منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - الصورة الشعرية ..
عرض مشاركة واحدة
قديم 11-28-2008, 07:24 PM   #4
شيخه الجابري
( شاعره وإعلامية إمارتية )

الصورة الرمزية شيخه الجابري

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 1465

شيخه الجابري لديها سمعة وراء السمعةشيخه الجابري لديها سمعة وراء السمعةشيخه الجابري لديها سمعة وراء السمعةشيخه الجابري لديها سمعة وراء السمعةشيخه الجابري لديها سمعة وراء السمعةشيخه الجابري لديها سمعة وراء السمعةشيخه الجابري لديها سمعة وراء السمعةشيخه الجابري لديها سمعة وراء السمعةشيخه الجابري لديها سمعة وراء السمعةشيخه الجابري لديها سمعة وراء السمعةشيخه الجابري لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


اسمح لي أخي الفاضل ابراهيم أن أضع هنا هذه المادة القيّمة حول اهمية الصورة وهي تحمل ملخص بحث :عن الصورة الشعرية و نماذجها، للدكتور حمدان بن عطيه الزهراني أستاذ اللغة العربية بكلية الآداب في جامعة الملك عبدالعزيز،وبلا شك هي تهم المشتغلين على الشعر كثيرا..

دراسة الصورة :
لاشك أن العناية التي أولاها النقاد والبلاغيون منذ القديم لقضية ((الصورة الشعرية)) تعد دليلاً على أهمية دراسة الصورة الشعرية بمختلف أنماطها وأشكالها ، و على أهمية التعرف على طبيعتها الأدبية ، ووظيفتها في العمل الشعري ، ذلك أنه عن طريق الصورة - بما فيها من طاقة إيحائية - يكتسب الشعر قيمة جمالية مؤثرة في ذهن المتلقي ووجدانه ، فـ(( المعاني كلها معرّضة للشاعر ،وله أن يتكلم منها فيما أحب وآثر، من غير أن يحظر عليه معنى يروم الكلام فيه ، إذ كانت المعاني للشعر بمنزلة المادة الموضوعة ، والشعر فيها كالصورة ، كما يوجد في كل صناعة من أنه لابد فيها من شيء موضوع يقبل تأثير الصور منها ، مثل الخشب للنجارة ، والفضة للصياغة )) وقد نظر الجاحظ إلى الشعر على أنه (( ضرب من النسج و جنس من التصوير )) بواسطته( أي التصوير ) يستطيع الشاعر أن يعبر عن انفعالاته الداخلية ، وينقل إلينا تجاربه الشعرية ومشاهداته الحسية ، وإلا كانت القصيدة عبارة عن مجموعة من الألفاظ المتراصة ، والعناصر ا لجامدة ، غير قادرة على استمالة المتلقي وإثارة الانفعال والمتعة في نفسه .

وقد تنبه النقاد القدامى في أثناء تحليلاتهم البلاغية للنصوص الشعرية إلى العلاقة الوثيقة بين الصورة والصنعة الشعرية ، يدلّ على ذلك الإشارات المتكررة في مؤلفات كل من الجاحظ وقدامة بن جعفر و ابن طباطبا وعبد القاهر الجرجاني وحازم القرطاجني ، وغيرهم من النقاد والبلاغيين الذين عدّوا ((سبيل الكلام سبيل التصوير والبلاغة )) ، فأسهموا - على مختلف بيئاتهم وتنوع منازعهم - في تقديم مفاهيم متميزة ورؤى خاصة وطدت - عبر السنين - أسس البحث في مجال الصورة الشعرية وأرست دعائمه .

وفي العصر الحديث قامت دراسات متعددة تناولت ((الصورة الشعرية)) في جوانبها النظرية والتطبيقية ، واهتمت بطبيعة الصورة وأشكالها المختلفة ، وحاول بعضها إجراء دراسات تطبيقية على الصورة في شعر شاعر محدد، أو مدرسة معينة أو شعر عصر أدبي كامل . وتُعدّ دراسة الدكتور جابر عصفور "الصورة الفنية في التراث النقدي والبلاغي"، ودراسة الدكتور عبد القادر الرباعي "الصورة الفنية في شعر أبي تمام" من أقرب الدراسات الحديثة لطبيعة هذا البحث، غير أن الأولى فرضت على نفسها الاتجاه النظري الوصفي ومالت الثانية إلى الجانب التطبيقي معتمدة في مناهجها على النقد الأوربي وعلى الأبحاث التي دارت حول الصورة عند شكسبير خاصة ،مما قلل الإفادة منهما -هنا- برغم ما يحتلانه من مكانة بين الدراسات النقدية التي اتخذت الصورة مجالاًلها .

