كنتُ هناكَ أرقبُ الفرحَ المتسللَّ من عينيها فوقَ كفيّك , تقرأُ أمنياتِ اللقاء , و ترسمُ على شرفاتِ الرّوحِ قصائدَ الأزمنةِ المنسيّة , لوحاتٍ كريستاليّةَ الألوان ..
هنا كان اللّقاءُ أغنية , في حناجر الأيدي المتشابكة ..
كان الفرحُ أمنية , في غيماتِ الأنظارِ المتعانقة .
هُنا كنتُ انا قطرةَ زئبقٍ في اناءِ الأبجديّةِ الطّاغية .. أبحثُ عن لغةٍ تتّسعُ لتلكَ الدّهشةِ الّتي ارتكبَها حرفكَ , عن سبقِ اصرارٍ و جمال .
على شرفاتِ المطرِ كانَ هذا النّص .. يُغري بالرّقصِ على ايقاعِ حبّاتِ الغيثِ في أفواهِ العطش .
الأستاذ صالح الحريري ..
إذ تكتُب , فأنتَ تمنحُ الحروفَ ارواحاً , لتُصبحَ قبائلَ من أطفالِ العطر , يتجهّونَ دوماً حيثُ الذّائقة , ليعطّروها بك ..
اعذر تأخّر حرفي عن مواكبةِ هذا الجمال .
مدهشٌ و أكثر !