منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - حديث الغمام
الموضوع: حديث الغمام
عرض مشاركة واحدة
قديم 12-05-2007, 12:00 AM   #17
عبدالله الدوسري
( كاتب )

الصورة الرمزية عبدالله الدوسري

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 51

عبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي



( 10 )

* الخوف *

ثم كان الخوف ،، حلق الشارب واللحية ،، استبدل بالثوب بنطلونا وقميصا ،،
اتخذ طابع الأجنبي كما تؤكد هويته المزورة ،، وتجنب الاختلاط بالناس ما وسعه التجنب ،،
عاوده الخوف من الزوايا والأركان ،، من الظلمة والضوء ،،
من الهواء المشحون بأنفاس الخلق ،،
يحذر نفسه من القضاء والمصادفة وسوء الحظ ،،
فعند ذاك يستقر سهم الموت في قلبه ،، وتتلاشى الحياة في غيبوبة المجهول

قوة القانون صلدة ،، فلم تبق إلا الضربة القاضية ،،
في سبيل الفكر اقتلع شخصه من جذوره ،، من الماء والحيوان والشجر ،،
وتعز عليه الطمأنينة إلا في غيبوبة الأحلام والكوابيس ،،
ومنذ فشل المهمة ونجاحه بالهروب لم يرده اتصال يسكن خوفه ،،
هكذا تتواصل المطاردة دهر بعد دهر ،، تدفعها قوة عمياء حتى قدسيتها تلاشت من قلبه

اذهب والله معك ،، والغربة في بلاد الغربة ،،
حتى في الوطن غربة ،،
قيل له في كل مكان ثمة جهاد وثمة حياة تتدفق وهي مقدسة مثل الموت !! ،،

ثم كان الخوف ،، ولكن لا دوام لحال ،،
الشروق والغروب ،، تلاحم الاعتقادات وتبادل التحيات ،، والتنفس والخفقان ،،
أحلام اليقظة وأحلام المنام ،، كل أولئك من شأنه أن يلطف التوتر ،،
ويستأنس الشوارد ،، ويحل عادة في محل عادة ،،
توهم بأن الأمور ستمضي غدا كما مضيت أمس ،، ثم أليس لكل أجل كتاب ؟! ،،
وأن تستسلم للمقادير أخف من أن تشقى دوما بعذاب الخوف ،،
وأن تعيش يومك خير من أن تعاني هولا لم يجئ بعد ،،

لذلك تمنى أن يكثر من الخروج ويجالس الجيران ويلاطف السكان ،،
من يخطر له أن ينعطف إلى هذه الحارة المنزوية ؟! ،،
من ينقب في صحراء عن حبة رمل مضرجة بالدماء ؟! ،،

إنه سجن بلا قضبان ،، وربما بلا ذنب أيضا سوى أوهام مجهولة وخرافات تصويرية ،،
عليه من الآن فصاعدا أن يحمل جسمه بعد أن حمله عشرين سنة ،،
حيثيات التحقيق والحكم تبلورت في مرثية ساحة خالية إذ تقول لا مفر ،،
سيطول بك الرقاد في الدهاليز،، رؤية الأشياء المألوفة فعالة ولكنها لا تخلق المعجزات ،،
المسكنات والمهدئات والوعود فعالة أيضا في مقاومة النوبات ،،
كيف يعود لعقله ولا شئ في يده غير الخواء ،،
ولكن يبقى الخوف ،،
فغدا أو بعد دهر سيقع في القبضة ،،
وعند ظهور اليأس يختال في أبهة النصر يتعزى عن الماضي بتربص النهاية المحتومة

 

التوقيع

المتشرد

عبدالله الدوسري غير متصل   رد مع اقتباس