حديث الغمام - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
مُتنفس .. شِعري ! (الكاتـب : سعيد الموسى - مشاركات : 783 - )           »          آهات متمردة (الكاتـب : أحمد آل زاهر - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 12 - )           »          تبـــاريــح : (الكاتـب : عبدالعزيز التويجري - مشاركات : 41 - )           »          العيد والغياب!!! (الكاتـب : محمد علي الثوعي - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 3 - )           »          جواب (الكاتـب : إبراهيم بن نزّال - مشاركات : 1 - )           »          [الحُسنُ أضحكها والشوقُ أبكاني] (الكاتـب : محمد بن منصور - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 3 - )           »          Bonsoir (الكاتـب : مي التازي - مشاركات : 47 - )           »          [ سُلافة ] في لزوم ما لا يلزم .. (الكاتـب : خالد صالح الحربي - آخر مشاركة : خالد الداودي - مشاركات : 50 - )           »          بدر المطر (الكاتـب : وليد بن مانع - آخر مشاركة : خالد الداودي - مشاركات : 3 - )           »          لاَ مِسَاس ... ! (الكاتـب : جليله ماجد - مشاركات : 508 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد الهدوء

أبعاد الهدوء اجْعَلْ مِنَ الْهُدُوْءِ إبْدَاعَاً

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-11-2007, 06:53 AM   #1
عبدالله الدوسري
( كاتب )

الصورة الرمزية عبدالله الدوسري

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 51

عبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي حديث الغمام


لا أسمع صوتا ً ،، لا أحس بمس الأرض ،، وثمة شعور عجيب بانعدام الوزن والغوص في سحابة معتمة مقتحمة ،،


أنادي ولا يند عني صوت ،،


إني موجود وغير موجود ،،


ترق السحابة وتمضي في التلاشي ،،


عند ذاك تتضح ظلمة الليل المشبعة بإشعاعات النجوم ،،


عاد وجه الأرض إلى صورته المألوفة وغاب الوجود وكأنه لم يكن



فأكتب ،، ولكن بمجموعة من قصص قصيرة ،،


أرجو أن تنال رضاكم



*


*

 

التوقيع

المتشرد

عبدالله الدوسري غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 08-11-2007, 06:56 AM   #2
عبدالله الدوسري
( كاتب )

الصورة الرمزية عبدالله الدوسري

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 51

عبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


( 1 )



* احتضار *



إن يد اليأس تطرق بابه وسيجد له مكانا ً في نشرة الراحلين ،،


سينقضي الحلم مثل هذه السحابة المسرعة ،،


وسيغادر الحياة كزفرة !!





* * *



عادت زوجته من عملها ،،


وقالت وهي تلقي بعباءتها وتجلس على الكنبة : نظرات جارنا الجديد كانت تلهب وجهي كالسياط ،،



أخذ ينظر إليها نظرة غريبة ،،


نظرة تذوب حنانا ً ورقه ،،


نظرة تقبل وتعانق وتسفح الدمع ،،



قالت له : لا تبدو على ما يرام ،، ما بك ؟!


فقال : لا شئ ،، مجرد إرهاق ،،


قالت : أنت تحمل نفسك فوق طاقتها ،، حسنا أن عدت مبكرا اليوم لترتاح



أشعل سيجارة وأخذ يدخنها متطلعا ً إلى سحائب دخانها ساهما ً وكأنه قد نسيها ،،



قامت بترتيب المنزل ثم عادت بالشاي ووضعته أمامه ،، وأخذت في حديث لا ينقطع إلا خلال رشفات الشاي ،، عن قرب الامتحانات النهائية وعدم استعداد الكثير من طالباتها ،، والضيق بحرارة الجو ،، وصديقة لها ستتزوج قريبا ً وأخرى حامل ،،



ثم انتبهت لشروده فقالت : أين ذهبت ؟! ،، كأني كنت أكلم نفسي ،،


نظر إليها طويلا ً محاولا ً التركيز فيما قالته



فأردفت : ولم تشرب من الشاي ،، ما بك يا عزيزي ؟! ،،



قال : لعلها متاعب العمل ،،



هكذا الأسئله والأجوبة كل مره منذ ثلاثة أيام ،، ويبقى لها العذاب الصامت الذي يجد عبثا ً في البحث عن مبرر لوجوده



* * *



لمحته وهو يهم بالكلام بحال تدل على أنه استسلم للاعتراف ،،


استصرخته في الأعماق أن يفعل ،،


دعت ربها أن يأمره بالكلام ،،



لكنه استرخى دفعة واحدة بسرعة تثير الحنق ،،


وراح يدخن ويقرأ ،، وهذا ما أثارها أشد من صمته ،،


نظرت إلى الكتب المتناثرة على الطاولة ،، على حافة العالم ،، الحاسة السادسة ،، عالم الأرواح ،،



سيجن ويجرها في أثره !! ،،



قالت : ما تقرأه مؤخرا ً يخيفني ،،


ابتسم لها ابتسامة باهته ،،



فقالت : كذلك هي حالك ،، بت تتكلم بإيجاز وزير ،، ومنذ فترة لم تخرج كعادتك ،، أنا قلقة عليك ،،


قال : سوف تضحكين من نفسك عندما تتأكدين من ضلال أوهامك ،،


قالت : قلبي لا يكذبني قط ،،



ما أصدق قلبها ،،


إنها تنطق عن قلب صادق وا أسفاه ،،


قلب ملؤه خوف حقيقي ،،


قلب يكابد نزاعات أحزانه ووحدته ،،



وهو يتعذب أيضا ً عذابا ً مضاعفا ً لنفسه ولها ،،


وقلبه ينصهر ويتطاير شررا ً وسيتلاشى في الفراغ ،،


لعل الأرحم لو تذهب إلى أهلها اليوم حتى نهاية العطلة الأسبوعية ،،



ولكنه لن يطيق ذلك ،،


فحنينه القاسي وأشواقه الملتهبة ويأسه العميق يمنعه من التهرب منها وتشدّه إلى مثواها الحنون ،،



