
ومَن قالَ بأنَّ خَصري لَن يُعلنَ اللّيلةَ العصيانَ علَيكَ ؟
أيّها المتزيّنُ بشوقي , المغرورُ بذاكرتي تختزنُ رائحتك , المختالُ بأهدابي تُغطّي جبينكَ فتشعرَ بالدّفء .
يا أَنت ..
رسائلُ الفرحِ ما كتبتها أزهارُ المشمش في نيسانِ مدينتا إلا لك , و سنونواتِ اللهفةِ المهاجرة لم تبني أعشاشَ العودةِ إلا لتحتضنَ أوردة يديك ..
يداكَ جذعان للفرحِ و الأرق , عليهما تتسلّقُ طفولتي , لتقطفَ بعضاً من حلوى , استرقها تطاولُ الوقت .
اترك للشّمس يا سيّد الحزنِ المعتّقِ , مهمّة مراوغةِ الظلِّ المُلقى فوقَ رأسي , و عانق بيديكَ مجرّات الدّهشة , أعدك , ستسمعُ رفرفةَ السّعادة الحُرّة !
أتوقنُ حقّاً , ماذا أكتب , ولماذا أكتب , لا عليك , المهم فقط أن تفتح يديك الآن و تغمضَ حزنكَ , وتتركَ التّعب ملقىً على عتبةِ ضفائري , و تأتي لاحتضانِ شوقي هذا المساء .