منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - عدَد حقيقة واحِدة :
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-03-2008, 07:38 AM   #1
ألق
( كاتبة )

الصورة الرمزية ألق

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 19

ألق غير متواجد حاليا

افتراضي عدَد حقيقة واحِدة :



صباحاً , بخضوع الواثقين , و ِبعينيها تطرفانِ بطييئاً , ونتوءها العظميّ الطفييف أسفلَ العنق ..
سنّت قلمَ الكُحل جيّداً وطرحت الورقة في جيبهِ السفليّ بعدما رسمت :

زُمبرك مقطوع , ثمّ .. رحَلت .

~~


لسنواتٍ مُبكّرة , تتناسل " البرّايات " بخابية طاولتها المدرسيّة , برّايات كبيرة , صغيرة , بلاستيكية , و ملوّنة ..
حتّى أنّها غضبت كثيراً عندما أمرَتها "مُربيّة الصفّ الرابع " باستبدالِ قلمها الرصاص بطقمٍ من الأقلام المُبهرَجة ,
وظلّت تحتفظ بمجموعتها الأثيرة من
الرصاصيّات , تنحتها كلّ ليلة , وتتحسّس لمستها المبحوحة على الورَق .



كانَ كلّ ما حولها يخبركَ أنّها الموقِد يشتهي أن يَلتهب , صوت المطاط بلذوعيّته الجامحة ,
الموسيقا تنسلخُ عن بعضِها , لِتقبضَ نغمتها المنفرِدة , خُصلة الشَعر الشرق آسيويّة , ما تُبدَّل هيئتها ,
و شحمة الأذنِ التي تلتحم في وجهِ الأقراط الدخييلة مَرّةً بعد مَرّة .

ومع أنّ روحها الجافّة , تتفلّت .. لم تقِف يوماً خارج الطابور الصباحيّ لتشذّبَ أظافرها المحفوفة بصرامة ,
وإنْ حدّثتَها قليلاً ؟ ستبتر الحكاية ,أيّة حكاية , في أوجِها , تنتقي ملابسها , اسكربيناتها المنُخفضة
وحديثها الودود بدقّةٍ هائلة ثمّ تقصّ الزوائد ..وعندما تُخاصَم , لم تكن لتعتذر بأكثرِ من طرْفِها المنسحِب مثلَ
نافذةِ آخر ساعةٍ من النهار ,
بينما الشمس عيّاانة وتنكسِر .

مؤخراً , بعد زواجها المجدول بأيدٍ طويلة لا تخصّها, تنامَى شغفها بالنحت ,
صارت تنفض عنها الأغطية , تخلعها قِشرةً تاليَ أخرى ..تجمع أكوام الغسيييل
المتراكِبة كلّما ظهيرة,
وتضعها في مواجهةِ الشمس
ثمّ تتأمّل الرَطِب المنهزم بطيئاً أمام الحقيقة , ريثما يجّف .



~~


البارحة , وبينما هوَ يدعك وجههُ بين شامتَي ظهرِها غفَت بتأفّفٍ
على (بمبونة فاسدة )
تذوب في رأسها مثل وسواس :
( قُطِعَ الزُمبرك , قطع الزمبرك قُطعَ .... ) .








 


التعديل الأخير تم بواسطة ألق ; 10-03-2008 الساعة 07:42 AM.

ألق غير متصل   رد مع اقتباس