.
.
.

[..الْدَمّ دَا دَمّيْ..]
- رَحِيْلْ -
البقيّة بحياتي
بحياةِ الورق
بحياة أميْ
وأبي
وما تبقى
من ذكريات طفلٍ
أرهقهما بُعداً وكدراً..!
البقية بحياة قلبٍ
لازال يتغنى بـ
"تملي معاك..
ولو حتى بعيد عني..
في قلبي هواك.."
- وصول -
لم يتغيّر شيء..
وجوه عمّال كالحة
تدفع عربات مثقلة بالهراء
وأجساد متراكمة
تحمل بين لحومها
عقائد "كاملة الدسم"
تخرق أذنه عبارة استجداء:
سيارة يـ "الغالي"؟
يبتسم متهكماً:
غالي! منذ متى؟ يا وطن؟
سؤال غبي أتى في وقت أغبى..
ينأى بمكانٍ قصيّ..
يقف مهزوزاً
كطفلٍ نجا للتو
من محاولة تحرش..
يتأمل الوجوه بحثاً عنهم...
يمنه يسره
يسره يمنه..
كالعادة لا أحد..!
لم تجدي رسائله الروحية
في تحريك خلايا ذاكرتهم
لحفظ هذا الموعد
على الأقل..
يرمق في أقصى الممر
مقهىً رتيباً في
مطار مدينة أكثر رتابة
تحمله إليه بلاطات "كسيحة"
يتأمل القائمة...
لا شيء يستحق التضحية
بما تبقى من "فكّة" عملة
يجد نفسه مضطراً
للبحث عن أحدهم
ليبادره هذه المرة بالاستجداء:
سيارة يا...؟
يحشر جسده النحيل
في مركبة ممتلئة بالفراغ
يدور في أحشاءها
"كاسيت" خديج
ينبعث منه صوت جريح:
"حلو ياللي عجبك بُعدِينا
سايبنا و لايف في أعادينا
تعال نعاتب بعضينا
عاتبني يمكن أنا مظلوم
،’,’,’,’,’,’,’,’,’
بلاش لفك وتراويشك
وسيرتى ويّا دراويشك
ليه تشوفنى وتدّارى وشّك
عاتبنى يمكن أنا مظلوم
يمكن انا مظلوم...."
- مخرج أخير -
في نهاية الطريق..
أصيبت السيارة بنوبة قلبية
ماتت وصهروها في
ساحة الخردة
وبداخلها جسدٌ حيّ
لازال ينبض بأول حرفٍ
من اسمها حياءً...
من قلب التيه:
أتى صوت أمه مخنوقاً:
"كلْمَا صَلّيْتْ دَعيْت
يَا رَبَّ مَا ينَزّلنِي بقَبْرِي
غَيْر بَدْرْ..!"
...........
........
....
...
.
- مظلوم -
