:
مجدداً.. أرحب بي بين خفقات قلبك أيها الجميل الأنيق
أخي وأستاذي أكرم التلاوي، وأقول بأنني في أمان المعرفة هنا في ذاتك
:
مما لاشك فيه بأن العمل على مسألة تنظيف وتطهير بقاع الساحة الشعبية هي هاجس كل نبيل يحمل في ذاته شرف القضية الأدبية، وكلنا يعرف عن أكرم التلاوي ومن خلال مختلف أطروحاته هنا بيننا في أبعاد بأنه رجل من المستوى الرفيع في ما يخص هذه المسألة، بل إن أبعاد ـ من وجهة نظري الشخصية ـ تبدو أنها غير معنية بأطيان النوايا الموبوءة على ساحة الشعر برمتها، كونها سحابة تدنو كثيراً من ماء سماء الفضيلة، وبكامل طاقم أفرادها.
:
حبيبي أكرم.. الأمر الذي يختلط على أغلب المتابعين لأنشطة هيئة أبوظبي للثقافة والتراث هو انه حين يلحظ أحدهم ارتباط وكالة أنباء الشعر بالحراك الثقافي والأدبي الذي تقوم به العاصمة أبوظبي عموماً والهيئة على وجه الخصوص؛ سيتبادر في ذهنه بأن هذه الوكالة تتبع بشكلٍ (كلي) للهيئة، وواقع الحال يقول بأن الرابط ليس كلياً بالتمام يا أكرم، إذ أن وكالة أنباء الشعر ماتزال متعاونة مع هيئة أبوظبي للثقافة والتراث بصورة شبه كلية، وأضع مفردة (شبهٍ) هنا بين قوسين، ما يعني أن ثمة مساحة ذاتية تخص الوكالة فيما يتعلق بإعلان الخبر، فهي إذ تتابع تفاصيل ما يحدث في عاصمة الثقافة العربية أبوظبي إلا أن مساحة التحليق بكل حرية إلى فضاء الخبر خارج أبوظبي تبقى مساحة مفرودة لها كذلك، وإن انساقت مساحة الرأي تلك لأغراض ذاتية أياً كان شكلها؛ فإننا كرجال إعلامٍ نتبع هيئة أبوظبي للثقافة والتراث لسنا معنيون بتوجهات الآخرين في مساحاتهم الخاصة، كوننا نسير على خطٍ واحدٍ هو الحياد في تعميم النشاط الثقافي خبرياً دون أن نفاضل بين ضيف هذا النشاط وما بين الضيف اللاحق، أو السابق، وبحكم أننا نعمل في مركزٍ إعلامي يعرف عن نشاطه وحراكه العالم بأسره وليس الخليج أو العرب فحسب، فإننا بالتالي حريصون على أن نمثل هيئة أبوظبي للثقافة والتراث كما نمثل بلدنا الغالي التمثيل الحضاري اللائق، فماذا لو لم يعمل ويحرص مركزنا الإعلامي على نشر وانتشار خبر الحلقة التي حل فيها قايد الحربي ضيفاً كريماً على هيئة أبوظبي للثقافة والتراث؟ هنا ستكمن ام المصائب، كوننا نمثل هيئة أو مؤسسة رسمية معترف بها كواحدة من أهم الواجهات الإعلامية والفكرية على مستوى عالمنا العربي، ولكننا فعلنا ما بوسعنا لأجل ذلك والله أعلم، وها هي حلقة قايد الحربي ومحمد الصالحي كسائر الحلقات يتم تداولها في الخبر (المقروء) عبر أعرق وكالات الأخبار العالمية.
أعود لأقول بأن حلقة قايد الحربي وجميع الحلقات الأخرى قد تجاوزت العالم العربي إلى أن وصلت أوروبا، واخترقت الأمريكتين حتى، وثمة أرقام وأرقام تؤكد وتدلل على صحة وصدق هذا الانتشار، بل إنها تبصم على شهرة الخبر وعالميته، تلك الأرقام موثقة ضمن معايير وأنظمة العمل داخل كبرى المؤسسات الإعلامية في مختلف دول العالم، وتنطق جميعها باسم أنشطة هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، هذه الجهة التي فتحت أبوابها لتبني الأفكار العظيمة، كما هي تدعم المواهب الإعلامية وتهبها فتيل انطلاقتها نحو الأداء العلمي والمهني الأمثل.
:
أتمنى أنني قد أجبت في ردي هذا بشيءٍ مما أراد عقلك النظر الاستفسار عنه أخي الكبير أكرم التلاوي، وكن على ثقة بأنك وجميع أحبابنا في أبعاد كنتم ومازلتم محور حديثنا الذي نفتح أبواب مساءاته من عبق ذواتكم العليّة.
دمت بحب أيها الكبير.
.