وغدت الصورة في رحاب الدراسات النقدية الأوربية معياراً لتقويم الشعر والحكم على الإبداع،و(( على حسب النظرة إلى الصورة في علاقتها بالشيء من جهة ،وبالفكر من جهة أخرى ، تنوعت النظرة إليها في الفلسفات والمذاهب الأدبية الكبرى ، مما كان ذا أثر كبير في نهضة الشعر أو ركود ريحه في هذه المذاهب ، وذلك للارتباط الوثيق في تلك الآداب بين الأدب والتيارات الفكرية السائدة في العصر من جهة ، ثم حاجات الجمهور الموجهة إليه ذلك الأدب من جهة أخرى .))

وقد عالج النقد الأوربي قضية الصورة الشعرية مادة وشكلاً ، وكشف عن خطرها لدى الشاعر والمتلقي على حدٍ سواء ، وتُعد دراسات "ولز" و"كليمن" و"فوغل"و"سبيرجن" من أهم ما كتب في هذا الحقل . وقد حاول عدد من الباحثين المعاصرين العرب - إضافة إلى نهلهم من ينابيع الدراسات النقدية والبلاغية العربية - الاستفادة مما قدمته هذه الدراسات وأمثالها في مجال البحث عن الصورة، سواءً في المنهج أو فيما قدمته من مفاهيم ومقاييس عن طبيعة الصورة وأنواعها ووظيفتها في الشعر.

يصرح عبد القادر الرباعي بأنه توجه في دراسته للصورة الفنية في شعر أبي تمام إلى الدراسات المماثلة في النقد الأوربي والتي دارت حول شكسبير بالذات ، لأنها - كما يذكر- أغنى الدراسات وأكثرها تنوعاً في المناهج. كذلك صنف نعيم اليافي مناهج دراسة الصورة الشعرية إلى ثلاثة مناهج : المنهج النفسي ، والمنهج الرمزي ، و المنهج الفني ، تبعاً لتقسم الدراسات الأوربية الحديثة، كما في دراسات : "بري" و"مارش" و"فوغل" و"ولز" و "سبيرجن " وغيرهم .

الصورة … المفهوم والنشأة :

استخدم مصطلح ((الصورة)) "Image "بدلالات متنوعة حسب تعدد المجالات المعرفية التي ورد فيها، فيكون أحياناً تمثيلاً مباشراً أو محاكاة لموضوع خارجي محسوس ((Form)) بصري في الغالب ، وربما يتصل بدلالة الكلمة التي اشتقت منها وهي : "التصور" "Imagination" ، بحيث تعني كلمة "صورة" إعادة إنتاج عقلية،ذكرى لتجربة عاطفية أو إدراكية ليست بالضرورة بصرية،فتصبح الصورة ذهنية مخترعة بواسطة الخيال،وبهذا المفهوم يظل الشعر إنتاجاً ذهنياً لا يقدم المعنى العام للتجارب العاطفية وإنما يقدم التجارب العاطفية نفسها في كلمات تمثل الحواس،وقد تبنّى هذا المفهوم عدد من النقاد الغربيين وطبقوه في كثير من أبحاثهم النظرية والتطبيقية،إضافة إلى مفهوم آخر يدرس الصورة باعتبارها رؤية رمزية واحدة،فالقصيدة بأجمعها رمز واحد يكشف عن أشياء مهمة تتعلق بحياة الشاعر وشخصيته ورؤيته الخاصة.وقد أفادعلي البطل في بحثه "الصورة في الشعر العربي" من هذين المفهومين فدرس الصورة الرمزية والأنماط المكررة من الصور وما وراءها من ارتباطات بالشعائر والأساطير .

ومازال مصطلح الصورة من أكثر المصطلحات غموضاً في مجال النقد الأدبي الحديث ويرجع السبب في هذا إلى اختلاف مواقف المذاهب الأدبية واختلاف نظرتها وتفسيرها لمصطلح الصورة ، فالكلاسيكيون أعلوا من شأن الحقيقة وطالبوا بالقصد في الصور التي يجب أن تمر في مصفاة العقل ، أما الرومانتيكيون فقد اعتمدوا على قدرة الخيال وربطوا بين مفهوم الصورة والعالم النفسي للشاعر ، ونظر البرناسيون إلى الصورة على أنها لوحة وصفية تعكس مظاهر الأشياء ،بينما دعا الرمزيون إلى إلغاء الحواجز بين المحسوسات وقالوا بتراسل الحواس ، لذلك لاضير عندهم أن يضفي الشاعر خصائص الماديات على المعنويات أو يخلع سمات المعنويات على الماديات. وهذا يشير إلى أن مباحث الصورة الشعرية عديدة ومتنوعة ومن الصعب - في هذا المقام - حصرها جميعاً، وإذا أردنا تتبع البحث في الحقل الدلالي لكلمة "صورة" ،فإن ذلك سيفضي بنا إلى مفاهيم متنوعة ومتناقضة أحياناً،نظراً لكثرة رواج هذا المصطلح وشيوعه في كثير من كتب الأدب والنقد، ونظراً لما أسهمت به محاولات النقاد العرب واجتهاداتهم في ترجمة مصطلح "الصورة" تحت وطأة التأثر بمصطلحات النقد الأوربي،من عدة منظورات ومفاهيم.