تمنى أن يقبلها حتى يكلّ فوه ،، ويضمها إلى صدره حتى يخذله ساعداه ،،


أن يغرقها بدموعه وأن يستحم بدموعها ،،


كان بوده أن يمثل دوره بمهارة يخدع بها حبيبته حتى لا ترهقه بأسئلتها الملحة ،،


ولكن كان ذلك فوق طاقته ،،



يقرأ ويدخن ويختلس إليها النظر ،،


يتحمل نظراتها المعذبة بصبر حابسا ً دمعه شادّا ً على إرادته ،،


ويصر على ذلك وهو يشعر بأن كل شئ يخصه هباء ،،


الحياة هباء ،،


الحب هباء ،،


ويرى كل معنى يتلاشى في النسيان والضياع ،،



وهو في الحقيقة لا شئ يبكي لا شيئا َ ،،


البكاء نفسه لا حقيقي كالقراءة ،،


كهذه الأنغام التي تنعي الحياة كلها ،،



لم َ لا يجذبها إليه ويفضي إليها بكل سره ؟! ،،


ولكن أي فائدة ترجى من ذلك إلا أن تزيد من تعقيد الأمور واختلاطها وقسوتها ووحشتها ،،


لم َ يحول سلامها إلى مأتم والغناء إلى حداد ،،


لن يؤخر ذلك ولن يقدم ،،



أجل إن وحدته تزداد عمقا ً ويأسا ً ،،


لكنه لم يذعن للجبن والأنانية ،،



فعلى الأقل هي لم تفقد الأمل ،، تبدو جديرة بالحياة ،، تحياها ببساطه ،، لا تعرف الموت ولا اليأس ويبدو كل شئ لعينيها خالدا ً سعيدا ً خاضعا ً



تزوجته رغم فارق السن الواضح بينهما ،، تحبه كل ليلة أكثر من سابقتها ،، تنام قريرة العين وتتركه يطوي جفونه على أحزانه التي تجلها ،،



لكنه في الحقيقة منذ أيام لا يغمض له وعي ،،


يظل محملقا ً في الظلام وخلايا رأسه تحترق بالأفكار المحمومة ،،


وهيهات أن تدري شيئا ً عن أحاديث الظلام ،،


عن رعب الظلام ،،



يطمس معالم كل شئ إلا الموت وحده يرى بلا ضوء ،،


وهو كالظلام لا شئ يؤخره عن ميعاده ،،


وإذا جال بالخاطر فقد كل شئ معناه وقيمته



يتساءل ما العمل ؟! ،،


ماذا يطلب من الحياة في الأيام الباقية ؟! ،،



ويجيئ الجواب : كل شئ ،، لا شئ !! ،،



يستوي كل شئ ولا شئ ،


ولكن النفس تأبى التسليم وتخشى الفراغ فتتعلق بالأحلام


لذلك لم تتبدد الأحلام ولكن بقي السهاد


ولم يجد مفرا ً من قراءة القرآن تعبدا ً وتقربا ً ،،


ومطالعة كتب الأرواح سعيا ً وراء طمأنينة ولو تكن وهميه ،،


وسلام ولو على غير أساس ،،



ليس لشئ كثافة الموت وثقله ،،


وهو يكاد يراه ويلمسه ،،


وفظاعة الحقائق حملته على دفن السر في أعماقه ،،


على الانفراد به وحده وعلى كتمانه عن الإنسان الوحيد في دنياه


يا لها من تعيسة الحظ ،، فلتبق في قلق وهو على أي حال أهون من اليأس ،،


ولتمرح بما لديها في جو خال من الحقيقة الرهيبة



* * * *



طال بهما السكوت ،،


وفرغت فناجين القهوة التي أمامها ،،


هو لم يطلب لقاء صديقه إلا لأمر هام ،،


فقطع الصديق حبل الصمت قائلا ً : ما الأمر ؟! ،،


فقال : أردت أن انفرد بك بعيدا ً عن كل شئ ،،


عاد يتفحصه مليا ً فرآه جاد على غير عادته ،،


ثم قال بقلق : أنت لست على ما يرام ،،


فصمت ،،



عاد يقول بجزع : أخبرني عما بك ،،


رفع إلي عينيه الذابلتين وقال : أنا في مسيس الحاجة إليك ،،


سأعترف لك بكل شئ ،،


الحق أني سأموت في خلال أشهر قلائل ،،



فغمغم : ماذا قلت ؟! ،، هل عدت إلى وساوسك ،،


قال بهدوء نسبي بعد أن أزاح الاعتراف عن صدره هما ً ثقيلا ً :


الأمر أجل من معاناة فكر ،، ذهبت إلى عدد وفير من الأطباء وقد أجمعوا على خطورة الحال ،،


قال صديقه : لا أحد يمكن أن يكون على يقين من ذلك إلا الله ،،


فقال بفتور : طبعا ً ،، إنه فوق كل شئ ،، ولكن حالتي تزداد سوءا ً ،،


قال : كلام مجانين ،، فألف حكاية تثبت أن كلام الأطباء ما هو إلا هراء ،،


فقال متنهدا ً : ولكن السرطان ليس هراء



صمت صديقه قليلا ثم قال : المؤمن لا يقطع رجاؤه بالله ،،


قال : وهذا ما أردت لقاءك له ،، اسمع قال لي الطبيب بأن هناك أملا ً ضئيل لحالتي في إجراء عملية جراحية ولكنها خطيرة لذلك سأسافر غدا ً إلى الخارج ،، يمكن القيام بها هنا ولكني فكرت كثيرا وقررت أن أسافر ،،


قال : ومتى تعود ؟! ،،


قال : لا أدري ،،


قال : وأسرتك ؟! ،،


قال : هذه أوراق وتقارير مرضي بعد أسبوع من الآن خذها إلى زوجتي ،،



* * *


افترقوا على ذلك ،، صاحبه يعلم بأنه عنيد ولا يتخذ خطوة إلا بعد حوار طويل مع نفسه ،، فاستسلم ودعا له كثيرا ،،



أما هو فالهم الذي خف عنه ترك مساحة كبيرة في صدره ،، أخذ يحملق نحو الفراغ وهو يجلس في سيارته وقت ليس بالقليل ،، وأخيرا استعان برب العباد واتجه إلى خارج مواقف المقهى ،،


اعترضت طريقه سيارات عديدة وجمع من الناس محتشد وآخرون يهرولون من هنا ومن هناك ،، انتظر قليلا إلى أن رأى رجل قادما من وسط الزحام وهو يتمتم " لا حول ولا قوة إلا بالله " ،،


فأوقفه وسأله : ما لذي هناك ؟! ،،


فقال : أحدهم كان يهم بقطع الشارع غارقا في التفكير أو الذهول ،، لأن السائق الذي صدمه يقول أنه ظهر أمامه فجأة ،،


قال : وماذا حدث له ؟! ،،


فقال : مات ،، وتناثرت الأوراق التي كانت معه في أرجاء المكان



* * *

 

التوقيع

المتشرد

عبدالله الدوسري غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 08-11-2007, 07:01 AM   #3
عبدالله الدوسري
( كاتب )

الصورة الرمزية عبدالله الدوسري

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 51

عبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


( 2 )



