العزيزة زهرة ,
أهلاً بكِ و بقهوتكِ اللّذيذة
لنكن واقعيين يا صديقتي , نحنُ بشر و علاقاتنا تفرضُ علينا المجاملة , إذ لا تستطيعينَ خسارةَ صديقٍ أو صديقة لمجرّدِ الرّغبةِ في تطبيقِ المثاليّة ,
و حتماً للأمرِ أبعادٌ أخرى حينما يتعلّقُ بتبعيّةٍ تامّةٍ للرأيِ و الحكمِ على الأشياءِ و الأشخاص , فهنا يكونُ الخللُ أساساً في شخصيّتي " التّابعِ " و " المتبوع " .
إذن لا بدَّ أن نفرّقَ بينَ المُجاملةِ المستحبّةِ من الجميع - بلا استثناء - و التّبعيّةِ التّامةِ للآخر و الّتي تمحو شخصيّةَ الانسانِ و رأيه و بالتّدريج فكره و قدرتهُ على الحكم .
مجتمعنا أبعدُ ما يكونُ عن المثاليّة , و لهذا أسبابٌ كثيرة , ليسَ اوّلها عدمُ تقبّلُ الانسانِ لعيوبه , و لا آخرها رغبةُ البعضِ في كشفِ عيوبِ الآخرينَ على الملأ لمجرّدِ المتعةِ و الإثارة .
و النّت جزءٌ من مجتمعنا , تنطبقُ عليهِ شروطه .
أضيفي إلى ذلك , أنَّ من شروطِ ابداءِ الرأيِ بالشّكل الصّحيح - أكاديميّاً - ( طريقة الـ feedback )
هو البحثُ عن النّقاطِ الايجابيّةِ في أيِّ طرحٍ و اظهارها و شُكرِ صاحبها عليها , فلا طرحَ بلا نقاط إيجابيّة , إذ أن مجرّدَ محاولةِ الطّرحِ هو ايجابيٌّ بحدِّ ذاته , و من ثمَّ محاولةُ ابداءِ الرأيِ بالنّقاطِ السلبيّة اعتماداً على الطّرح لا على صاحبِ الطّرح .
أمّا عن كرهِ فلان لأجلِ فلان , و محبّةِ فلان لأجل فلان , فهذا نوعٌ من قصرِ النّظرِ لا أكثر .
أهلاً بكِ يا زهرة و شُكراً لطرحكِ الجميل .