مساء الخير ...
نزولاً عند رغبتي المُلحّة وحِفظاً لها من كل شيطانٍ مارد سأضع هذه الورقة نصب فهومكم ...
ولمن يخشى على فكره من ضرر الميل / وضرورة الإعتدال فلا يقربنّ متصفحي هذا ...
ـــــــــــــ
الله لم يعد موجوداً ...
تنبت الفكرة داخل حديقة مليئة بالشوك / الشك لتغتسل من كل ما علق فيها وعليها من أتربة بنموها ومن ثم يقوى غصنها الذي صار علياً على الوقوف في وجه الشمس ليهب الظلال بكل سخاء لمن التجأ إليه بالدعاء ...
وما أن تثقب السماء بعلوها حتى تكون قادرة على النظر من فوق أسوار الذاكرة المتناسخة وكشف عورات كانت تتستر قبلاً بألبسة كهنوتية ليست من صنع الله ...
بعدما سقطت ورقة التوت وتكشف لوثة المخبوء في الأدمغة اجتاح عقلي طوفانٌ من الدهشة وعلامات التعجب والذهول ....
حينها علمت كيف أن الله لم يكن موجوداً إلا في الكتب المقدسة وفي دور العبادة وفي قلوب الأطفال والعجائز ...
وبذلك أدركت أن السماء خالية من الله لما رأيته من ازدحام الأرض بهياكل بشرية خالية من الضمائر الحية ما أنذر بنهب واستلاب كل ماملكته يمينك المسكينة بالقوة إن استطاعت لذلك سبيلا ...
وبما أنها كذلك فإن لا أحد من هذه الهياكل ينظر إلى أعلى خشيةً وافتقاراً كما هو أنت بل استخفافاً بما تعتقده موجود ... هكذا قالها لي أحدهم ببساطة حين بلاء ( خل الله ينفعك ) ...
وبما أنها خالية من الله فلا تتوقع أن تحظى بعطف الهياكل البشرية فكل ما هنالك استباق وتناحرٌ شرس لنهب النصيب الأوفر من الكعكة الموجودة على طاولتك ...
حينها أقول
ماذا لو كانت السماء خالية من الله حقا ؟
و ماذا لو كانت الأرض خالية من الله هي الأخرى ؟
هل ستكون أنت فوق طاولتك لتنالك سكاكينهم ؟
أم ستترك لهم فرصة اغتنام الطاولة بأرجلها الأربع ؟
ـــــــــ
كونوا بخير ...