وهن الحرفُ .. واشتعلَ السطرُ شيبا ..!

[محمود هرموش]

وهن الحرف .. واشتعل السطر شيبا ..!

إلى تاء التأنيث التي حركت ساكن نهرها وأمسكت بتلابيب ضفتيه وجرجرته إلى سهلي كي تروي جفاف زنابقي

أنا لست بخير..
و (ليليثُ) ..
أمحلتْ أنوثتها وهتكتْ سترَ القصيدة في وضح الكلام
فمن سيوقف طوفان شقاواتنا
ويصكُّ مفاتيحاً فريدةً لدهشةِ نوارس ٍ
خلعت معطف مزاجها على خرائط عتمتنا
كي تتصابى لغة الضوء تحت جناح حمامة ٍ تستوي على جوديّ من سراب..
لقد اكفهرَّ الشفقُ الورديُّ
وسالت دماء جلناره على الرمل
كي يروي جفافَ قصيدتهِ بخضاب براءة تأكل شفتيها وتعضُّ أصابعها

يامُرسلة المزن
كلنا للقصيدة .. والقصيدة من قصب
يُبَتِّلُ أثباج رذاذ يطفح مضرجاً بغمامةٍ
أَنْكَرَت يقين َهدهدٍ جاءَ من أقصى الجفاف يسعى ..
وتحت الجناح بصمة حلمتين من شظفِ نرجسِ الاشتهاء...
أنا لستُ بخير..
والعفة التي تشاغلني وتراودني عن فراشة ٍرعناءَ تطوف حول شموعي
تتاجر برحيقي المخضب ببراعم شجر أرجواني مقفر..
يتلو على ضريح غابتي رغوةَ بغاثِ مرثية النهوض.!
وحدي..
و( نمتار ) الذي صبأ في كهنوت محرابه عن سابق إصرار وترصد ..
وراح يتلو صحائفي التي تأكل الطير منها
يمخر بسفينةٍ مثقوبةَ الريح ويرسو على شاطئ حانتي التي تهذي
وترضخ لمشيئة مقام عصيٍّ على الغناء
و يذهب على رأس جيشٍ من سطوري ليحارب حوتاً أسبغ الوضوء ..
وفي بطنه قصائد من التيمم
تتدلى من مشانق سطورٍ وأدت شبق ضحاياها
لأنها لم ترضخ لتعاليم الماء الدافق من صلب موجةٍ
شردت عن طابور العاصفة اللامقروءة الأسفار

للذاكرة ظل
وعند وضوء البرق به
يُقلِّم جذور رعشته بلا إنذار ..
لكني لستُ بخير ..
ولن أتبع إلا ملة جنون هجير ٍ يتشرنق تحت مقصلة ( طروادتي)
ما بيني وبين قاتلي آخر قطرة حبر غاض عن غياهب قصيدة ٍ
تتوهج فيها جماح البلادة على شجر الاشتعال
تبذر شظايا سنابلها في أثلام العراء الذي يرضع من أثداء عطش يتكوَّرُ على صدر خطيئة يسيل منها زبد الضوء
ليملأ خابية دالية تُرضعنا كما نشتهي

أنا لست بخير
و( أتيس) يساومني ..
على ما تبقى من دمي في آخر أشواط طوافي على جواد الرغبة التي تكبو عند أقصى احتمالات النزيف

و( آنكي) ..
مصفَّد بسلاسل طلاسمي الزرقاء يجترُّ نزيف محبرتي
يمسح كل نص في ذاكرته
ويؤجج الحرائق في عواصم القصيدة
ويتبنّى في ( ذي المجاز) قصائداً ليس بقائلها

أنا لست بخير..
وعناقيد دهشتي
التي تدلت على شرفة الصدر المشجر بالنبيذ
يملا جرار الانتظار برضاب شهي
يفتح مدرسة جديدة للماء كي يتعلم كيف يجر النبع إلى صحرائي

