صلوات في الشارع
رحت ماشي
والطريق المنعوج فيني مثل وهج السراب
يلمس جفون القمر
يمسح كفوف السحاب
كنت ماشي
كانت أنوار المدينة , في زوايا أضلعي تنزف عذاب
كنت أسولف للظلام
عن صهيل الأسئلة , في صدري المجروح شعر
وسقسقة أطفال حولي يلعبون
وابتديت أجمع بداياتي معاي
كان وجه الليل يدّلّى على جنب الرصيف
كنت ماشي
ومرّت بجنبي بنية
فاتنة ... حلوة ... صبية
دارت الأرض بكياني
مسمرتني في مكاني
ثم دارت
اختفت
مثل الحقيقة في زمانات العذاب
ياااااه يا حلو البنات
ليه يا ربي كذا
بس حنا في السعودية نحب
بس حنا
من تمر وحده نطب
ليه يا ربي كذا
ورحت ماشي
واشتعل في خافقي إعصار من " ليت " ... و " إذا "
المساء المنكسر في داخلي مثل الزجاج
هز " فيزوف " ... وتمرد
واختفى كنّه سراج
كان ساجد في الكهوف العسجدية
في عيون السندباد
يستلذ الإنطواء
من تراتيل الرماد
كنت ماشي
وارتكى فيني صدى من ألف ليلة وليلة
فجّر حروفي شعر
واشعل أطرافي أهازيج , وبلابل
وكنت ماشي
كبلتني في يديها شهرزاد
واحملتني من طريقي
لِإرمْ ذات العماد
ودق جوالي , وشلته
انتظرتك
وانتظاري طال
إنتي يا إنتي , ويا أعذب سؤال
فاكرة لما تلاقينا على رموش السحاب
كان شارعنا القديم
صغيّر ... وجدًّا وسيم
ما يمرّه
آخر الليل ...
غيرنا إحنا الثلاثة
أنا وانتي
وطفل يصرخ في شراييني , وفي عينك أشوفه
كنت أغني لك , وكنتي تضحكين
كان ضحكك يزرع الشارع كرز
\كنت قدامك , أسافر
أشرب عيونك عنب
وأزرع خدودك أساور
انتظرتك
وانتظاري طال
كنت لما
أسكب عيوني على رفوف الدراسة
كان صوتك
يغزل دروبي , ويهمس لي : تعال
أرتمى فوق المخدة
ألعن سنين الدراسة
وأحضن أطراف الفراش
كنت أسولف لك , وأقول
كل جوال فــ حياتي
أشتريه
ما يجيني فيه صوتك
ما أبيه
ورحت ماشي
والزمن فيني تمدد
والمسا ما عاد يكتبني سنابل
والقمر ما عاد يتسلل عيونك
آآآآآه يا ضمة عيونك
والمراكب في شواطيها تسافر
كنّها مصر القديمة
أو سميراميس تمشي
وهي ترقى عرش بابل
ورحت ماشي
أقطع الشاعر وفي يدّي " منار " (1)
أجمل أزهار الطبيعة
وأصفى من ضوّ النهار
(1) ... منار , هذه بنتي
الثلاثاء
3 / 7 / 1428 هـ
17 / 7 / 2007 مـ