.
.
.
[..تأمل..]

لا توقدي قنديل أفكارك
أخشى أن تتكشّفُ
الكلمات عن "فتنة"..
دعينا في الظلمة
عوّدونا على استخدام
أصابعنا لتحسس جسدنا فقط
لكنها لم تمتد يوماً
لـ تربّتَ على كتف صديق
أو تلامس شعرات طفلة
لا تسمع "أحبك"
سوى في الأفلام..
دعينا في الظلمة
عودونا أن نبيع أحلامنا
في مزاد حزنٍ رخيص
مادامت الأحلام
تولد هرمة
وتموت طفلة
نبيعها لـ نعيش
على فتات أوهام..
دعينا في الظلمة
عودونا على غياب
لا يتبعه إياب
حتى ظننا أننا
ولدنا من رحم غياب
نقش على جبين أمّه:
"أم الغيّاب"..
دعينا في الظلمة
عودونا على التقشف
في مشاعرنا ومادتنا
فـ كبتنا إعجابنا
وخنقنا رغبتنا
وقتّرنا على أنفسنا
خشية أن نكون ممّن
"أسرفوا"
لكن لم نخشى يوماً
أن نكون كـ فقير يهود
خسر دنياه وآخراه..
دعينا في الظلمة..
نحن قومٌ سيئون
بـ عقولٍ بدائية جداً
لو ملكنا مفاتيح الجنة
لـ حصرناها لأبناء قبيلتنا فقط
لـ سالَ لعاب نشوتنا
والـ بقية يحترقون..
حتّى صلاتنا
حين استسقاءنا
لم تعد تقبل
كـ أجدادنا
فـ إلى متى نعتقد
أنّنا صالحون..
دعينا في الظلمة
التأمل ينهكني
ويبذر في صدري
نباتاتٍ كثيرة محرّمة
أحاول دفنها مراراً
في كلّ صلاة..
................
