منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - رجــفــة الــخــوف - رواية
عرض مشاركة واحدة
قديم 07-12-2008, 12:10 AM   #11
عبيد خلف العنزي
( البارون )

الصورة الرمزية عبيد خلف العنزي

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 195

عبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعةعبيد خلف العنزي لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


تجمع الباعة والحمالون والمسافرون عند رصيف الميناء وبدا الجو مزدحما بالبشر والصناديق والامتعه من كل الاجناس ..
ووسط كل هذا وقفت كيلي مع خادمتها روزي وعمها الفايكونت برايتون واثنين من الحمالين اللذان اخذا يشدان الامتعه تمهيدا لنقلها الى السفينة التي ستنطلق بهم الى رومانيا ..
وبدت كيلي متلهفة وهي تدير بصرها في الزحام مما جعل الفايكونت يسألها بإبتسامة انيقه :
عما تبحثين يا كيلي ؟؟
قالت في فضول :
عن ذلك الشخص الذي ذكرت انه سيرافقنا يا عمي ..
قال في بساطه :
سأكرر عليك نفس العبارة يا صغيرتي .. دعي كل شيء لوقته ..
قالت معترضة :
ولكن يا عمي ..أنا ..
قاطعها بإحاطة كتفيها بذراعه قائلا :
دعي كثرة الاسئلة ووفريها حتى نصل الى هدفنا .. فستحتاجين ثرثرتك هذه هناك
عقدت حاجبيها في غضب طفولي قائلة :
ماذا ..!! ..
أنا ثرثاره يا عمي ..
ضحك مازحا وهو يردد :
يا إلهي لقد فتحت النيران على نفسي فعلا .. أنا اسحب كلمتي
قالت وهي تصطنع الغضب :
بعد ماذا .. لقد قلته وانتهى الامر .. وهذا ليس عدلا
ارتفع صوت احد ضباط السفينة وهو يطلب من المسافرين الصعود الى المتن وابراز تذاكرهم فقال الفايكونت في ارتياح :
شكرا لك .. لقد انقذتني ..
ابتسمت كيلي وهي تقترب من اذن عمها هامسة في خبث :
إياك والظن بأنك قد نجوت ..
على ظهر السفينه سيكون حسابي معك عسيرا
رفع عينيه الى السماء متمتما :
اشغلها عني يا الهي ..
ضحكت في مرح وهما يصعدان الى متن باريس التي ستقلهم الى رومانيا ..

** ** **

دفعت كيلي باب مقصورتها وخلفها روزي واتسعت عيناها وهي تتأمل المكان في انبهار .. فلقد كفل مركز عمها الهام في بريطانيا ارقى وافخم الاماكن على ظهر السفينة .. وضعت روزي الحقائب مع خادمة من خدم الباخره بينما اخذت كيلي تطوف ارجاء الجناح الفاخر وتتأمل النوافذ والاثاث في اهتمام لا يخلو من الاعجاب

كانت باريس من اجمل السفن الفرنسية على الاطلاق ومن رائدات البحار الشهيرات لذلك بدت هذه الرحلة مثيرة بالنسبة لكيلي من اول طقوسها ..

هامت كيلي في بحر خيالها نحو المجهول حتى قطعت حبل افكارها طرقات قوية على باب المقصورة فأجابت روزي فإذا شاب فارع الطول قوي البدن له شعر اسود فاحم كويل وينسدل على كتفيه ينتثر من تحت قبعة غريبة على كيلي وان بدت وكأنها قبعة لرعاة البقر في القارة الامريكية الجديده في ملابس للوهله الاولى يظن الرائي لها بأنها وشاح مزارع وان كانت اكثر نظافة واناقة ..

