بالنسبة للهدوء و النّثر يا صُبح , أعودُ لأقولَ لكِ , الحبُّ وطن , نلجأُ إليهِ من غربةِ الرّوح .. و للقضايا الأخرى أماكن أخرى كثيرة , رغم أنني لا زلتُ أصرُّ على دمشقَ في نثري , من أقربِ النّصوصِ إلى قلبي , و القصص القصيرة , و النّصُّ الأبيض للأكثرِ طُهراً ..
أما للمقالِ و الحوار , فهناكَ حكايا أخرى .
_______
سؤالكِ الثّاني :
نحنُ في منتدى أدبي يا صُبح , أتعاملُ مع مواضيعي من هذا المُنطلق . وعندما أقومُ بكتابةِ شيءٍ ما , فانا حتماً أبحثُ عن الحوارِ العقلانيّ , ليسَ بالضّرورةِ أن يكون كلّ ما يُكتب مفهوماً لدى الجميع , نحن لسنا في مدرسةٍ ابتدائية , الحرفُ خلقَ ليداعبَ خيالاتنا , ليستفزّ الإبداعَ فينا . كنتُ اعلمُ انّ موضوعي لن يفهمهُ الكثيرون و قد نوّهّتُ عن ذلك فيه , و طمعتُ بنقاشٍ جميلٍ مع الكثيرين , ولكنّ كل جديدٍ مرفوض , هكذا جرَت العادة .
لا بأسَ في البحثِ عن الاختلاف , عن التّغيير , عن الابتكار وعن الإثارة, لا بأسَ ان أكتبَ مقالاً مليئاً بالرّمزيّة , فنحنُ في ملتقى تفاعليّ , يتميّز عن الكتابة على الورق بجسر التّواصل هذا , الّذي يقرأ الكثيرون من خلالهِ أفكارنا , و نفعلُ ذلك أيضاً .
أرهقتنا الأفكارُ المكرّرة , الطّرق التقليدية , صدّقيني في كلِّ محاولةٍ للخروجِ عن المألوف , تكمنُ طاقة , ستستثمرُ فيما بعد و الأمثلة كثيرةٌ على ذلك في الأدب خاصّة.
المقال لم يرمز لما ذكرتِ فقط , رمزَ لأشياء كثيرة , أردتُ من خلالهِ الاقترابَ لفكرِ الآخرين وملامسةَ منطقهم العقليّ عن قُرب .
الأستاذ نافع التّيمان , ناقشَ معي فكرةً جميلةً جدّا , عدم فهم ما يكتبه الآخر , و هذا ليس حكراً على مقالي , لحظة ردّت على الموضوع و اقتربت من بعضِ منطلقاتِه , و الأستاذ عبد العزيز رشيد أيضا و أخي صالح العرجان , كلٌّ قرأ ما كتبتُ بفكرهِ , و فسّرهُ بطريقته , وهذا ما عنيتهُ بقولي أن الحوارَ يقرّبنا كُلاً إلى فكرِ الآخر .
صدّقيني , أسعدني جدّا الموضوع , رغم قلّة الأعضاء الّذين ردّوا عليه , ونقاشي مع الأستاذ نافع , كان فعّالاً و هادفاً و وأظنّهُ أرادَ بهِ ذلكَ أيضاً .
لن أشرحَ المقال هُنا , ربّما أنتظركِ هُناك , لنتمَّ نقاشنا عنه
همسة :
( أينَ فنجانُ القهوة ؟ )