ولما كان مدار الاهتمـام في هذا البحث ينصب علـى "الصــورة الشعـرية" في تشبيهـات شاعر عربي قديم يمثل مرحلة شعرية وأدبية محددة في تراثنا العربي فسوف نتوقف عند مفهوم مصطلح الصورة كما ورد في كلام البلاغيين والنقاد القدماء ، غير غافلين عما حققه الباحثون المعاصرون في هذا المجال .

تقدم القول بأن القدامى قد تنبهوا إلى وسائل دراسة الصورة بمفهومها العام ، ونشير هنا إلى أن العناية بتحليل بلاغة النص القرآني كانت من أظهر الأسباب التي دفعت النقاد والبلاغيين إلى دراسة الصورة ،وشرح عناصرها، وبلورة المصطلح العام لها ، فالرماني - على سبيل المثال- وقد وافقه ابن جني - يلح كثيراً على فكرة إخراج المعنى مخرج الحس والإدراك ، أي تصوير المعنى وتقديمه في صورة حسية مدركة، ومثل هذا المفهوم- الذي يجسد المعنى في صور حسية مشاهدة - نجده عند أبي هلال العسكري في كتاب الصناعتين عندما تحدث - في الفصل الذي عقده للمجاز - عن الاستعارة في قوله تعالى :] وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إلَى عُنُقِكَ [ فيقول: حقيقته لا تكوننّ ممسكاً، والاستعارة أبلغ ، لأن الغل مشاهد ، والإمساك غير مشاهد ، فصور له قبح صورة المغلول ليستدل به على قبح الإمساك . وقوله تعالى:]ولَنُذِيقَنَّهُم مِنَ الْعَذَابِ الأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الأكْبَرِ [ حقيقته لنرينّهم ، والاستعارة أبلغ ، لأن حس الذائق لإدراك ما يذوقه قوي ، وللذوق فضل على غيره من الحواس ….)) وهو الذي نقل عن العتابي قوله(( الألفاظ أجساد ، والمعاني أرواح ؛ وإنما نراها بعيون القلوب ، فإذا قدمت منها مؤخراً ، أو أخرت منها مقدماً أفسدت الصورة وغيرت المعنى .)) لأنه يرى أن اللفظ الماثل للعيان صورة لما في القلب ، فالنص عبارة عن شخص إنسان ماثل ، تتحول خلقته وتتغير صورته فيما لو حوّل الرأس إلى موضع اليد أو اليد إلى موضع الرجل أو نحو ذلك وبهذا يتقرر أن اللغة ذاتها وسيلة للتصوير وأن اللفظة الواحدة صـورة لما في الذهن وخارجه،شريطة أن يخرج الخفـي إلى الجلي وأن ينتقل المعقول إلى المحسوس .

إن تلمس النقاد والبلاغيين لملامح هذه الهيئات والصور وماتنطوي عليه من أسرار فيما وقفوا عليه من أشعار، جعلهم يصرحون بأن لفظ الصورة بهذا المعنى إنما يُقاس من المبصرات على وجه التمثيل والتقريب ، وفي ذلك يقول عبد القاهر(( وأعلم أن قولنا "صورة" إنما هو تمثيل وقياس ، لما نعلمه بعقولنا على الذي نراه بأبصارنا ، فلما رأينا البينونة بين آحاد الأجناس تكون من جهة الصورة ،فكان بين ما بين إنسان من إنسان وفرس من فرس بخصوصية تكون في صورة هذا لا تكون في صورة ذاك ، وكذلك كان الأمر في المصنوعات فكان بين خاتم من خاتم ، وسوار من سوار بذلك ،ثم وجدنا بين المعنى في أحد البيتين وبينه في الآخر بينونة في عقولنا وفرقاً ، عبرنا عن ذلك الفرق وتلك البينونة بأن قلنا للمعنى في هذا صورة غير صورته في ذلك … وليس العبارة عن ذلك بالصورة شيئاً نحن ابتدأناه فينكر منكر ، بل هو مستعمل مشهور في كلام العلماء ، ويكفيك قول الجاحظ ، و إنما الشعر صناعة وضرب من التصوير.)) وفي هذا يتفاوت الشعراء ، فمن استطاع منهم أن ينسق بين عناصر القصيدة ويلائم بين أجزائها على أساس مقبول في العقل والحس كان بمنزلة الصانع الحاذق، ومن لم يستطع أن يلائم في صوغه بين الأشكال، جاءت صوره مضطربة يمجها الذوق وتنبو عنها العين .