ودون أي كلمة عبر الى الداخل بحذائه ذي الرقبة الطويله ورزي تقول في احترام :
عفوا سيدي .. كيف يمكنني ان اخدمك ؟؟
ظهر شبح ابتسامة على شفتي الشاب وهو يزيحها في رفق مواصلا سيره الى الداخل دون حرف حتى وصل الى حيث تقبع كيلي التي قالت في برود :
عفوا سيدي .. ليس من اللائق ان تدخل دون ان نسمح لك بذلك ..
وقف الشاب قبالتها في صمت مطبق لبرهه ثم عبر من امامها دونما اهتمام ليجلس على الاريكه ويعقد ساقيه على في لامبالاة واضحه اغاظت كيلي وهي تقول في ادب متحفظ :
إسمع يا سيدي ان لم تغادر المقصورة حالا سأضطر الى طلب رجال الأمن ..
لم يبد عليه انه قد سمع عبارتها او حمل كلامها على محمل الجد وهو يخلع قبعته ويلقي بها على الطاولة ثم يهندم شعره بأصابعه ..
هنا استدارت كيلي ناحية روزي قائلة في غضب :
أسرعي بطلب رجال الامن ..
أومأت روزي برأسها ايجابا وتوجهت ناحية الباب الموارب وما ان اقتربت منه حتى انطرق وانفرج عن الفايكونت الذي ما ان شاهدته كيلي حتى قالت في لهفه :
في وقتك تماماً يا عماه ..
ثم التفتت الى الشاب في سخط مضيفة ً :
فلدينا متطفل يفتقد الادب كثيرا ..
ابتسم الشاب في هدوؤ وكأن الامر لا يعنيه في حين اخذ الفايكونت يضحك في مرح قائلا في سعاده وهو يتقدم ليصافح الشاب ثم يعانقه :
ويليم .. متى تتعامل مع الحياة كما هي يا عزيزي
ابتسم الشاب وهو يقول بإبتسامة صافية :
أنت تعلم ان العادات الارستقراطية تصيبني بالغثيان ..
ضحك الفايكونت مجددا وهو يعقب :
أنت كما أنت .. لن تتغير .. راعي بقر متعجرف
رد الشاب في هدوء :
وأنت ايضا لم تتغير .. فها انت تطلق علي نفس الصفة التي نعتني بها قبل اربع سنوات
تأملت كيلي الوضع في ضيق وإستاءت ان عمها على معرفة بمثل هذا الارعن وهي تردد في اعماقها ناقمةً :
هذا ما كان ينقصني .. راعي بقر يفتقد الحضارة والتهذيب ..
انتقلت الافكار الى لسانها وهي تقول لعمها في ضيق :
لم اكن اعلم يا عمي ان لك اصدقاءً من نوعية هذا السيد ..
التفت اليها عمها وكأنه ينتبه لوجودها تواً وصمت قليلا قبل ان يقول في هدوء لا يخلو من الحرج :
كيلي .. اعرفك بصديقي ويليم .. انه من القاره الامريكيه .. تربطني به صداقه وطيده منذ اربعة اعوام ولقد كان قادما الى زيارتي في بريطانيا فدعوته ليشاركنا الرحلة ..
اتسعت عيناها في دهشه وهي تقول في حنق مكتوم :
يشاركنا ..
بان سخطها مما زاد من حرج الفايكونت وهو يشير اليها محدثا ويليم :
اقدم لك ابنة اخي الراحل ادوارد .. أعز لنفسي من كل اسرتي .. وصاحبة فكرة هذه الرحلة
ابتسم ويليم ساخرا وقال :
لم اكن اعلم ان لك ابنة أخ تشبه مدرسات المدارس الداخلية
كانت هذه تعتبر سبة في بريطانيا حين تقال لأحد فتيات او سيدات المجتمع المخملي مما جعل عيني كيلي تتسعان في دهشه من هذه الجرأة في حين ضحك عمها وهو يميل على اذن ويليم مغمغما :
صدق او لا تصدق .. لقد خطرت لي هذه التصورات انا ايضا
زادت ابتسامة ويليم معلقا :
حقاً .. لقد ظننت انني فقدت حدسي ..
اشارت له كيلي بإصبعها مرددة في غضب :
اسمع يا هذا .. ان الادب وحده يمنعني من الرد عليك بشكل يؤدبك .. فلا تضطرني الى فعل ما لا اريد ..
تناول ويليم قبعته ووضع اصبعه امام وجهها وهو يقلدها فإستشاطت غضبا واشارت الى باب المقصورة قائلة في حده :
ارجو ان تخرج فوراً يا سيدي
وضع ويليم قبعته على رأسه وكفه اليسرى في جيب بنطاله وانحنى في حركة مسرحية :
حاضر سيدتي .. أية اوامر اخرى ؟
صاحت في حده وهي تعطيه ظهرها ثم تعقد ساعديها امام صدرها في غضب
فإقترب منها حتى دنا بوجهه من اذنها وهمس :
هل تعلمين .. على الرغم من عجرفتك البالغه .. إلا انك فاتنة جدا عندما تغضبين
اتسعت عيناها وهي تستدير اليه وهو يخرج بصمت من الباب مصفرا في طرب وعلى الفور اقترب منها عمها قائلا في غضب :
سنناقش ما حدث فيما بعد يا كيلي ..
قال تلك العباره وغادر من فوره المكان ايضا وكيلي
تسبح في كلمة ويليم التي هزت اعماقها ..

** ** **

 

عبيد خلف العنزي غير متصل   رد مع اقتباس