أنا لست بخير ..
وشهرزاد القصيدة
تمزق أوراق الظلام من رزنامة الحكايات الشفيفة
وتخبئه تحت نقاب شروقها الذي تنحني له حشود حروفي مطيعة
دون أن تدري حدود الفاجعة
وسؤال بلسان السكارى ..متى سنصحو؟؟
ونبارك تلك الهاوية اللذيذة لهواجس بلهاء تردد ..
من يأتي معي..؟
يكمل وصلة الرقص على نشوة الموت على صدرها..
على شوك لذيذ الوخز
يخربش طوال الليل فوق ذاكرة سطور تدق ناقوس النهاية
وتنثر دمعا يسيل من أجفان وسادة كئيبة الضحكات...!
هذا الهطول ليس من الغيم
انه بكاء النجوم على بريقها الذي سرقته مجرة أخرى مظلمة
أضاعت مفاتيح ضوء بقائها على قيد الكتابة

أنا أدو نيس الذي ..
(ألهاه التكاثر )..
حتى اشتعلت فيه أسئلةُ أسرارِ ناعورة تلعثمت من أول الماء
إلى أقصى حروف الأنين
كنبيّ القصيدة
يراود آخر ورود عطش ( أفروديت ) عن براءتها التي افترشت حرير سطوري
وعلقت على صدرها قلادة من لؤلؤ شهوات زنَّرتْ خاصرة محبرتي
ورقصت بصمت غريزتها وصلة اللقاء المنتظر
يا امرأة من التوت فتنت قلمي من أول البياض
ومن أول رمش في جفون الخزامى
إلى آخر خيط فنارات لا ندركها
وفجرت في أصلاب سطوري ماء القصيدة
ولم تسامح خطأ الأقحوان في لحظة ضوعه المحموم في غمرة المخاض
لا تغادري جنون أغصان طفولتي..
لقد ثكلتني الحروف
تعالي نثقب خاصرة العمر ليسيل منها ما تبقى من أحلام مشطورة الأمنيات
تراودها عن نفسها كل الدروب التي ...
لم يهتدي إليها التائهون في منافي النبض الضرير
(لقد وهن الحرف واشتعل السطر شيبا )
و( كل من أودعتهم من قبل ُ سراجي .. حرضوا العتمة ضدي )
ولم يبق في العمر إلا ثمالة كأس
يدون اعترافات الكروم لعرّافة النبيذ الذي ربما سيأتي ..!!

هامش ..
ليليث : آلهة الأرض المقفرة العذراء ترمز للبغيّ التي تغوي الإنسان وهي حواء الباطنية
نمتار : إله الموت .. عزرائيل السومري
آنكي : إله الحكمة والفكر
أتيس : إله الخصب عند سكان آسيا الصغرى حيث يجرح عابدوه أنفسهم بالسيوف وهم يرقصون حول تمثاله
أدو نيس : إله الخصب عند الفينيق وتعني السيد
أفروديت : آلهة الحب التي ارتبطت بأدونيس

 

[غدير العمري]

..:..

أستَاذ ..// محمود
سَكبْتَ قِيَّانِ العَزف بِأسطِرك الفَارِهة المَعنَى
المُوغِلَة بِالدَّهشَة ..!
لا لَيْسَ حَرفاً وَاهِناً
لا لَيْسَ سَطْراً شَائِباً
بَل أزَاهِيْر تَشتَعلُ لِتُوقِد مِن أنَامِلك الشُّموِع
طِبْتَ يَاقَدِيْر

...!

 

[إبراهيم أبو خشيم]

عجبا
قد رمي الحرف بالوهن
والمشتعل المتأجج بالشيب ..
فهل ..الوهن ...الشيب ... حقا ؟
فقد مزج بين ألفاظ بقتدار ..وبيان راق وصور ...
ليلتقط مشاهد في لون من الحياة متعددة
ومعنى زاخر راق
ولا يدرك
إلا بتأمل ...
والحرف هنا كما زعم قد وهن .. فكيف وقد كتب خلاف مازعم

 

[مشعل الحربي]

القدير الغالي / محمود هرموش

لقد تعب فكري وأنا ألاحق المعنى حتى تعبت ولعلي وجدته ، ومع ذلك فأنا مستمر في القراءة..