وقد ذهب عز الدين إسماعيل إلى أن الشعر القديم قد غلبت عله الحسية فانعكس ذلك على الصـورة فامتازت بالحرفية ، والشكلية واستشهد على ذلك بقـول ابن المعتـز في وصف هلال :

انظر إليه كزورق من فضة = قد أثقلته حمولة من عنبر

وذكر أن إعجاب الناس بالصور القديمة الجميلة يرتد في أساسه إلى روعتها في الحواس، وإن لم يكن لها أي خاصية عضوية أو حركية ، وأن فهم القدماء للجمال يقف عند هذا المدى. وهذا الاستنتاج والحكم الذي توصل إليه عز الدين إسماعيل عن الصورة في الأدب العربي وفهم القدماء لها تعميم غير دقيق. لأن حقيقة ارتباط الصورة بالمشاهد ، والمعنوي بالمحسوس ، يعود في أساسه إلى المباحث الأولى في العلاقة بين اللفظ والمعنى ، والتي تقول بأن الألفاظ مجرد ظـروف للمعاني وحـوامل لها ، وأنها تجري معها مجـرى الكسوة، ومثل هذا الأنس بالحواس نجده عند الفلاسفة وشراح أرسطو بالذات ، يقول الفارابي (( والصورة قوامها بالمادة والمادة موضوعة لحمل الصور)) .وقد تنامت هذه الفكرة في التراث النقدي والبلاغي، وأصبح الشاعر الحاذق هو من ((يصور لك الأشياء بصورها)) ، لذا كانت صور البحتري رغم بساطتها ووضوحها أحياناً مصيبة في رأي الآمدي ودالة على حذقه وبراعته، وقد اجتهد النقاد على مر العصور محاولين التفتيش عن الصور البصرية الواضحة في الشعر،لتأمل ما قد تـثيره من انفعالات في ذهن المتلقي ولفهم العلاقات القريبة والبعيدة بين التعبيرات والأصل الحسي لها .

وانظر - مثلاً- إلى موقف النقاد من ليلة أبي العلاء المعري في قوله :

ليلتي هذه عروس من الزنج = عليـها قلائد مـن جمـان
تراهم يحدثونك عن صورة تلك الليلة المظلمة بما فيها من نجوم وهيئة كأنها ماثلة للعيان في هيئة تلك العروس الزنجية ، المعبرة عن تجربة الشاعر و أحاسيسه و أفكاره في تلك الليلة . وكذلك صورة الليل الحسية التي ظهرت بشكل أروع عند بشار - برغم أنه أعمى لا يبصر - في تشبيهه الذي استطارت شهرته واستحسنه النقاد و البلاغيون في قوله :

كأن مثار النقع فوق رؤوسنا = وأسيافنا ليل تهاوى كواكبه

مما جعل هدارة يعتقد بأن ظلام عيني بشار وعدم إدراكه للمحسوسات كان يدفع به إلى الإلحاح على الصورة الحسية إلحاحاً يكاد ينطقها ويجعل من خيالها حقيقة يلمسها الإنسان بيديه ويراها بناظريه ، ولذلك كان فن بشار في التصوير الشعري ، يتجلّى في ناحية التشخيص أو إلباس المعاني صوراً آدمية تكاد تنطق وتتكلم وتروح وتجيء. وهكذا فإن قدرة التشبيه على التصوير والتجسيم وإفراغ المعاني الروحية و الأحوال النفسية في صور محسوسة ينطق فيها الأخرس ويحيا بها الجماد لمما يطرب النفس ويمنح التشبيه قيمة تظل دائماً موضع استحسان النقاد والبلاغيين ومحل إعجابهم . لذلك نجد حازماً القرطاجني ينص على أن ((الأقاويل الشعرية - إنما - هي تصور للأشياء الحاصلة في الوجود … وأن المعاني التي تتعلق بإدراك الحس هي التي تدور عليها مقاصد الشعر ، وتكون مذكورة فيه لأنفسها والمعاني المتعلقة بإدراك الذهن ليس لمقاصد الشعر حولها مدار.)).





 

التوقيع

.
.
اللهم احفظ وطني
دولة الإمارات العربية المتحدة

شيخه الجابري غير متصل   رد مع اقتباس