[نواف التركي]

ـ كل الدروب تودّي القلب يمّك ..


أذكر يومها أني في الكويت لم يكن عمري يتجاوز الـ 18 عاماً حينها , كانت المناسبه يوم التحرير فقد إعتدنا سكّان حفرالباطن المراهقين أنذاك على غزو شارع الخليج في العاصمه الكويتيه للإحتفال بمسيرات طويله , ربما كان متنفس عن كبت أو خروج عن رتابة حياتنا المليئه بكل المحضورات القبليه .

ولأننا في الكويت نلتزم بقوانين المرور على عكس وضعنا في مدينتنا الأم , لم نكن نستطيع قيادة السياره فـ نتسكع مع أبناء عمومتنا الأكبر سناً بأيامٍ معدودات , لأنهم يحملون رخصة قياده .

زايد : كان أحد من يحملون صك الغفران من المرور , في طريق العوده لم يكن ينتشي معنا بلذة التسكع , ( وشفيك زايد )

وإنطلق يسرد تفاصيل حكايته
وبلغة مراهق لا يخشى عادةً أي محضور قلت :

بكم تراهن أن أعيد لك الإبتسامه .

وبلغة عاشق لا يبالي قال: أي شئ تطلبه

أها
أي شئ أطلبه
أها


( وجبة في ماكدونالدز )

ربما يكون الطلب سخيف في وقتنا هذا

لكن في تلك الأيام كانت وجبه من ماكدونالدز ( شئ عظيم )

الغريب إني أحفظ النص
الذي قايضته بوجبة ماكدونالدز حتى هذا اليوم
لا أعلم هل الثمن الباهض هو ما يجعلني أحفظه
أم أني إستطعت التوحد مع ( زايد ) شعوراً في تلك اللحظه .


شرقٍ وغرب ومن هنيّا ومنّاك
كل الدروب تودّي القلب يمّك

إن غبت غابت فرحة العمر وياك
وإن جيتني كل المشاعر تضمّك

تعال شفني عقب ما شفت فرقاك
حتى العيون من الغلا تـ بتضمك

قم لا ترد اللي من الشوق ناداك
قم لا تغلّى كان قلبي يهمّك

تعال والله مابه إنسان يسواك
شفني بعد ماذقت هجرك وسمّك

أروح عنك هناك وهناك وهناك
وكل الدروب تودّي القلب يمّك


إحساس المراهق صادق
وبلاغة الناضج كاذبه .

إعتبروه خروج مؤقت عن كل بروتوكلات ورسميات الحضور .