.
.
.

[..مَثْنَىْ وثُلاثْ ورُبَاعْ..]
على كل تربة وطن
نصبوا لكِ منبر حريّة
وخشعت ألسنةُ الطيور
تستذكرُ قامات صوتك..
قلبكِ مأوى عصفورين
يتهامسان مثنى مثنى
صدرك ربيعُ أديانٍ ثلاثة
وفتنتكِ ذنوبٌ تستغفر لها
جهاتُ الريْح الأربعة..
أشبهكِ في كلّ شيء
إلا خوفي عليك
حين يبلغُ الغيابُ أجله..
وكلما ملأ حوضي ماء اليأس
جفّفت منابعه شمسُ "يقيني"
فـ أصلي:
"يارب لا تنزعه من صدري"
راضياً بما سبق
مؤمنا بما أتى
وحالماً بما سيأتي..
حين يُبْعثُ ربيع قلبكِ وحيداً
والقلوب تعتنقُ:
"مثنى وثلاث ورباع"..
ولأني ولدت لأبوين مسلمين
فذاكَ نفى عني شبهة الشرك
ولأن جزيرة العرب لا يجتمع بها دينان
فقد رشفتُ من كأسِ التوحيد حتى أيقنت
ثم ثنتني ملامح من وساوسي ثم أنبت
ولله أسلمت وجهي
ولم أشرك بعباداتي أحداً
إلا أنتِ
حين استكثر ذنوبك
فأُشرككِ في صدقاتي
وأدعو ربي:
أن اغسل عنها كل إثمٍ
ارتكبته في عشقي
أخشى عليكِ مني ومن نفسك
ومن الابتلاء والفناء والحساب والقبر
وأحبك ومنذ أحببتكِ لم يشغل وعيي شيءٌ
بقدرِ خوفي المتناهي عليكِ جسداً وروحاً
وقد أخبرتك مراراً كلما أخّرتِ صلاةً بسببي
أني سأحمل عنك ذنبها
وحين أتذكرُ "ولا تزر وازرة وزر أخرى"
أبكي..
وألعن أنانيتي وطبعي
وغيرتي وطمعي..!
كل العشاق يبحثون عن اللذة
إلا أنا أبحث عن الألم في سبيل لذتك
وأجد منتهى السعادة
حين تجلد سياط الوجع ظهري
وينزف أنفي نيابة عن مهجتك
رغم تجاوزك العقد الثاني
إلا أنكِ لا زلتِ صغيرة
على الحب
على الألم
على الغدر
وأشياء أخرى
أخبئها في صدري
حتى لا تنزعها
عيون العابثين والعابرين..
حتى يبلغ اللقاء أجله..!
......
......
May 2008
