[جمال الشقصي]

:
:

عبدالإله.. كل عام وأنت تصنع من الحزن حلوى الأعياد
كل عامٍ وأنت القصيدة التي تعلمنا كيف يتساوى الحزن والفرح في كنه اللذة، شريطة أن يكشف شاعر بقدرتك الفذة سلامة هذا التصور والإتيان المبهج.

:

كنت أتساءل: لماذا ذكّر عبدالإله الذات هنا:

(دوم أرتكبها غلطتي واعترف عل... أكسب رضا نفسي ويرتاح ذاتي) ؟

وقلت في نفسي لعلها اللهجة الخاصة بك كشاعر، أو أنها لكنة البيئة والمكان الخاصة بمحيطك المعيشي، ولكن من وجهة نظري الصغيرة كان يتوجب علينا أن نطلق النص إلى الآخر كما لو أننا نريد التخاطب معه في أي رقعة يقطن عليها هذا الآخر على وجه البسيطة، وأتمنى لو أنك كنت قد كتبتها (ترتاح ذاتي) كون الذات مؤنثة، حتى تلتحم جميع الذوات مع هذا النص المميز المبهج المغرد خارج السرب يا عبدالإله.
:

لا تنتقص هذه الملحوظة من شأن ما أتيت به هنا أيها الجميل، إنما هذا النص جعلني أتأمل فيه كثيراً، وأدخلني إلى أعماقه المعتمة، حيث في العمق وحده يحتاج السراج إلى المشاعل، ولا حاجة لسراجي المعلق على يسراي أن يشتب له فتيل تحت الشمس، فوحدها النصوص العميقة من تحرض الضوء على التمخض والتكوين كونها تحمل العمق، مثلما يفعل نص عبدالإله ذلك مع كل سراج مطفوء، فيشعله متوهجا.
.