منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - هل تكفي الكلمات ؟!
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-24-2008, 03:14 PM   #1
علي آل محفوظ
( كاتب )

الصورة الرمزية علي آل محفوظ

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 17

علي آل محفوظ غير متواجد حاليا

افتراضي هل تكفي الكلمات ؟!





حكت لي بالحرف الواحد .. و قد ضاعت الكلمات من بين أفكارها و هي تحاول أن تستطرد أنفاسها .. بكل خوف !!

تقول .. أمام كل هذه التضحيات التي يقدمونها لها في سبيل أن تحب أحداً إلا إنها متوغلة على الجميع و تظن جميع الناس مجرمين .. حتى أقرب الناس إليها و هم أبنائها ..
تظن إنها " قارون " بما تملك .. و هي لا تملك قرشاً و لا إرثاً ..

تقول البيت ليس إلا ملجأ لـ اللصوصية و الإجرام كما تظن إن الجميع يسرقها و ينهبها .. حتى بنّاتها وصلوا إلى مرحلة " العنوسة " و السبب إنها تنتقل يومياً من منزل إلى منزل في المنطقة .. و تلطم و تشق ثيابها و على إنها مسكينة و جميع أبنائها يضربونها و يسرقون كنوزها و كأنها ليلى في غابة الظلام ..
و تبدأ ايضاً في سرد مقولات و أفعال لـ " نساء المنطقة " ملفقة من أجل شعل نار الفتنة و الحقد بين الناس .. ولا تخرج من بيت إلا نار الموقدة قد حامت..

تقول لي .. حتى أساليب الحوار و النقاش معها قد ضاعت .. لا أسلوب ولا حوار ولا نقاش في التحدث .. ولا تأتي إلا بالألفاظ القذرة أمام الأطفال .. تُجرح و تظلم من تشاء دون حساب .. و يومياً تضربهم جميعاً و لآن زوجها قد رحل .. ولا يوجد رجل يمكن أن يوقفها .. تحلل دمهم و تحتقر منيتهم ..

و ما أن يأتي الليل و تجد أثار الكدمات على الوجوه حتى تبدأ بالعويل و النباح و تعتذر و تتأسف و تحب أرجلهم و تقبل أيديهم من أجل يسامحوها ..
و تبرر أخطائها على أنها كانت في فترة من الغضب .. و كلما حاولوا معها في زيارة الطبيب النفسي .. تشعل البيت ناراً و تصرخ بأعلى صوتها و لايهمها لا جار ولا حشيمة .. أنا لستُ مريضة و أنتم المرضى ..

و حياتهم - إن صحت العبارة - مستمرة إلى الأن على نفس الغرار بالضبط ..

بـ صدق أنا متعجب كيف لـ شخص يحمل إنسانية العطف و الحنيّة أن يغرسها سموم في عواطف الآخرين .. إن كانت رمز الحياة و دليل العطاء و سبب البقاء هو المسبب لـ الالام كيف للحياة أن تستمر .. ؟!
و من يسمع عويل البكاء بعد الإعتذار بيدأ بالتسامح و يشعر بتأنيب الضمير .. و لكن بعد إعادة الإهانات و التجريح و الضرب و الذم و القتل الحُر ..
للبشر صبر .. إلى متى يبقى الصبر منتصراً ؟! .. يوم , أسبوع , شهر , سنة , خمس سنوات , عشر سنوات , إلى الأبد ؟!

المشكلة تكمن حينما تجد إن فحّوة الحديث اصلاً ضائعة !!و هي تساهم في إعطاء كلمات دالة من القلب و لا تدري بالدلائل و الإشعارات التي تقدمها من أجل تحويل معنى الحب إلى كراهية .. !!

ماذا إذن هل يعتبر هذا حديث .. و هو حديث ضائع في زمن الكذب ؟ أم إن الكلمات تتبرأ منها و تنفي إنتمائها لها ؟! بما إن الكلمات يجب أن تكون مدركة لـ ملمس المعاني الصادقة ؟!


لا أعلم !!

 

التوقيع

دومًا الحياة تستدعي المرونة ، فهي كما السنابل وإن بالغت في الانحناء عند هبوب العاصفة فهي بالتأكيد لا تنكسر .

علي آل محفوظ غير متصل   رد مع اقتباس