الأستاذ الكريم ياسر خطاب ,
هذه الورشة النشيطة هنا , سوف تضيف حتماً شيئا ما إلى سير كتابة القصة القصيرة في أبعاد , الجميل أن نتناقش في الأفكار حتى نصل لما نريده .
بالنسبة لرؤيتي حول القصة القصيرة من خلال قراءاتي البسيطة في هذا المجال , أجد أن القصة القصيرة ليست مجرد سرد لأحداث بشكل حيادي و إن روح الكاتب و رؤاه و خبراته الطويلة يجب أن تكون حاضرة , لأن القصة القصيرة فن يهدف إلى ايصال الرؤى الخاصة للكاتب من خلال أحداث ووقائع يراها و إلا تحوّلت إلى الأسلوب التقريري . لذا فإن ذات الكاتب لا بد أن تظهر في الأحداث الموجودة في قصّته , وهنا يجب القول أن هناك فرق بين أن يتحدّث الكاتب عن نفسه أو أن يقوم باسقاط رؤيته على شخصيات القصة وأحداثها بعيدا عن المثالية و السمو بالذات و سطوة الانا .
نقطة أخرى : برايي أن ا لغموض في القصة لا ينفي عنها صفة الجمال , ولا ننسى أن همنغواي هو رائد في هذا المجال حيث اعتمد أسلوب ايصال القارئ لنقطة يعتقد فيها انه اقترب ليجد نفسه بعد ذلك بلحظة بعيدا كلّ البعد عما ظنّه , و بهذه الطريقة فإن القارئ يكون أكثر شوقا لمعرفة التتمة و يكون فكره حاضرا لتخمين الأحداث التالية .
- هناك كُتّاب قاموا بكتابة القصة القصيرة على شكل خاطرة , أو قصيدة شعرية .. و هذا فنٌ آخر , همنغواي مثلا طرق هذا المجال .
وبتتبع مسيرة كتاب القصة القصيرة الكبار , نجد أنّ تنوّع اتّجاهاتهم ونجاحهم الباهر في ايصال أفكارهم الجديدة عن القصة القصيرة كان كفيلا بانشاء مدارس للقصة القصيرة تختلف عن بعضها كل الاختلاف , و تلتقي في نقطة أن القصة القصيرة أحد الفنون الادبية الذي ينطبق عليه القول , السهل الممتنع .
ما زال في مخيلتي العديد من الأافكار سأعود لطرحها بعد أن أرتّبها .
النقاشُ هنا سيكون مثمراً حتماً .
شكراً لك الأستاذ ياسر .