* زيارة *




وقف يودع آخر صديق كان في السهرة ،،


أنهى ترتيب البيت وأجلى عينيه في أرجاءه فأطبقت عليه الكآبة ،،


تضاعفت كراهيته وتمنى لوحدته النار ،،


وباتت الرغبة في التغيير قوة قاهرة لا تقاوم ،،



* * * * *



لقد فترت متعته في بيوت أخوته ولا تختلف عنها لقاءات الأصدقاء ،،


ذاك جميع جمله تبدأ بعبارة " أم العيال قالت " !! ،،


وذاك سعيد بنجاح ابنه ،،


وذاك اللعين يعلق على انتشار الشيب في رأسه ،،



* * * * * *



الزيارة هي الأمل الباقي الوحيد ،،


تأجيلها أصبح غير محتمل ،،


الصبر نفد ،، والشوق تأجج واشتعل ،، والعزيمة صممت ،،


أقنع نفسه بأنه لا يجوز أن يتلعثم كصبي أو يخجل كمراهق ،،



* *



وفي مساء اليوم التالي ارتدى ملابسه وغادر المنزل بعدما تعطر بشذا الأمل ،،


خمس سنوات انقضت على آخر زيارة كان فيها هناك !! ،،


ولكن واجب العزاء لا يسمى زيارة ،،


لذلك تكون آخر زيارة قبل عشرين سنة انقضت في عذاب الحرمان ،،


بعد تلك العصماء التي بدأها الأب بإتمام الدراسة وأنهاها بتفضيله لابن العم ،،



* * * * * *



طرق الباب وبعد برهة جاءه صوت لم ينساه يوما ً يقول : من ؟! ،،

فقال بارتباك : أنا ،،




أطل نصف وجهها من فرجة الباب وقالت : أنت !! ،، مرحبا ً بك ،، تفضل في المجلس ،،



* *



ذهبت إلى الداخل ،،


بقيت صورتها التي أتمها بخياله ،،


وجه ما زال يقطر بماء الشباب ،،


انهالت عليه الأحلام كالشلال ،،


أقام قلبه واستقر في وادي الراحة السعيد ،،



* *



عادت في جلال الاحتشام وهي تحمل كأس عصير ،، فتناثر الحديث ،،



كيف حالك ؟! ،،


وأنت ؟! ،،


كم تغيرت لم أعرفك في البداية ،،


هموم الدنيا ،،


كيف وأنت لم تتزوج ولم تحمل متاعب مسئولياته ؟! ،،


غربتي أثناء الدراسة ثم عملي الشاق واهتمامي بأخوتي قبل تزويجهم وفجأة وجدت القطار فاتني ،،


ما تزال في عز شبابك ،،



واستقرت عيناه على صورة في الحائط وقال : جميعنا فقدناه ،،


فقالت : لك طول العمر



وأمسكوا عن الحديث ،،


ربما ليستردوا الأنفاس ،،


أفرغ بقية العصير في جوفه وغرق في العرق ،،



* *



فارق كبير بين الحقيقة والخيال ،،


تصور أنه سيوجه الحوار إلى الهدف دون صعوبة ،،


وأنه سيثب إلى جانبها مثقلا ً بأشواق العمر ،،


وأنه ،، وأنه ،، وأنه ،،


وهذا مناخ لجلسة تنضح بالجدية والأدب ،،


والمرأة مصونة لا تسمح بقدح شرارة عبث ،،


وهذه الصورة المطلة عليهما تشاركهما الاجتماع وتصد عنه النزق بل وتغرقه في الحزن ،،



* *



ترى فيم تفكر ؟! ،،


ألم ترد على خاطرها ولو صورة فاتنة واحدة من الماضي الجميل ؟! ،،


هل تهيمن على خواطرها كما تهيمن على سلوكها ؟! ،،


ود لو تطالعه العينان بلمحة تذكر ،،


أو مداعبة ،،


أو حياء عابر ،،


أو ظل ابتسامة تتعدد التفسيرات لها ،،


لكنه لا يرى إلا نظرة رزينة ،،


نظرة قريبة لقريب تلاقيا في خريف العمر ،،


هل انتهت وجفت ينابيعها ؟! ،،



وقال في نفسه : على أي حال لن أغادر بجعبة خاوية إلا من الفشل ،،


ولن أسمح للتردد يحملني الندم إلى ما تبقى من العمر ،،


فيكفي ما حملته من قسوة أبيها ،،



* *



قذف إلى الماء متسائلا ً : هل تضايقك زيارتي ؟! ،،


فقالت بهدوء : أهلا ً بك فهذا بيت خالتك على أي حال ،،


ثم مع تردد واضح قالت : ولكن ،،


أدرك ما تضمر فقال : صدقيني لم أكن أعلم بعدم وجودها عندما أتيت


لاذت بالصمت فقال يائسا ً : إذن تضايقك زيارتي


فقالت بسرعة : لم أقل هذا


فقال بحرارة : منذ وفاة أمي وأنا وحيد ،،


ولكن العذاب حقا ً هو سماع كلمة خالي أو عمي تقال لي من وقت لآخر ،،


لعلها ابتسمت ولكن وجهها تورد يقينا ً وهمست : أنا فاهمة ومجربة ،، خاصة بعد زواج ابنتي ،،


فقال بشجاعة متصاعدة : ستسعدني دائما ً زيارتك ،،


ثم أضاف : وخالتي ،،



ضحكت وآثرت الصمت ،،



* *



فشعر بأنهما انتقلا من عصر إلى عصر ،،


وقال : الوحدة مرة ،، والحياة مرة ،،


أتطلع إلى شئ جديد ،،


حتى أني أفكر في تجديد بيتي بالكامل ،،



قالت : جميل ،،


فقال بجرأة : حتى أني عزمت الزواج !!،،



خيل إليه أنها أجهضت دهشة بلباقة ,,


وتمتمت : الزواج !!



فقال بثقة : إني على أتم ما يكون من الصحة ،،،


فابتسمت في ارتباك وقالت : ربنا يزيدك صحة وعافية


قال : وددت أن أعرف رأيك ؟!

