\
بذرة التكوين!
أرى أنها مربط فرس هذا الوجع الأزلي في ذات محمد السالم، هي النطفة الأولى لأغلب اندياحاته الشعرية.
:
الكارب:
أي أنها بمعنى (العوّان) كما نسميها نحن أبناء الفلاحين، تلك النخلة الطويلة الصامدة في وجه مخلب التعرية، الوارفة رغماً عن أنف الزمان السالب. هي بالضبط يا محمد: روحك التي اعتادت التآلف مع نوارس الساحل، وتوحدت كثيراً بطعنة من جاءوا وواربوا الباب خلف الحزن العتيق/ الطويل داخل كينونتك الإنسانية.
:
محمد:
لا تخف، وأنا موقن بأن الخوف لا يعرف لك طريقا، ولكنني أقولها بفم شعري:
لا تخف أيها النحيل الوارف، فمثلك جاء لكي يقتلع القطن المعتق داخل أسماع المشاهير، أولئك الذين توهموا الحقيقة تحت هالة الضوء، جئت أنت لتقول لي قبل الجميع:
اقرأني جيداً يا جمال، وأنا ـ ورب يسوع أيها الشاعر المختلف ـ لا أشعر بالقرب إلا من هكذا شعرٍ يقلب موازين البصر والبصيرة داخل أرفف ذائقتي الصغيرة.
:
محمد السالم:
أنت شاعر!
.