العام عامك سيدتي ،

:
وَ تفر هذهِ السنة منْ بينِ أصابعنا وَ احلامنا على قيدِ الاماني ، تَكبر ب عمرِ المسافات التي قطعناها سوياً ، وَ ب عمرِِ اللقاءاتِ الممهورة ليومٍ أبيضٍ ك وجهنا ،
كانَ من المؤكدِ أن أبقى حبيس النافذة التي يَطلُ منها قميصك الوردي وأنتِ تُبَعثري الزّهر ل يسقط على عيني ، تُهنّدمي جدائلك على كتفي وَ أنا الهائم ب صلاةِ ذراعيكِ حولَ عنقي ، كم أحتاج ل أعلّمك أني أحتاجك كثيراً كثيراً .. أم حانية على طِفلها ، زوجه تَضم رائحة صدرها الآخر ، صديق يخافني من الضياع والتيه في طُرقاتٍ لا تضيء ، عالمٌ كبير يُفقّهُني كيفَ أستفتيك وارتكب فيكِ الواجب .. أحتاجك ضرورة زماني وَ المظلات التي تُبقي أماكننا بجماجم سليمة قبلَ أن يُحنطها البرد وَ تبروزها أوراق الخريف ،
أحتاج أشياء كثيرة تؤرقني في غيابها .. يتكاثر حضورها في غيابِك .. أستحيلُ أن أحصيها ،
أخاف يا أميرتي من سرقةِ الغياب لثواني لمْ ألتقيكِ بها ، منْ عزلِ الماء في زجاجِِ قارورة ، من صوتِ العصافير المبتورة الوصول ، وَ سوط البُوم الذي يصلني كل مساء نائمةٌ أنتِ به ، أخافني مِني وَ اشتكيك إليك .. لنُصلينا سوياً على طاعةِ الحُب وَ التضحية منْ أجلِ الوطن ، وَ العزة والشموخ في المَنفى ، وَ العيش تحتَ سماء واحده وَ أرض لا تطأها إلا أصابعنا ،
أحبَك ،
دَعيها للسنةِ القادمة حصراً وَ لتكاثر الأبيض في رأسي حتماً ،
أحبّك .. وكأنها المرة الأولى التي أحتفل بهذه الحلوى ، دَعيني ألتقطني بجانبها مُبتسماً وَ اراقصها حتّى الصباح ، ارفعُ لها قبّعتي احتراماً وَ ارميني فيها ك الطفلِ في صدرِ العروس ، دَعيني أختزنها في كُلِ فاكهةٍ أستوت على أصابعي .. حنجرتك ، أُذنك ، شَفتيك ، عُنقك ، نَهديك ، أصابع قَدميك ، ياسمين يديك ، وَ الشُعب المرجانية المخلوقة ب الماءِ والنّار ، دعيني أشتري لها هدايا وَ بالونات ملّونة وَ شمعٌ احمر وأغنية [ حبيتك تنسيت النّوم ] .. ثُم ادعوها عارية على مائدةِ صدري تَحتفل بعيدِ ميلادها الأول !
نعم الأول يا سيدة مائي .. ألا تشعري بأن الحب الذي نرتكبه كُلّما تقادمت بهِ السنين يصغُر ل يعيش عمراً أطول ؟