قالت : لم لا ،، مثلك يتزوجون كل يوم ،، بل الكهول أيضا ً ،،





يا للنساء !! ،،


ولكنه قال بمرح : هذا ما قلته لنفسي ،،



قالت : ستسعد أمي حتما ً بالبحث لك عن زوجة مناسبة ،،


فقال : وما الزوجة المناسبة ؟! ،،


قالت : أن تكون قريبة من سنك


قال : ستكون في تلك الحال أرملة أو مطلقة


قالت : وما المانع ؟! ،، فأستاذ جامعي قدير ،، مثلك يحتاج لمن تفهمه لا لمن يكمل تربيتها ،،


فركز بصره الثمل في عينيها الحائرتين وقال : إني أعرف من أريد ولا حاجة إلى البحث ،،



فتساءلت : ماذا تعني ؟! ،،


فقال باستسلام وضراعة : أنت الزوجة التي أريد !! ،،



غضت بصرها وقطبت دون أن تنبس ،،



* *



فرجع يسأل في إلحاح : ما رأيك ؟! ،،


قالت : أهذا سبب زيارتك ؟! ،،


فقال : أي نعم وربي


قالت بصوت متهدج : الزواج لا يمكن أن يخطر لي ببال ،،


قال : دعيه يخطر ،، كان أعز أمانينا ،،


فقالت وهي من الحياء في ضيق شديد : ذاك تاريخ مضى وانقضى ونسي ،،


فقال بحرارة : إنه يعيش معي إلى الآن ويزداد قوة ،،


قالت بانفعال شديد : الحقيقة أنك تتناسى أنني أم وسأصبح جدة ،،


فقال : تزوجت وأنت صغيرة ،، بل صغيرة جدا ،، وكذلك فعلت بابنتك ،،


فغضت بصرها في أسى وهمست : لا تحرمني سكينة القلب ،،


فقال : وأنت لا تحرميني من الأمل الوحيد الذي كان وسيبقى في حياتي ،،



* *



تساءلت وهي تغوص في الحصار : ماذا سيقولون ؟! ،،


فقال : الدهشة تعيش ساعة واحدة ثم يلوذ الإنسان بسعادته ،،


فقالت باستسلام ورغبة في إنهاء الحديث : دعني أفكر ،،



فرأى من المناسب كذلك إنهاء الزيارة ،،



دعته للبقاء مجاملة ولكنه وقف ومد يده للمصافحة ،،



* *



خرج إلى الهواء الساكن متلهفا ً على نسمة من نسائم الصيف ،،


إذا كان الخيال لم يتحقق فإنه أيضا ً لم يتلاش ،،


كان بوسعها أن تجعل من الزيارة الأولى والأخيرة فشعر كأن الحياة تبتسم ،،


ومضى إلى بيته بروح جديدة يكاد يغرق في السعادة



* * *

 

التوقيع

المتشرد

عبدالله الدوسري غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 08-11-2007, 07:04 AM   #4
عبدالله الدوسري
( كاتب )

الصورة الرمزية عبدالله الدوسري

 







 

 مواضيع العضو
 
0 أمواج بلا شاطئ
0 رقصة الهياج
0 مرايا
0 فصاحة الأنثى

معدل تقييم المستوى: 51

عبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


( 3 )



* الخيانة *



بدت السماء غامضة في مولد المغيب ،، انخفضت الأصوات في نغمة حزينة موحية بالختام ،،



لم يقل شيئا ً ذي بال ،، أو هذا ما بدا له !! ،،



فمنذ عرفها احترف الانفصام الشخصي حتى أتقنه ،،



ولكنها سرعان ما اغرورقت عيناها ،، رغم ضبطها لمشاعرها وكراهيتها أن تبكي أمامه ،، اغرورقت عيناها ،،



وببصر مائع نظرت إليه وقالت : جئت إلى هنا مع صديقتي ،، فلمحتك صدفة ،،


فقال : لماذا إذن هذه الدموع ،، ألم نتفق على اللقاء غدا ؟! ،،



أرادت أن تقول شيئا ولكن الصوت تعثر في حلقها ،،


أما هو فتابع حديثه قائلا : لدي الآن اجتماع عمل ،، والجميع ينتظرني هناك ،،


ولكنها أمسكت بذراعه وأشارت إلى طاولة قريبة وكأنما تدعوه للجلوس ،،



ليست هذه هي المرة الأولى التي تبكي أمامه ،، لسبب أو بدون سبب ،،


ولذلك نظر إلى آخر طاولة في المقهى فاطمأن بأن المسافة إليها تحجب حتما الرؤية !!،،



جلس وهو ينظر إليها ،، فقال في نفسه : لكم أكره أن أراك مكسورة ،، يغدو حينها مذاق الدنيا كالتراب



* * *



تذكر طاولة العشاء الجانبية حين رآها لأول مره ،، تشد عينيه بقوة ليست بلا سبب ،، توقظ مشاعر نائمة وتنبه أحاسيس مدفونة في الضباب ،،



سمرة رائقة نقيه ،، عينان لوزيتان دعجاوان ،، وبريقهما المضئ المفعم بالنبض والاقتحام ،،


التقت عيناهما مرة ولكنه لم يقرأ فيهما المعنى الذي يتلهف عليه ،، إنها تقف منه موقفا ً حياديا ً في الظاهر ولكنها تخاطب أعماقه بألف لسان ،،



فقال لنفسه حينها : لا شك أن وراء هذه القشرة الناعمة الصامتة اللا مبالية مدينة مسحورة ،،


لم يشأ أن يجردها في خياله من ثيابها ،، وهي عادة مزمنة لم تفارقه ،، فتجريدها غير مجد لأن سحرها لا يستقر في موضع بالذات ،، شائع كضوء القمر ،، وبه جانب مجهول تتعلق به الآمال ،،




نسي المحيطين به من أصدقاء ،، في عينيها رأى الليالي المعربدة بأنغامها الجنونية ،، وهي وإن لم تبتسم إلا أن عينيها عكستا نظرة راضيه موحية كأرض خصبه لم تزرع بعد ،، وكلما وجد فرصة آمنه حدج الفتاة بنظرة فتتلقاها بالرضا الهادئ المثير للطموح بلا دليل ،، ولكنه أصر على محاصرتها متحررا من الكبرياء والخجل كما كان في الرحم



بدت في أول موعد لهما باقة من عبير لطيف يدعو إلى استباحة الأسرار ،، أن تتحقق أحلام لم تخطر بالبال هو ما يطمّع في المستحيل ،، وآمن بأن هذه الفتاة من معدن يخلق النشوات ،،



قال لها : الحياة جميلة وأنت زهرتها



وعرف بعد جملته تلك ،، مسرات الحياة بلا خوف أو ندم ،،


دق قلبه باعثا ً حرارة جنونية في كافة المراكز المتلهفة ،، الجسم الصارخ والنظرة المتآمرة مع الغرائز ،، ولا شئ يعرف الصمت ،،



وحل شعور سعيد ،، فانغرست بذور التفاهم ،،


ونفسه المتمرسة تؤكد بأن طريق الحياة شاق ومحرق وطويل يحتاج إلى استراحة من الظل الظليل ،،


