:
رحلتُ الى الظلام حبواً على الأشواك ،
فـ التقطني بعض الشارع ؟

:
وَ
أدع قدمي على حافةِ باب الحانة ، وَأحرّض الأسوار أن تُقيدني أكثر ، وَألوّح
للنادل هُنا كأسك لا يفارق طاولتي .. وفتاة أنظر إليها فقط .. ثُم دعني وشأني
أثمل الألم ، واداعب أزهار الليل الحزينة ، واتمتم لصديقي الذي خلّفه
الهجر هنا !
أتعلم يا صديقي :
هكذا هم الأوفياء تجدهم في أرذلِ الأماكن في الحانات ، على الأرصفةِ ،
فوق القمائم ، يسبحون في التراب ، يمشون في الطُرقات عراة ..!
لا عليك لا تحزن .. يوماً ما ، سنجد مأوى في مُلحق الجريدة ، أو منفى
شيّده الوطن لأمثالنا !
لا عليك غداً سُندفن معاً ، بعد أن يتبرأ مِنا أهلينا حينها لا تنزعج .. ارجوك !
أليس أسفاً جميلاً أن تأتي وحيداً ، وتذهب لقبرك وحيداً ؟
حينها سيكون المشهد خرافياً .. أنتَ وبكاء الريح في
طريقٍ واحد ؟
آه يا صديقي
لو كنت رجلاً ذو اربع رئات
وادّس نبضٌ كاذب للنساء العابرات
وامثّل دور المطر .. المنديل .. الهدايا
وفي كل شهرين .. أو ثلاثة .. أبدّل ثلاثة
حينها سيحتفل بي نساء العالم ويقيموني أميراً لهم !
هه .. نحن سكارى الوجع والتشريد !
انظر .. سخرية الألم تصافحني بحرارة ، وَاللغة لم تعد لُغة ،
وَالسماء لم تعد ماء ، وَالأشجار لم تعد ذراعين انتظار ، وَالبقاء
لم يعد ظِل ، وَالأوطان لم تعد سُكنى ، وَالفرح .. هذا المستحيل !
لم يعد له منفذ .. إلا أن يقفز من النافذة ؟