لأني مؤيد لفكرة عدم إعطاء القارئ المعنى بوضوح تام حتى يُعمل عقله ويهتدي إلى الجمال الذي ينشده من بين السطور..

أنت مبدع أخي..

فكن كما أنت.

 

[صالح الحريري]

تلك الأسطورة " ليليث " ...!
فارغة يــ محمود من وجه المشاعر إلا ترى فراغ وجهها بمرآة الحقيقة ...!
مترهل جبين الورقة كصحراء تغزوا خلوتها رياح السموم برمال ذهبية لا تعرف إلا العطش ...!

ذات أمنية ...
حلمتُ بالضوء قصيدة لا تنام ..
وما أن ولد الفجر الحزين حتى غابت عنّي شمس الكلام ...!!

هناك أيقنت ...
أن سنابل القمح لم تعد عذراء ..
وأن القصائد اليتيمة ضحايا معارك طاحنة ...
نشأت بين صمت وصخب بين ارتواء وعطش بمواسم قاحلة ...!!


يــ صديقي ...
أسكب كأس لغتك ...
فلهذا الحرف وقع شهي بداخلي ...!
كم يطيب لي الارتشاف من نبيذه المباح ...!!

طبت قوياً عزيزاً ...
للكمة فارساً صادقاً أمينا ...!

تحياتي

 

[السندريلا]

هُنَا الْحَرف اكْتَمَلَتْ فَرَائِضهٌ ..
وَ 00 اسْتَقَامَ الألَقْ فِيْ محْرَابهِ

♦.
♦.

رَاقَ لِيْ قَراءَة لُغَتكَ الْمَتَفِرِّدَة
احْترَاميْ [ .. .. ]

 

[محمود هرموش]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غدير العمري

..:..

أستَاذ ..// محمود
سَكبْتَ قِيَّانِ العَزف بِأسطِرك الفَارِهة المَعنَى
المُوغِلَة بِالدَّهشَة ..!
لا لَيْسَ حَرفاً وَاهِناً
لا لَيْسَ سَطْراً شَائِباً
بَل أزَاهِيْر تَشتَعلُ لِتُوقِد مِن أنَامِلك الشُّموِع
طِبْتَ يَاقَدِيْر

...!

عبور الغدير من هنا
كغيمة من قصائد قصائد ...
تحملنا على جناح أمطارها
كي نقوى على بناء أعشاش الكلام على زيتونة فرعها في آخر الضوء

تقديري
واحترامي

 

[محمود هرموش]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إبراهيم أبو خشيم

عجبا
قد رمي الحرف بالوهن
والمشتعل المتأجج بالشيب ..
فهل ..الوهن ...الشيب ... حقا ؟
فقد مزج بين ألفاظ بقتدار ..وبيان راق وصور ...
ليلتقط مشاهد في لون من الحياة متعددة
ومعنى زاخر راق
ولا يدرك
إلا بتأمل ...
والحرف هنا كما زعم قد وهن .. فكيف وقد كتب خلاف مازعم

ابراهيم

أيها الخليل

ثمة شيء في العروق
جرحته شهقات مرمدة الاصفرار على قارعة الريح
يصبغ بالحناء وجه قضاة الغابة العتاة
لا تأخذهم في خلع ملابس الأشجار لومة لائم
لكن براعمي ذات القد الأهيف والشعر الهفهاف
توقظ شقاوة فحيح قيثارتي
تستل صليل الريح
وتهوي على انكماش المدى
وتبدأ الحياة دورتها
من أول القصيدة

ممتن لك حضورك الراقي

محبتي