ومن خلال حيرة ضبابية تلتمع بوارق إغراء لا سلكية ،، وتحقق حلم الجنون في دوامة من الذهول ،، وانصهر التأمل في وقدة طاغية ،، وسبحت موجة من النار في الظلمة الدامسة ،، واستحكمت لحظات من الفناء المطلق فالتهمت الماضي والحاضر والمستقبل ،، هي ساذجة بقدر ما هي فتاكة بقدر ما هي لذة طاغية




هي فتاة لم تعرف رائحة الرجل من قبل ولكنها بين يديه باتت أنثى عاشقة ،،


أحيانا ً يجري المرء وراء غاية معينه ثم يعثر في الطريق على شئ ما يلبث أن يؤمن بأنه الغاية الحقيقية ،،



كان يصف لها حبه ذات مره ،،


فقالت بصراحة فاتنة : كلامك جميل ،، ومن ناحيتي فأنا لا أتصور الحياة بدونك !! ،،



فقال بنشوة غريبة : ما أجملك ،، ما أجمل الحب ،، هو الحب الذي يشدني إليك يوما ً بعد يوم ،، وهو الذي يكمن وراء كل كلمة من كلماتي إليك ،، اسمه لم يجر على لساني قبل الساعة ولولاه ما كان ثمة مبرر أو معنى لأي كلمة قلتها



لعنة الله على الكذب ،، لذلك دائما يفقد حديثها الصادق معناه في نفسه كأنه الصمت ،،



وكان يخاطب أعماقه معنفا : إذا مضيتُ في الأكاذيب فسوف أجن ،، لم َ أضعف أمام الحقيقة بالرغم من أني قاتلت حتى أوشكت أن أقتل ،،


قل لها الحقيقة ،،


آه ،، ستصرخ من الفزع وينطفئ شعاع عينيها الذي يلهم الحب ،، لقد حرمت من كل شئ حتى نعمة اليأس



ولكنه قال : اعترف لك بأنني لا أجد لحياتي معنى ً إلا عند اللقاء ،،



ابتسمت وقالت بفطرتها العذبة : الحق أني لا أنقطع عن التفكير في مستقبلنا ،،



عاتب في باطنه الأشياء التي تقف أمامها بالمرصاد ،،


عاتبها على توانيها في امتلاكه والسيطرة عليه ،،


وعلى هزائمها غير العادلة أمام عدوتها التي لا تعلم عنها ،، أنت ِ المسئولة عما سيقع ،،



فقال وهو يداعب وجنتيها : دعينا لا نفكر إلا في حبنا ،،



اختفت الدنيا وقتلت البراءة ،، لا شئ سوى ملمس الحرير ورائحة الصمت الآخذ في الاستفحال ،،



العزاء الحقيقي تجود به عندما تعزف الأنفاس المترددة ألحانا ً من الغايات ،، عندما يسود النسيان المطلق الأرض والأفلاك وأي شئ عداها ،، ويحذر قلبه بـأنها لو أرادت أن تتخذ منك أسيرا ً فعلى الدنيا السلام ،، فهي الجحيم إذا سيطرت



يسأل نفسه أحيانا هل يحبها حقا ؟! ،، فيجيب بأنها غذاء دسم وراحة أبديه ،، لا كالعذاب الذي يخلفه الاستسلام للعادات والتقاليد والواجبات مع الأخرى ،،



وحتى مع الأخرى ،، يسهد متفكرا ً حتى مطلع الفجر ،، ويتذكر أبيه وعمه فلا يملك إلا الدعاء لهما بالرحمة ولنفسه بالمغفرة ،، وينظر إلى المسكينة التي ترقد بجانبه ويقول عن مآسي السيطرة أستطيع أن أحكي عشرات القصص ،، ولكن ماذا لو انقلب السحر على الساحر !! ،،



فالحياة بدون الحب لا طعم لها ،، غثيان ،، فتور كالرماد ،، ودون ذلك الجنون والدم ،، والعذاب والدناءة والخيانة ،، يا لبشاعة هذه الكلمة



* * *



جاء النادل وقال : ماذا أحضر لكما يا سيدي ؟! ،،


فأجاب : لا شئ ،، سنجلس قليلا فقط ،،



كم من هموم تتلاشى لو اعترف لها بكل شئ ،، هي تعطيه كل شئ صادق وهو لم يعطها إلا حزمة من الأكاذيب ،،


في محضرها ترتفع به المشاعر إلى آفاق من السعادة والأنس والصفاء ،، جاذبية لا تخمد ،، عذوبة مسيطرة لا مهرب منها كالقضاء ،، نسمة تستقر في ذروة لا يرقى إليها أي شئ ،،



اللعنة على النبضات التي تموت وهي على طرف اللسان ،، وتشكيلات السحب التي تبعث بها الرياح ،، وعصارة الألم المنصهرة وراء الأحزان ،، والسؤال الأعمى والجواب الغشوم ،،


قضي على البشر منذ قديم بأن تمضي حياتهم على الأرض معهم عند عبور عتبة الموت قبل أوانه ،، كالظل تتبعهم حاملة الأفعال والنوايا



نظر إلى السقف الذي تسبح في سمائه الأحلام الدامية وقال : اسمعيني جيدا ،، اذهبي الآن وغدا سأخبرك بأشياء لا تعرفيها عني



سمع منها همسا غير مبين كأنما تريد أن تتكلم فتمنعها غصة ،،


ثم جاء صوتها كأنما يزحف من جحر وهي تقول : تريدنا أن نفترق أليس كذلك ؟! ،، أخبرني ،، ألم تعد تحبني ؟! ،،



انصهرت أنفاسه في جو من السموم ،، ورهبة الفراق تغري بالدمع ،، أراد أن يتكلم ،،



ولكنها قالت : أيها القاسي ،، لماذا أنت محبوب ؟! ،،


فقال : أريد أن أعترف لك ،،


قاطعته قائلة : أعلم ،، لقد رأيتها هي أيضا برفقتك ،، منذ متى وأنت تخونني ؟!


