أستاذ هاني النّجار , أهلاً بكَ في المقال ,
لما أتى ماركس بفِكرهِ الشّيوعي كانَت أوروبا تعيشُ في ظلِّ مناحراتٍ سياسيّة تباينت بينَ النظام الملكي , و من ثمّ مجيء نابليون و قضائهِ على المملكة الجرمانية و تحريره ثمانين مدينة و من ثمّ قيام الاتحاد البروسي و الحرب الألمانية الألمانية و ما تبع ذلكَ فيما بعد , كما كانت أوروبا آنذاك لا تزالُ تعيشُ في شبحِ سيطرةِ الكنيسة الكاثوليكيّة الّتي كانت تستغلُّ الدّينَ المسيحيّ لتكونَ هي القوّةَ الكبرى المسيطرة على أوروبا , و رغمَ أنَّ الكنيسة البروتستانتية انشقّت عنها في القرن السّادس عشر بعدما قام مارتن لوثر بنشر الفكر البروتستاني معارضةً للبابويّة و سيطرتها , إلّا أنَّ الفكرَ الأوروبيّ ظلَّ يعاني من ذلكَ التّعتيم على تطوير الفكر الذّاتي لكلِّ انسانٍ على حدى , و النّظام الملكي في فرنسا مثلاً كان خير شاهدٍ على ذلك .
كلُّ ما سبق يدفعني إلى القول أنَّ منشأ الفكر الماركسي أو الشّيوعيّ كان محاطاً بظروفٍ دفعتهُ إلى التطوّر ليُصبحَ منهجاً فكرياً في أوروبا و هو كانَ مناسباً جدّاً للوضع السّائد آنذاك .
الجملة بحدِّ ذاتِها ليسَت المُشكلة و المُشكلة برأيي طريقة التعاطي معها و تفسيرها , و هنا سأضربُ مثالاً أرجو أن يكونَ موفّقاً , إذا سألكَ أحدهم : لماذا سقطت التفاحة على رأس نيوتن ؟ ستجيبه بسبب جاذبية الأرض , و قد يسألك و ما سبب جاذبية الأرض تقول دوارنها حول نفسها و حول الشمس . فيسألك و لماذا تدور حول نفسها و حول الشمس فتقول بفعل جاذبيّة الشّمس لها و محورها المائل على مدارها , يسألك و ما سبب جاذبية الشمس فتجيب بسبب الحمم المنصهرة و المعادنِ السائلة في كتلة الشمس فيسألك و ما سبب انصهارها فتقول درجة الحرارة العالية فيسألك و ما سبب درجة الحرارة العالية .. اذا استمريت إلى هذا الحد من الاجابة تكونُ قد أنجزتَ انجازاً كبيراً , إذ أنَّ العقلَ لا يقبلُ بالمسلّماتِ فعلاً لكنّهُ يتوقّفُ عندَ حدٍّ معيّنٍ باقتناعٍ ذاتيّ .
بالنّسبة للدّين الاسلاميّ , فهناكَ تفسيرٌ لكلِّ تعاليمه , حتّى أنَّ وجودَ الذّاتِ الإلهيّةِ قابلٌ للاستنتاجِ و التأكد منهُ ببعضِ تفكّرٍ و تأمّل .
أكتفي بهذا مع أنَّ الموضوع شيّقٌ للغاية , و أعتذرُ عن الإطالة .
شُكراً لفكركَ أستاذ هاني .