منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - ورشة أبعاد للنقد !
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-17-2008, 12:09 PM   #4
عبدالعزيز رشيد
( شاعر وكاتب )

افتراضي


الكريمة\منال عبدالرحمن
تحيّاتي لكرم غيمات أفكارك ومَطَر مبادرتك (:
تبثّين الرفرفة في أجنحة المكان بـ بهجة حضورك وتواجدك
ولو أنني لاأملك الأدوات المثلى للنقد لكنني قد أرسم انطباعاً رُسم بالروح من حرفك
,



[من البداية]
أعجبني كثيرا ترابط العنوان مع النصّ إذ أنّه رسم لنا ملامح كافية لـ وجه النصّ نفسه فكان عنوانا موفّقا بدلالته

[فكرة النصّ]
أذهلتني هنا الطريقة الفريدة في رسم الوجه تعوّدنا أن ترسم الملامح بالوصف وبالتشبيه لكن هنا ملامح استحضرت حدّ الغرق فكنّا نرى الكاتبة وكأنّها غارقة في محيط ملامح وجهه وأذهلني اكثر المنطقيّة الجميلة في الدمج بين هذا الخيال وواقع لو كانت الملامح كـ الماء تُغرقها لـ هذا أحسسنا بأن النصّ يحاصرنا باوصاف ملامحه لـ يحيط بنا

[داخل النصّ]
رفقاً بهذا القلبِ يا وجهَهُ
ودَع فرصةً للروحِ كي تستحضرَ أنفاسهُ
دعني أموتُ شهيدةً
على عتباتِ جفنهِ الأيسرِِِ
وقل لَهم لا تدفنوها
إلّا في غابةِ رمشهِ الأيمنِ !

البداية أوضحت لنا فكرة النصّ وكذلك أحسسنا بأنها تحاول أن تستنجد بالملامح تريدها أن تكتمل لـ تستطيع تخيّل\تعايش أنفاسه وهو شيء حسّي غير مئيّ بعكس الملامح, وكان المرور من الرمشين دليل تنقّل وكأنها تقول: وهناك مزيد
وجهكَ غابةُ حناءٍ
تمرُّ بي كل طرفةَ عينٍ
تصبغني حنيناً
وتلوّن عمري بك
تخضبُ جَسَدي بنبضك
وترسمكَ وشماً في أعماقِ روحي !

أعجبني كثيرا اختيار الحنّاء إذ أنها استفادت من هذا الاختيار بالإستعانة بخواص هذا النوع من الشجر فاستطاعت أن تجعل النصّ أكثر توغّلا بالوصف والاقتراب للوجه
أغرِقني أكثر في محيطاتِ عينيكَ
دعني أستخرجُ كل لآلئِ اللهفةِ

كثيرا كان التصوير في غاية الإقتراب فبعد الغرق فالعين يبدأ البحث عن الدرّ في بحر العين فكان تشبيهها للدرّ في هذا البحر باللهفة في غاية الإبحار إذ اننا نبحر على نظرات غيرنا أملا في العثور على درّة لهفة اتجاهنا
ولا ذهب أحدُ طالباً كنز عينيك
إلّا وعادَ في صندوق !!

هنا وفي مقاطع أخرى لم تحاصر الكاتبة خيالاتنا في محيط الملامح بل أطلقت العنان لنا بمنحنا مقاطع كـ هذه تسمح لنا بالإبحار بعيدا بخيالاتنا فكانت مقاطع تجعل النصّ يتمدد اكثر ويخرج عن الضيق بـ تحرّر لذيذ
وجهكَ يا سيدي ..
مدينةٌ للفرح / للحب
تضيءُ ذاكرتي بك
تسكنني .. وتستوطنُ أعماقي
فأرفعُ قلبي رايةً بيضاء
وأُُعلنني جزيرةً تحملُ اسمك !!

وهنا نهاية جميلة تجعلنا بالنهاية أمام منظر خلّاب نرى محيطا من ملامح ونرى زيرة في وسط هذا المحيط يحتضنها فكانت هي الكاتبة نفسها! بالفعل نصّ يُغرق ويجعل الملامح تغرقنا


[نهاية]
الحرف هنا لم يحرّك الملامح فقط بل موّجها ومايلها وجعلها تضطرب ومن ثمّ أتى بنا في وسطه




الكريمة \منال عبدالرحمن
سأحتفظ بخريطة رحلتي الى جزيرة ابداعك التي منحتني كنزا من جمال وخيال
مبدعة في حرفك وفي أفكارك ومبادراتك
لـ روحك ألف تحيّة

 

عبدالعزيز رشيد غير متصل   رد مع اقتباس