قال : لم أخنك لحظة ،، ولكنها زوجتي


فقالت بلا ملامح : إذن فأنا مجرد خيانة



* * *

 

التوقيع

المتشرد

عبدالله الدوسري غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 08-15-2007, 03:40 AM   #5
عبدالله الدوسري
( كاتب )

الصورة الرمزية عبدالله الدوسري

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 51

عبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


( 4 )


* يوم الزفاف *


وجد أنه بغتة كما يجد إنسان نفسه تحت شاحنة وكان أنعم ما يكون عينا ً بالسلامة والأمن ،، خفق قلبه خفقة عنيفة كسقوط في فراغ كوني ،، بل هي صرخة فزع باطنية تصدعت لها الضلوع دون تسرب فتاتها إلى الخارج ،، وعجب كيف استطاع أن يضبط مشاعره ويلاقيها في آخر لقاء بابتسامة غير مبالية ،، فلعله شغل عن القارعة ولو إلى حين ،، بالصراع الذي نشب بين نفسه وبين الذهول الذي طوقها ،،


كان مأخوذا ً بسرعة الحوادث وغرابة الأقوال حتى خيل إليه أنه في حلم غريب وأن المطر ينهمر فوق رأسه بالحجارة وأنه يتلفت باحثا ً عن مأوى ،،


وراح يستجدي نفسه أقصى ما لديها من قوة ليستر جرحه الدامي عن العيون اليواقظ وليتفادى من موضع الهزء والزراية ،،


وما فتئ يقول : تجلدي يا نفسي وأنا أعدك بأن نعود إلى هذا كله فيما بعد ،، بأن نتألم معا ً حتى نهلك ،، وبأن نفكر في كل شئ حتى نجن ،،


يا لها من متعة ساخرة بالموعد في هدأة الليل ،، حيث لا عين ترى ولا أذن تسمع ،، حيث يباح الألم والهذيان والدموع ،،


سأصرخ في جوف الأرض مخاطبا ً الشياطين ومناجيا ً الدموع المتجمعة بباطنها من أعين المحزونين ،، فالدنيا تبدو لناظري حمراء كعين الجحيم ،،



يوم الزفاف ،، كأنه عنوان لحن على ربابة ،، حيث يشيع القلب إلى مثواه الأخير محفوفا ً بالورود مودعا ً بالدف والزغاريد ،، وباسم الحب ترقص ربيبة القصر على أنغام غافلة ،، وباسم الكبرياء هجر إبليس الجنة ،،



إنه يتكلم ليثبت أنه حي ،، لكنه حي يتألم ،، شد ما يتألم ،،


ترى هل جرى في خاطره يوما ً أن يكون لحبه نهاية غير هذه النهاية ؟! . .


كلا ،، غير أن الإيمان بأن الموت حتم مقدر لا يمنع من الجزع حين حضوره ،، وهو ألم مفترس لا يعرف المنطق أو الرحمة ،، أخانه أحد ؟! ،، اختلطت الأمور عليه ،، غير أن هذا المساء يعده بخلوة حافلة للحزن ،،



وقال : الاغتيال خير من الكفر وأنجح ،، أأريد أن أقتل أم أقتل ؟! ،،


وحيد مهجور كأني صدى حنين هائم منذ أجيال ،، تأمل الآلام التي ترصدك ،، آن لك أن تحصد ثمار ما زرعت من أحلام في قلبك الغر ،، وسوف تسير في طريقك بقدمين ترسفان في الأغلال وفي حلقك شجا ،، والحب حمل ذو مقبضين متباعدين خلق لتحمله يدان ،، فكيف تحمله وحدك ؟! . .


فقد صارت الهوة التي تفصلهما أعمق من المكان والزمان ،، وقد كان يعالج الزمن بجرعات الصبر والمكان بأمل اللقاء ،، ولكنه يخاصم اليوم عدوا ً مجهولا ً وقوة خارقة غامضة لا يدري من تعاويذها ورقاها حرفا ً واحدا ً ،، فليس أمامه إلا الصمت والتعاسة ،،


تراءى له حبه معلقا ً فوق رأس كالقدر ،، يشده إليه بأسلاك من الألم المبرح لا يدري متى تنقطع .


* * *

 

التوقيع

المتشرد

عبدالله الدوسري غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 08-15-2007, 03:44 AM   #6
عبدالله الدوسري
( كاتب )

الصورة الرمزية عبدالله الدوسري

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 51

عبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


( 5 )


* يد السماء *


ابتعد عني !!



لا بد أن تهتف بها صارخة وبكل غلظة ،،


أمامها عيناه مفتوحتان في دهشة ،،


وملامحه تنطق بشعور طفل أذنب رغم أنفه ويريد البراءة ،،


فكيف تجعله يتوقف في مكان لا تريده فيه ؟!


أهذا وقت التراجع والعدول النهائي ؟!


كيف ؟!


وما تصورته الأفظع قد تم منذ أن نطق لسانها بكلمة " أحبك " !!



إما التسليم المطلق أو إعلان الفشل وإحالته من شعور إلى واقع ،،


ذاب عقلها في ضياع ،،


لا صوت منه ،،


أو اعتصار لذاته ،،


أو حتى تغيير لوضعيته ،،


وتساءلت : ألم نتفق على هذه اللحظة معا ً ؟! ،،


تقف على حافة هاوية عظيمة ،،


يتساقط تحت قدميها فتات الصخور ،،


ومن بعيد يصلها صوت ارتطام الآهات ،،


فأيقنت بأن الهاوية شديدة الإنحدار ،،


لن تخرج منها سليمة إذا سقطت



ابتعد عني !!



تأبى الخروج منها ،،


أية غرابة ،،


بدا أنه يحتاج منها أن تحتاج إليه ،،


ترمق النداء قويا ً ملحا ً في عينيه ،،


لا تملك عصيانه ،،


نداء يحرجها ،،


فهو لا يجبرها على شئ ،،


إنما يترك لها الرأي والقرار ،،


يترك لها أن تضغط بكل ما تملك من رغبة ،،


على كل ما تملك من مقاومة ،،


وكالإعصار تحرك ذلك الإحساس الطاغي الذي ينسيها أي شئ ،،


إلا أن تنتفض مقبلة عليه ،،


تحيطه بذراعين تثلجتا بالحنان ،،


وبقبلات منهمرة مذعورة تغسل وجنتيه


كلمته تزيل منطقها ،،


لمسته تسلب إرادتها ،،


محبته تغتصب ملكها ،،


وفجأة أحست بلا وجود لأرض صلبة من تحتها !!


