على ذمتي ..

[نواف التركي]

.





.





.

بإختصار شديد , نوادر الشعر الشعبي حسب ذائقتي , ولكم الحب .




وحيد .. يلملم الدنيا على كتفه , ويرميها ورا ظهره , وينساها , ويمشي يتبع اقدامه , وآلامه , وأوهامه , ولا يذكر من أيامه , سوى انه كان يرفض يستريح , ولو تهب الريح ! قدامه , نبت له دون ما يدري جناحين , وفتح صدره , وقال بصوت يسبقه الصدى بأزمان : أنا المثخن بتاريخي : وريث الريح .

وحيد , وعزلته صمته , أصابع حيرته تنقر مفاتيح الحروف الباردة .. ويسود .. هدوء العمر في لحظة , ويستغرق بـــ تفكيره سنين من التعب والصمت , ويهمس بينه وبينه , وعينه ما تشوف ألا اكتظاظ الناس من حوله : أنا المنسي سنين , وهالسنين أتفه من التفكير , فيها , والحقيقة : ما نثرته من سنيني ! جمّعته الريح !

وحيد .. أتسلّف الأيام من نفسي ! , واسجلّها على حساب السنين التافهة , وأنسى , لا أسددها , وتتراكم علي من السنين أيام , واقول الحمد لله يوم ما رابيت ! بايامي ولا أحلامي , ولا نفسي , ومصيري يا السنين أسدد اللي منك خذته دون ما تدرين , فواتيرٍ رميت أرقامها – أيامها الصعبة تفاهة ! في مهب الريح !!

وحيد .. وتمطر الدنيا أسامي ,, ولا ينبت سوى ياسك وإحساسك بإنك دايماً ظامي , ويا ظامي ! تراعي عينك لصنبور حزنك , جرحك الدامي , وتجمع كل قطرة حزن – جرح , وتغتسل وحدتك , وتتلحف شحوبك وانت دوبك تلتفت للناس , شجر عمرك يبس ! والناس فاس , ووحدتك ملجأ , تخاف إن هز بابك ضحكةٍ من ريح !

وحيد .. ووحدتك أجمل فصولك , لا ربيع ولا خريف ولا شتاء لا صيف , تكون معزّب أحزانك , تكون الضيف , تقهوى من سنينك , تستلذ الكيف , ولا تسأل متى ؟ أو كيف ؟ هي الوحدة طريقٍ مختصر للموت ! أو الوحدة طريقك للخلود , تعيش وحدك ما يجيك الموت , وحيدٍ ما تخاف الموت , وتفزع لو تهب الريح !

زايد الرويس

 

[نواف التركي]

- لم يعد الشعر شئ أسطوري أبداً ..
الجميع شعراء ..

زمن الشعر الجميل ولّى ..
يحتاج الشعر أن يموت ليولد من جديد ..

إبتدأت دورته التي نعيش أخر أيامها ..

بـ محسن الهزاني , بن لعبون , محمد القاضي ..
كـ مرحلة ولادة جديده ..

ثم إمتدت إلى ثمانينات هذا العصر , ليكون في أوج شبابه

بتجارب .. كـ مساعد الرشيدي , متعب التركي , سعد الحريص , فهد عافت
في بداياتهم طبعاً ..
ثم التسعينيات وهي مرحلة الأنحدار رويداً رويداً
بالخروج من النمط الوسطي إلى قاعدتين
الأولى تحاول إحياء القديم لفظاً وتجديد معناه
والثانية تحاول إستحداث اللفظ بغض النظر عن معناه
في أي حضاره أو فن يكون عصر الروّاد هو الأبقى ذكراً , لذا فلكل فئة إستنادات وإستدلالات يستمدونها عادةً من الغريب والشاذ مما أبقاه الروّاد , فلن تستطيع الخروج من عباءة الأتفاق إلا بإحياء الخلاف .

لنترك هذا الحديث جانباً ..

وعيونها .. آه يا عيونها
عين لمحتني وشهقت
وعين احضنت عيني وبكت

لم يكن هنا لفظ مستحدث
كذلك لم يكن هنا فكر رجعي ..
هنا الصوره تتحدث بكل شفافيه وإعجاز معاً ..
لنتابع ..

فينا واحد يلعب
فينا واحد يعاني
أعتقد فينا واحد
ما يستاهل الثاني ..!

بكل بساطة , نستطيع الإحساس وفهم الشعور ..

جريح جريح ..

و اللي علمني المشي
علمني أطيح

سلاسة تكاد تخترق القلب , فقط عليك أن تصغي بقلبك ..

كل المقاطع للشاعر : فايق عبدالجليل


نظر عينك طفل عن دنيته ساهي
هنا الصوره تتكلم
لا حشو ولا رمزيه فقط شعر لا أكثر ..

