منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - قِصصٌ تُروى .
الموضوع: قِصصٌ تُروى .
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-19-2009, 09:39 PM   #7
عائشه المعمري

كاتبة

مؤسس

الصورة الرمزية عائشه المعمري

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 897

عائشه المعمري لديها سمعة وراء السمعةعائشه المعمري لديها سمعة وراء السمعةعائشه المعمري لديها سمعة وراء السمعةعائشه المعمري لديها سمعة وراء السمعةعائشه المعمري لديها سمعة وراء السمعةعائشه المعمري لديها سمعة وراء السمعةعائشه المعمري لديها سمعة وراء السمعةعائشه المعمري لديها سمعة وراء السمعةعائشه المعمري لديها سمعة وراء السمعةعائشه المعمري لديها سمعة وراء السمعةعائشه المعمري لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي محمد سيف الرحبي


(صدر الريح)

دفنت رأسها في صدره ، احتضنت قفصه الصدري بقوة ، قالت : صدرك مملكتي ، لكنه حكم شجرة الدر ، غدا سيغادرني ، وأبقى وحيدة كأنني الليل .. ابتسم الرجل داخله : " أنت تلميذة في مدرسة الحب .. دعيني أعطيك دروسا أكثر " .. أغمضت عينيها ، وغابت في حلم العناق ، وحين أفاقت سألته عن مدى صلاحية الحب في صدره .. أجابها: " سيحميك من الريح".

في الصباح ،وبينما كل شيء يتلون بالذهب .. تناولت حقيبتها المدرسية ، وضمتها إلى صدرها بقوة .. كالرجل الآخر تماما : " أحب أيها النهار ، ذكرى حبيبي معي ، ولون كلماته تحفظه رموشي " ..

تناولت القلم وكتبت قصائد شوق ملونة ، رسمت صدرا يمنع موج الريح ، وامتطت غيمة بيضاء إلى حلم بعيد كشفافية الروح ، كالملكة المتوجة ، داعب خصلات شعرها بأصابع جميلة كساها عطر الحناء جمالا لا يضاهى.


الليلة الأخرى تتكدس في حقول الزمان والمكان ،والأمكنة تتحول إلى ضفاف شواطئها جزرا من الأقمار لا تنتهي ، وأمل تخضب كفيها من رائحة الانتظار أسفارا من صدر رجل العشق ، ولا تنتهي إلا في مواسم جفاف العاطفة .

جبينك سجادة بوح وغرام.

… وهي صامته تعبث بالحلم يفجره نهار الغد.

" أحب وجهك غائما وحزينا"

… يخفق رمشاها بدمعة حانية تستجدي آخر الحلم.

صدري بوابات مفتوحة اذ يضيق بك الرعب من الحياة.

… من وراء زجاج الدموع تتكسر نظراتها إلى صدره .. انه البوابة الوحيدة والبعيدة.

لماذا الصمت يا حبيبتي ، وبيننا بحور العشق تنتظر منا الإبحار ؟!!

… تلتقي نظرات الخوف ، ونظرة الرغبة ، عيناها تغسلان صمت اللسان وضجيج الجسد.

ما آخر الحلم؟!

حلم آخر.

وأين يقظة الواقع ؟!

واقعنا جميل ، بحر لا نهاية له ، لماذا نغتاله بحسابات الغد؟! ويومنا مدفون في وحشة الجفاف ، والأيام معركة الخاسر؟!!



الطريق إلى الجامعة تكسوه خفقات مطر البارحة ، أمل تصارع خطوات الأمس القريب ، ومن خلال السحب ترنو إلى قمر الليالي التي سهرتها تحلم بالحصان الأبيض .. الطريق يتلوى تحت عجلات الباص . والجامعة تبدو كأنها آخر العالم..

"السنوات تعبر جبينك يا أمل أسرع من عمرك" .. يا صديقتي من يأمن العاصفة ؟! .. " كانت نجمة تسكن القلب" .. وفي مرماها تتباعد السنون .. " اختاري قدرا ودعي النزيف يستمر ، قد يتوقف يوما ، قد تولد الحياة من رحم الموت " .

.. يا صديقتي ، الريح تهب بقوة على صدري ، والحمل يتلاشى ، وأنا …



هي .. والسكون .. وروزنامة هيبة الليل تتأرجح تحت ثقل العواصف .. أمل تختزل مساحات الظلمة ، وتجر أنفاسها إلى المدن البعيدة ، في الغرفة شمعة وكتاب جامعي أوراقه تسبح في فاء آخر .. الريح تعبث بلسان الشمعة ، وأوراق الكتاب .. تمتد يد مرهقة إلى الهاتف .. الستارة تخفق مع هياج الطقس..

الشمعة تكاد الريح تقتلها .

لكنه الليل يا حبيب العمر!!

الريح تأكلني ، فأين صدرك أقهر به محطمة الجبال ؟

الليل يزداد سوادا ، والريح تمزق الستارة ، والشمعة الوحيدة تأكلها الحلكة ، وقف الليل يدثر وجها كأنه بقايا أسطورة قديمة ، وسماعة هاتف تسقط ، وشيء يتهاوى كأنه آخر ما تبقى من أمل.

 

عائشه المعمري غير متصل   رد مع اقتباس