ولكن في نفس اللحظة التي كانت تهوي فيها وقد سلمت بالكارثة ،،


تأتيها يد من السماء وكان ليس لها صاحب ،،


توقف سقوطها ،،


تلتف حولها فتشعرها بأنها في أمان كامل


قال وهو يجلس : كدنا نهلك


نظرت إليه في إعياء وكأن صوته يأتيها من عالم آخر ،،


لم يبال ببلاهة عينيها ،،


فواصل حديثه : لن أراك حتى يقوم أبي بتحديد موعد لزيارة أبيك


* * *

 

التوقيع

المتشرد

عبدالله الدوسري غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 08-20-2007, 01:54 AM   #7
عبدالله الدوسري
( كاتب )

الصورة الرمزية عبدالله الدوسري

 







 

 مواضيع العضو
 
0 جده غير
0 حديث الغمام
0 من غير ليه
0 أمواج بلا شاطئ

معدل تقييم المستوى: 51

عبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


( 6 )


* هو وهي *



نوم قليل وفترة انتظار ثملة بالدفء تحت الغطاء الثقيل ،، النافذة تنضح بضياء خفيف ولكنه يتجلى بقوة في ظلام الغرفة الدامس ،، ها هو الفجر يسبح في بحر الصمت الشامل ،،


أي سرعة جنونية في هذا الزحام الذي لم تعرف له الأشجار مثيلا ً منذ غرست في العصر الحجري ،، المجنون يجري بلا وعي نحو حادثة يرصده عندها المجهول ،،



هو : صباح يوم جديد ،، قديم ،، جديد قديم ،، قديم جديد ،، إن لم يوجد قديم حسن فليوجد جديد سيئ ،، أي شئ خير من لا شئ ،، الموت نفسه تجديد ،،


تحمل يا مسكين ،، في زمن النار لا نسمة ترطب الفؤاد إلا أنت يا حبيبتي ،، للأشجار الباسقة فضل لا ينكر ،، انظر إلى أعلى إلى السحب البيضاء ورؤوس الأشجار لتنسى سطح الأرض المتآكل ،،


إني أسير العقل الراجح والخلق الكريم والعينين الدافئتين ،، منذ الصبا ومنذ الشباب ،، عجيب أن يخلد الحب في هذا الغبار المنتشر ،، ها هو الهاتف يرن ،،


لو انتظرت دقائق لذهبنا معا ً ،،


فقالت بمرح : أصر أبي أن يكون فطوري في البرازيل



أتذكر وأحلم وأحلم وأتذكر ،، قصة طويلة ترجع إلى أقدم عصور الحياة في بيتهم القديم ،، لعبنا معا ً ،، ويجئ الحجاب مصحوبا ً بالحياء والحذر ،، والرقيب يتدخل هادما ً المسرات ،، لكن الحب اقتحم القلوب في حينه ،، انهالت المداعبات العابرة والعبارات الرمزية ،، أحبك على غلاف قصة وفاء الجيلين ،، خطبة لسنوات عديدة لا أدري متى تتوقف !!،،


إني مسئول مطارد تحاصره التساؤلات ،، أين الصواب ؟! ،، لم َ أشك في كل شئ ؟! ،، كيف حاق بي هذا الضياع ؟! ،، أكاد أسمع ما يقال من ورائي ،، فوق ذلك تهيم الأحلام ،،


إني أفكر وكأن كل شئ سيبقى على حاله إلى الأبد ،، العمر يذهب والحب ثابت لا يتحرك ،،


لم نلتق كثيرا ً في المستشفى ولكنا عدنا معا ً بسيارتي المهترئة ،،


قالت وهي تترجم مقطعا من أغنية كنا نسمعها : أنا نور حياتك بدوني عالمك مظلم


وصلنا إلى بيتهم فودعتها بقبلة فاترة شأن المشحون بأفكاره ،، لا مساحة بيننا لمزيد من القلق ،،


قالت : ماذا بقي لنا سوى الحب ؟! ،،


نظرت إليها متسائلا ً ،، فقالت وهي تغلق الباب بعصبية : عليك أن تتذكر دائما ً ذلك ،،


أطبق علي السكون ،، ما الذي تعنيه بذلك ،، اللعنة على كل شئ ،،


حائر لا موقف لي ،، حتى متى ؟! ،، متى أنظر إلى نفسي نظرة ناقدة موضوعية ؟! ،، أحبها والحب لا عقل له ،، أريدها بكل قوة نفسي ،، كيف ؟! ،، ومتى ؟! ،، متى تتيسر تلك السعادة الملعونة ؟! ،،


آه حبيبتي ،، تثور كالبركان لأتفه الأسباب ولكنها صافية القلب



هي : دائم البحث عن شئ مفقود ،، لو عرف نفسه لوجد لها مرفأ ،، ينطح الصخر ويقبض على الهواء ،،


مسكين حبيبي ،، بل مظلوم ،، مظلوم عندما أجبرته ظروف وفاة أبيه على ترك دراسته ليعمل ويعيل أمه وأخواته تحت أثقال الديون الكبيرة التي يرث سواها ،، أبيه كان صديق لأبي ،، وجيران عهد طويل عندما كنا نقيم بالشقة المقابلة في البيت القديم الذي نملكه ،، كانت صداقة عمر وهي التي جعلت أبي يصر على الخطبة رغم معارضة أمي ،،


سنوات دراستي في الطب كانت جميلة عدا النظرة التي ألحظها في عينيه ،، لقد كان متفوقا ً أكثر مني ،، يا لعزة نفسه التي غالبا ً ما تحنقني ،، حتى وظيفته الحالية في المستشفى عندما أخبرته بشأنها لم يوافق إلا بعدما تأكد ألا وساطة لي فيها ،، كم أعشقه لذلك ،،


ولكن مهلا ً ما تلك القبلة التي ودعني بها ؟! ،، لا أحب هذا ،، إهانة أو ما يشبه ذلك ،، إذا تكرر ذلك فسوف أصارحه ،، لا تقبلني إلا وأنت تحبني لا يشغلك شئ عن حبي ،، ماذا بقي لنا سوى الحب ؟! ،، يا إلهي ألا يوجد بصيص أمل ؟! ،،


توضأت لأصلي العصر ،، وبعد ذلك جلست مع أمي لمشاهدة المسلسل التليفزيوني ،، انتزعتني موسيقى البداية من الصراع ،، بقوتها الانسيابية دعت حبيبي فهبط من الغيب وجلس بجانبي ،، انقلبت فجأة إلى أنثى حالمة ،، أمي لن تلبث قليلا ً إلا وتذكره بما أكره ،، يا عزيزتي فهل تبتسم حياتي بدونه ؟! ،،

 

التوقيع

المتشرد

عبدالله الدوسري غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 08-20-2007, 01:56 AM   #8
عبدالله الدوسري
( كاتب )

الصورة الرمزية عبدالله الدوسري

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 51

عبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


هو : لقاءات أسبوعية في المقهى الشعبي مع صديقي تنفخ بالوجدان نغمة الحلم الغابر ،، الجلوس هنا يتجسد في حال يضطرب له روتين الزمن ،، وتواجه السماء بالأرض وتعانق الشرق بالغرب ،، مناجاة تستعير من مخزون القلب البائد خفقة خاطفة تعيش حياة باسمة فأغرق في ذكريات من الأفكار الحرة المستوردة ،،