بكل حب إلى لقاء .

 

[نواف التركي]

يقول :
طلال بجاد

[poem="font="simplified arabic,5,darkblue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black""]أنا المواطن طلال بجاد=وأبلغ من العمر.. فالعشرين
كادح ورا عيشتي والزاد=رغم إن ثلثين دخلي دين
معي شهادة وجداً جاد=وأحلامي كبار.. بس الحين :
صارت حلومي ديون جداد=تغتال مستقبلي بعدين!
صبحي على موتري كدّاد=والليل ماقد هنت لي عين
أضحك.. وضحكي يجي بعناد=أبكي.. تناثر دموعي لِـين!
فيني نفس يحمل المنطاد=بس البلا فيه ماهو فين
كن البلد في عيوني ضاد=رغم إنها وسط صدري سين!
أحبها لو أنا المنصاد!=وتحبّني وأتصهّر لين :
أسيل في وادي الأجداد=ذكرى ولد مات ( في قوسين )!
يمر صوت الوله.. ينعاد=وأقول خذني معاك لـ ( وين )!
يمكن بها تثمر الأصفاد=ونذوق حسنة غراب البين!
كافي نشوف الفروح تباد=تعبت يدينا من التخمين
صار أكبر همومنا يا أستاد=كيف نتعشى بدون يدين!
في مجتمع يصبح القوّاد=قائد على أهل الشرف والدين!
والفقر للناس بالمرصاد=حتى ولو ماشكوا من شين
حنا كذا لو محيسن صاد=ولا يعرف اللي بصدر حسين!
كلٍ يحسب إن غيره ماد=لحاف لرجوله الثنتين!
نعيش في وضع جداً حاد=ونموت ماحدّوا السكين!
ياصاحبي وإن صدايه عاد=ردد مع الدعوتين ( آمين )
عسى الله يعود بالأعياد=ويصحّي العالم الغافين![/poem]

وأقول :
وتحققت النبوءه


منذ قرائتي لذلك ( الدفتر ) وضجيج أحرفه ..

علمت يقيناُ أن الثوّار الأحرار لا يموتون ,هم فقط يرتبون مشاعرهم لتكون أكثر حدّه .

وطنك , تاريخك
فـ هل نحيّد التاريخ , لنستقبل القادمين أسياداً , ونصمت كأن على رؤسنا الطير .

أبداًُ ياسيدي
فـ الأرض مبذوره بأجدادنا , ولن تنبت إلا أحفادنا , كن بخير .


ملاحظة : دفتر .. هو نص لطلال بجاد , تصفحوه جيداُ للمقاربه .

 

[نواف التركي]

أن يأتي الإنصاف بعد حين خير من أن لا يأتي أبداً ..

في ضجيج هذه الساحة , وسعي الجميع للظهور بأي طريقة وبأي شكل , تخفت أصوات الحقيقة ويرتفع التهريج , من الصعب جداً ملاحظة المؤدبين جداً عندما يكون الوضع غير مؤدب جداً ..
هنا بعض من إختاروا الغياب , وتركوا لنا رسائل ما أن نفيق من سكرة البارحة , حتى نقرأها بحزن عليهم أو علينا إذ لم نصغي لنظراتهم العابرة .
هم الأن لا يهتمون إطلاقاً بنا , فالنظرات الأخيرة لا زالت تسكن أذهانهم , كان المشهد الأخير ( سخرية ) من الصعب تجاوزها .

ما سرا "ف" جرد المحاني ..سوى..حـزنٍ طـرا
تل ثوب الجـرح الأدنـى ..وهيّـج دفتـري..!
والله انه ... مـا شـرا دمعتـي ...لكـن شـرا
ضحكة.. فـي أول اطرافهـا فيضـة شـري..!!
يا القصايد ..كم هفابـي طريـق ...وكـم سـرا
في هجيـج العمـر ..حلـم.. درابـي ولا دري!!
جيت اطشك ... يا رمـاد القصيـد بهـا الثـرا
وارسم ..ارسم طفلتين .. وضحى عيد وزري..؟!
..جيت اضمك يـا عجـاج السنيـن اللـي بـرا
في هكا الدرب الطويـل الشقي..كـل أكثـري..!
انطويـت ..ولا طـوى صحوتـي هـرج الكـرا
كني اللـي تـو غبـن الليالـي ..بـه طـري!!
كم تهايـق فـي جليـب الحشـا .دلـو اشعـرا
وكـم تطايـر مـن حمـامٍ ينوح..ويحتـري...!
درهمـي بـي ..يالخطاوي..عـن الوحشـه ورا
للقصايد..فـي هجيـر الورق...وجـه بـري..!
كـن روحـي لا زمـا شوقهـا ..وجـد اقصـرا
فرقتهـم عسـر الأيـام والوقـت الـجـري...
ول ...يـا عشـق ندهنـي .. تململ..وانـبـرا
شدني للقريـة اللـي بهـا .. جـود اجـزري!
كانـت الجهـرا .. نخيـل ..وذعـاذيـع.. وذرا
غادة .. تغتاض من حسنها ..بنت احضـري..!!
لا نعس طرف المسـا ..همهـم الصبـح وقـرا
مـن سجايـا ناسهـا كـل شـي ينـقـري...
لـو درا ...بيـتٍ تهـاوى عريشـه لــو درا
وشكثر ..حـن لشموخـه .. اجـدارٍ مهتـري!

