أطلقي عصافير الحزن
كي نرشرش على أجنحتها قطرات من حروفٍ شاخت على بياض الدفاتر
فما بين القصيدة وأعشاشها على المآذن
أجراس تدق معتقة الصبر والانتظار
وما بين النبيذ وأوراق الدوالي حزنٌ
يغمس مخالبه في تراب الأرض
ويندب سَبْيَ من كانوا يعصِرون يوما باشتهاء ونشوة
أيُّ مسافة تباعد ما بين ظمأ المحابر .. وهطول الكلام ..؟
ورحيل الناتئات من الشوق في فداحة الحرمان مسوّرٌ بفيض من سغب الحقول
هل ستغير صهباء النبيذ مجراها ..؟؟
وصهيلٌ الغياب حرونٌ يعزف صمته بمرارة خريفية السقوط مغيّبة الأفول
وشعاع أعمدة الضياء يسد نوافذه المباحة في وجه صوت الناي
يحصي أنغام تفاصيل المقام الملول
مرهق الكبرياء
يخبئ رغبة الكتمان حينا
وتفضحه إذا ما أرقه العتم
يدفن رأسه بالقصائد
فيعلو حفيف الحروف:
أذعني يانكهة الأمطار لرغبات القصيدة
وكوني بردا وسلاما
كوني خصبا دافقا من صلب السيول
فهذا الزمان عقيم
وآخر اليباس يتباهى على سحب النحو ِ بصموده
والابتهال أيقن أن حقائبه مليئة بالفلول
وسارية الوقت التي فقدت سمت جهاتها ترسل الآن زوارقها
تبعدها عن شاطئ جف على أبواب رماله سؤال
عن زائر
يأتي و لا يأتي
يأتي نثيثاً .. ويغادرُ حثيثاً
يبلل فتات أحلامه برذاذ شهي من بكاء نوارس ٍ
نسيت رنين غنائها معلق على زيتونة
أصلها محبرةٌ...
وفرعها ...
في سويداء القصيدة
تحيتي
واعجابي