إني راض بالعدم ،، أتقبل الواقع حتى بلا اقتناع ،، ما الأشياء إلا نور يهبط فجأة فيبدد الظلمات ،، والألوان تلوح أحيانا ً حتى في الموت ،، حقا ً إنه كون خالي ،،


يا صديقي المسكين متى تسكت ؟! ،، يطلق في عطسة واحدة عشرات الشعارات العقيمة ،، ولكن الجلسة هنا لا تحلو إلا به ،،


علمني زمني أن أفكر ،، علمني أيضا ً أن أستهين بكل شئ وأن أشك في كل شئ ،، هل تترك السفينة للغرق ؟! ،، أبوها ضابط كبير ودخله من عقاراته كبير ويسكن في شارع كبير تماما ً كبيته الكبير ،، فلن أنسى موقفه عند وفاة أبي ،، واقتراحه بشأن الزواج الذي رفضته شاكرا ً ،، فأين سيذهب احترامي لنفسي ،، بل ماذا سيقول الناس عن أهلي ،، أهلي !!،، إني كالثور الذي يحرث أرض شاسعة ،، أم مشلولة وثلاث أخوات أكبرهن لا تزال في الثانوية ،، أما الديون ،، يا صديقي صه !!،، الحب باقة من الورد معطر بالأمل ،، بين الحلم والواقع خيط رفيع لا يرى إلا عند التأمل ،،


قال صديقي ودخان المعسل يكاد يحجب وجهه : ما هي توقعاتك لمباراة الغد ؟! ،،


فقلت دون اقتناع : سنهزمكم شر هزيمة ،،


فانطلق في حديث طويل عن فريقه ،، في عصر اليوم اشتريت هدية بسيطة ،، اقترحتْ في المكالمة بأن نذهب في جولة بالسيارة ،، أنوثة ونظرة عينين ووشاية نبرة ،، باللغة حين تقول الكلمة شيئا ً وتشير إلى شئ آخر ،، تلاشت البراءة الساذجة وحلت محلها مفاوضات وتوسلات من أجل لثمة فوق الخد أو الشفة ،، أطيب ثمرة في الشجرة بسمة ،، اللقاء حوار طويل بين القلوب ،، أما عطرها فهو الحريق في الغابة ،،



هي : لو ابتسمت الأيام لعشت رومانسية سرمدية ،، لكم أحبه ،، دخلت غرفتي ونظرات أمي تلهب ظهري ،، الوحدة تغدق علي شفافية وهّابة للرؤى ،، للأفكار خطوط لا أتجاوزها ولكنها لا تقف إلا في أعماق اللحظات المطوية في القلب ،، انكمشت في الظلمة متلفعة الكآبة ،، وتذكرت حديث رئيس القسم ذات يوم عندما راجعت معه التقرير ولم يبق إلا أن أذهب ،، فأنا لا أطيقه ،،


ولكنه مال بكرسيه إلى الوراء وقال لي : دكتورة ،، عندي حكاية تهمك ،،


" ماذا عنده يا ترى ؟! " ،،


قال : هي مدرسة شابة ،، كانت مخطوبة من ابن عمها،، يئسا من الزواج عندما لم يجد وظيفة هذا غير سلوكه وفضائحه ،، تفارقا وتزوجت من مالك لأحد محلات العطور ووافقت على رغبته في البقاء كربة منزل ،،


دهشت واستأت ،، ولكني سألته بهدوء : لماذا تتصور أن هذه الحكاية تهمني ؟! ،،


فسألني متجاهلا ً سؤالي : لكل مشكلة حل ،، ولكن ما رأيك في تلك المدرسة ؟! ،،


فقلت في شئ من الجفاء : لا أستطيع أن أحكم على واحدة لا أعرف ظروفها ،،


فقال بهدوء غريب : أنا أعتبرها عاقلة ،، فربة المنزل خير من مدرسة عانس !!


غادرته بوجه لا أشك أنه عالنه باستيائي ،، له نظرات طامعة لا يمكن تجاهلها ،، والحق أني طالما كرهته لذلك ،،


وعندما رويت لحبيبي ما دار بيني وبين المدير قطب غاضبا ً وهتف : سأطالبه بألا يتدخل فيما لا يعنيه ،،


فقلت بتوسل : الأفضل أن نهمله كي لا تسوء العلاقة بينكما


فقال بامتعاض : المسألة أن موقفي منك ضعيف لا أدري كيف أدافع عنه ،،


فقلت بلطف : لست متهما ً ولا أطالبك بدفاع


فقال : إني مسئول وحزين



وصمتنا هاربين إلى رحمة الضحكات حولنا في مطعم المستشفى ،،


حتى جاءني صوته متشكيا ً : كأننا نسينا حديث الحب ،،


فقلت مدارية حزني : لسنا في حاجة إلى مزيد منه


فقال وهو يرمقني بامتنان : أحبك ،،


فقلت وأنا في غاية من التأثر : أحبك


تخيلت حياتنا الماضية والحاضرة ،، كأنها خيال لا حقيقة ،، ورغم ذلك هفا فؤادي إلى البيت الذي يجمعنا معا ً ،، بيت بسيط ولكن يخفق بين جوانحه الحب ،،


وفاض من قلبي نبع حنان متدفق عندما أمسك بيدي وقال بصوت دلني على أنه يشاركني أشواقي : شد ما أريدك أكثر من أي شئ في الوجود ،،


انضباطي خلقة مركبة في أعماقي منذ الصغر ،، حواري مع رغباتي الجامحة دائما ً ينتصر ،، لم تؤثر فيّ تجارب شاهدتها عن كثب أثناء الدراسة بين الزملاء ،، حافظت على تصوري الوقور لمعنى الحرية ،، لم أتزعزع ،، لم أتساهل في رزانتي ،، ولم أبرأ من الحزن ،،

 

التوقيع

المتشرد

عبدالله الدوسري غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
سدف الظلام .. إبراهيم الشتوي أبعاد النثر الأدبي 10 01-30-2009 03:03 PM
قد يحدث آفاق أبعاد النثر الأدبي 16 12-31-2007 12:18 AM
> حديث الغمام < عبدالله الدوسري أبعاد النثر الأدبي 12 12-12-2007 02:04 PM
أبو العلاء المعري سلطان ربيع أبعاد المكشف 6 06-18-2007 04:44 AM
صفصاف الظلام محمد المغضي أبعاد الشعر الشعبي 21 10-17-2006 06:04 AM


الساعة الآن 10:19 PM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.