منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - درسدن:عندما كانت تحتضر
عرض مشاركة واحدة
قديم 11-27-2008, 11:52 AM   #2
عبدالعزيز رشيد
( شاعر وكاتب )

افتراضي


3_مارغريت فرير البالغة حينها 24 عاما "لم أرى شيئا عند خروجي من المحبأ بسبب كثافة الشظايا المتطايرة والعواصف المشتعلة السوداء,كان ينتظرني أتون بشع خارج المخبأ,اختفى الطريق تحت أكوام الركام بارتفاع مترٍ على الأقل:زجاجٌ متكسّر,عوارض خشبيّةمهشمة,أحجار,حفر كفوّهات البراكين.ثم صاح بي رجل"اخلعي سترتك الجاكيت بسرعه انّها تشتعل!"في غمرة الخوف ومن شدّة الحرارة السائدة لم أشعر بالنار التي امسكت بي,ثمّ مشيت مذعورة وإذا بي أسقط في حفرة عمقها متران ونصف واتّساع ستّة أمتار صنعتها قنبلة شديدة الانفجار,سقطت فوق ثلاث نساء,هززتهن من ملابسهن وصرخت فيهنّ ولكن لم أجد استجابة أو حركه!خيّل إليّ أنّني فقدت كلّ المشاعر!! أصابني ذهول..ثمّ تبيّنت فجأه الى يساري امرأه دققت النظر فرأيتها تحمل لفافة تضمّها غلى صدرها-إنّه طفلٌ رضيع!كانت تجري هاربة فوقعت في الحفرة وطار الطفل من بين ذراعيها وهي تسقط فأصابته لفحة من النيران العالقة بالهواء قبل أن يسقط فوقها! هذا ماأدركته وأنا اتفرّس فيها,لم أتأثّر ماتت مشاعري لماذا؟وماذا جرى؟لست ادري,انّني فقط ارقب ولاأفكّر,العاصفة الملتهبة لايتخيّلها عقل,وفي كلّ ناحية تدوي صيحات الاستغاثة وصرخات الآلام,وكلّ ماستطعت أن افعله:أنّني بذلت أقصى جهدي حتّى أفلحت في الخروج من "الجُبْ!"المكان كلّه حولي أشبه بفرن ضخم مشتعل..كنت على وشك أن أفقد الوعي..وفجأه تراءى لي أشخاص أمامي مباشرة..داخلني الرعب والعجب معاً إذ رأيتهم يسقطون إلى الأرض في صمت واحدا بعد الآخر ظننت في البداية انّهم يصابون بطلقات رصاص قاتلة من الخلف ولكن لماذا؟عجزت عن التفكير أو فهم مايحدث,وعلمت بعد ذلك أن هؤلاء التعساء كانوا ضحايا نقص الاوكسجين في الهواء,فأصيبوا بإغماء مباغت فسقطوا ثمّ أتت عليهم النيران,وصاروا رمادا اذرته الرياح!"

,
أيضا
هنالك عودة.

 


التعديل الأخير تم بواسطة عبدالعزيز رشيد ; 11-27-2008 الساعة 11:54 AM.

عبدالعزيز رشيد غير متصل   رد مع اقتباس