،،
ألوذ بظلها وألهو بأشيائها

ما كدت أرشف منها رشفات ،،
حتى أكرمتني غاية الكرم ،،
فاغتالت بنفاثتها الزاحفة وحوش الظلام التي تطاردني ليل نهار ،،
وأشعلت خيالي ،،
فانفجرت موجاته في جميع الأرجاء ،،
جعلتني أنادم ألحان صامته ،،
تقود موكبا ً للشياطين تحرسه أشياء ،،
في طريقها الماجن العابث الحزين

* * *

تتابعت الأشياء ،،
فتجسد اليأس صخرة لا تتزحزح يتحطم عليها الأمل ،،
مضت من أمامي في انسياب عذب غنائي ،،
تغوص في أمواج مقطرة بضياء فوق حمرة متألقة لا حدود لها

* * *

استأثرت بوعيي كله ،،
اجتاحتني ،،
استعبدتني ،،
أصابتني بالهوس ،،
باتت كل الأشياء سواها ترفا ً ،،
لهوا ً ،،
سخفا ً

أشياء أصبحت محور حياتي وهدفها ،،
انقلبتْ وحشا ً ذا مخالب وأنياب ،،
قوة مُطاردة مهدده ،،
تطالب بالممكن وتطمح إلى المستحيل وترضى بالخيال

* * *

رغم ذلك ما زلت أملك وعيا ً بما يحدث ،،
أو أني أعيش اللحظات الأخيرة من الوعي

بلا خوف ولا وساوس ولا مبالاة ،،
سيطر علي شعور فائق الإلهام ،،
بأني أشهد ما لم أشهد من قبل

* * *


فالوعي آخى بيني وبين الواقع ،، والإنسان
غير أني لم أعد أفكر بشئ ،،
أو أن تفكيري فتر وتقهقر وذاب في اللا مبالاة !!
أنجم ذلك عن خمود في العاطفة أو الفكر أو التعلق بالحياة ؟!

كلا وأقسم على ذلك ،،
فأنا بعيد عن الاستهتار أو المجون ،،
أروم الأشياء الهادئة المستقلة ،،
ألتمس إليها الوسيلة بلا شروط متهورة أو طموح كاذب ،،
أنشد حقا ً حيويا ً لا أدري كيف أهتدي إليه

* * *

طرق أذني همس مضيء ،،
دعاني إلى تلبية نداء خفي ،،
يعلن عن أشياء في أعرافها

لكأني كنت أصلي في معبد للقوة والخطايا ،،
تشابكت الأشياء ،،
وقذفت من جوفها الأسرار

* * *

لم أجد مفرا ً من الرجوع ،،
وتكشف لي سحب الغموض عن آمال ،،
أسفر الظلام عنها ،،
حتى لاح النصر في الأفق مثل ولادة الفجر ،،

فأشرقت الشمس عن أشياء جديدة همست شفاهها :
سيرحل الحزن عما قريب عنك ،،
فقد يئس منك
فتيار الحب المتدفق أبدا ً يجرف زبد الأحزان

 

التوقيع

المتشرد

عبدالله الدوسري غير متصل   رد مع اقتباس