ثم لنقرأ

يا موحـش الـروح طـال الهـم باصحابـه
ملـت ضعونـك وهـي تـذرع شراييـنـي
أبطـا عجاجـك يـزف القـيـظ وتـرابـه
أبطـت يدينـك تـذر الملـح فـي عيـنـي
أذعـرت قلـبٍ يـشـرّع للـمـلا بـابـه
أنــا دخيـلـك رجيـتـك لا تبـاريـنـي
يا موحـش اللـي حنيـن الشيـح برقابـه
لا قلـت هانـت ولا ثــارت براكيـنـي!!
الـدرب طـوّل ولا بـه شــي يزهـابـه
يـا كـود حبـرٍ قرانـي مـن عناويـنـي!
أزريـت امنّـي قصيـدي وارتـق ثيـابـه
وأحايـل الغيـم لا يبـسـت بساتيـنـي؟!
حـتـى شـعـوري بالاشـيـا صار متشـابـه
بعضـي أتشظـى والآخـر مـا يدانيـنـي
أنـا أولـي نـار وآخـر آخـري غـابـه
جيت أطوي الخوف .. صار الخوف!!يطويني؟!
مـا خفـت لكـن لعنـت الحـظ وغـرابـه
يا للاسى كم هفيـت وغصـت فـي طينـي
يـا كثـر مـا لجلجـن بالخاطـر ذيـابـه
تعبـت أجامـل إعواهـن ميـر يغريـنـي
والله مـدري عــلام الشـمـس كـذابـه
الـدرب ظلمـا ولا بـه مــن يقديـنـي؟!
حتـى نـوارس خليـج الحـلـم مرتـابـه
طـارت ولا علمتنـي هـاجـس سنيـنـي
الله يجـازي هجـيـر الـوقـت وكـلابـه
فـزز حمـام القصيـد وطـاح سكينـي!!!

صالح الظفيري
أوّل الطيور المهاجرة في ذاكرتي .


وطائر أخر ..


صعلوكك اللي تبوق الخيل مركاضه
عود يبوق الزمن ،من حافر خيوله
شرب الظلام ،وتنامى الخوف بحياضه
وامسى يخون الشجاعة بس بفعوله!
يسكر!،ينام وجميع الورد بفياضه
يصحى ،،ويسكر ،لأن الناس مقتوله
يا للتناقض !،وراها الخلق مغتاظه
من رجلٍ أضحى يشوف الخبز بنعوله

ميسّر الشمري
حضر قليلاً ورحل كثيراً .

سأعود ببعض النبض متى سنحت الفرصة .

 

[نواف التركي]

- ( وأمرأته حمّالة الحطب , في جيدها حبلُ من مسد )

ولأن القرأن هو معجزة النبي عليه الصلاة والسلام ,

فـ لنرى ..

في جيدها , والجيد هو العنق , إختيار اللفظ يؤثر في المعنى ,
لننظر , حبلُ من مسد , المسد هو الليف ,
وقع كلمة مسد في التهديد والوعيد لفظاً أقوى بكثير من وقع كلمة ليف ,

( تلك إذاً قسمةُ ضيزى )

الضيز لغةَ , الجور , ضاز أي جار
قسمةُ جائرة , بهذا اللفظ تكون أقرب للرجاء
أمّا بتقوية اللفظ وبنفس المعنى وأختيار مفردة لفظها يوحي بالشدّة , فيكون إيحاء الأحرف نطقاً أقوى وقعاً على المستمع ,
فلو قلت لأحد , إن قسمتك جائرة , فستكون أقل حدّة وتأثير ,
أما أن كان اللفظ أقوى لنفس المعنى , فسيكون أكثر حدةً ووقعاً .

الأستدلالات أعلاه من كتاب الله , لأنّه معجز في الفصاحة .


كثيرة هي المفردات التي بنفس المعنى , إختيار المفردة المناسبة لموضوع الكاتب أو الشاعر , تصنع فرق كبير في بلوغ المعنى .

محاولة إستنتاج .