منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - صوت الكلمات
الموضوع: صوت الكلمات
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-25-2009, 12:06 AM   #5
محمد مهاوش الظفيري
( قلم نابض )

الصورة الرمزية محمد مهاوش الظفيري

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 726

محمد مهاوش الظفيري لديها سمعة وراء السمعةمحمد مهاوش الظفيري لديها سمعة وراء السمعةمحمد مهاوش الظفيري لديها سمعة وراء السمعةمحمد مهاوش الظفيري لديها سمعة وراء السمعةمحمد مهاوش الظفيري لديها سمعة وراء السمعةمحمد مهاوش الظفيري لديها سمعة وراء السمعةمحمد مهاوش الظفيري لديها سمعة وراء السمعةمحمد مهاوش الظفيري لديها سمعة وراء السمعةمحمد مهاوش الظفيري لديها سمعة وراء السمعةمحمد مهاوش الظفيري لديها سمعة وراء السمعةمحمد مهاوش الظفيري لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


الشعر كائن حي ينمو ويعيش ويتمدد ، وقد يصاب بالتخمة والترهل وفي آخر المطاف يموت كأي كائن حي في هذه المعمورة .
والشعر الشعبي يمر في هذه الأيام بمرحلة الازدهار والتوهج الأمر الذي جعل أساطين الفصحى يصابون بداء الغيرة ومرض الحسد من هذا الانتشار المتصاعد والمضطرد , لكن هذا الشعر يخلو من عملية النقد البناء ويفتقد الناقد الحاذق المتمرس الذي يقرأ النص قراءة جيدة ويهضمه هضماً ثقافياً واعياً ويتجاوز النص إلى مرحلة ما وراء النص , بعيداً عن الشاعر ومكانته الإجتماعية ومركزه أو محاولة التلصص عليه لمعرفة رصيده في البنك قبل الشروع في الكتابة عنه ، إلا أن النقاد الشعبيين ينطلقون من غريزة الحب أو الكره أو الجوع في كتابة أي مشروع نقدي ولهذا أصبحوا عبارة عن مجموعة من المرتزقة الذين يسعون إلى الثراء أو البروز من خلال ما يكتبون عن هذا أو ذاك ، فتجد أن النقد – عندهم – محاولة للتهريج الصحفي أو التطبيل الإعلامي ولا يستغرب أن يبعث " الناقد " بدراسته النقدية " إلى الشاعر المعنى بالدراسة " لأخذ رأيه بها أو إبداء بعض الملاحظات عليها ، أو إضفاء بعض النصائح التي تكسبها صفة الشرعية ، ورشها بالبهارات الصحفية من حذف أو زيادة أو خروج " الناقد " من منزل " المنقود " بعلاقة حميمة أو سيارة جديدة .
وأنا حقيقة لا أستغرب هذه الفوضى الأدبية في الساحة الشعبية لأن أكثر الجمهور جمهور سمعي ليست لديه الرغبة في القراءة الحقة أو الإطلاع المتمرس , فتجد المجلات الشعبية التي تهتم بالشعر مكدسة على أرفف المحلات , بينما تنفذ صحف الرياضة والفن الهابط فور نزولها الأسواق . وكذلك الشاعر الشعبي ليست لديه الرغبة أو الاستعداد لتقبل النقد خصوصاً إذا اظهر عيوبه أو نواقضه كشاعر لا كإنسان ، ولهذا تعتبر عملية التأثر بالآخرين من أكبر الجرائم التي توجه إلى الشاعر الشعبي ، فيثور هذا لكرامته ويزبد ويرعد , وكأن الساعة قد قامت فينفي عن نفسه هذه التهمة , ولا يعلم هذا الشاعر أن الذي لا يتأثر لا يستطيع التأثير , ومادام الشاعر يتأثر بإبداعات غيره من قدامى ومحدثين ، فهو إنسان واعٍ لديه القدرة على هضم تجارب الآخرين والخروج عليها وتجاوزها فيما بعد .
يقول ديكارت : أنا أفكر ، إذن أنا موجود , فالإنسان الذي لديه القدرة على التفكير هو أكثر الأحياء إحساساً بما حوله , والشاعر الذي يتأثر إنسان يفكر ومادام يفكر فهو شخص طبيعي متواصل مع العالم الخارجي ، إيليا أبو ماضي كان متأثراً تأثراً كبيراً بالشاعر أبي العلاء المعري ولكن مع تعاقب الأيام وازدياد نضج التجربة الشعرية لدى الشاعر إيليا أبو ماضي , هضم تجربة المعري وتجاوزها فصار له أسلوبه الخاص ونهجه المتميز حتى أصبح من أهم دعائم الأدب العربي الحديث والمهجري على وجه الخصوص .
قد يصاب أحد بدهشة من قراءة هذه السطور ويتساءل : لِمِ كتبت هذه الأسطر ؟! ولماذا جاء هذا المقال ؟! ويكون الجواب على جناح السرعة , هو ذلك الحوار الذي أجرته مجلة الغدير في عددها الصادر في شهر أكتوبر 1997 مع الشاعر المتميز والكاتب المتألق فهد دوحان , الذي شعر بنوع من الإهانة عندما سمع أنه متأثر بزيد أو عبيد من الشعراء , فصال وجال في الذود عن نفسه متحدياً الصحفي الذي أجرى معه اللقاء على إثبات هذا الإتهام هو أو غيره بالدليل القاطع متناسياً - أو انه لا يعلم – أن البحتري وهو من هو بين الشعراء كان صورة مصغرة لأبي تمام وبدر شاكر السياب وهو في أوج مجده الشعري كان متأثراً بالشاعر الإنجليزي – الأمريكي تى – اس – اليوت ، والدكتورة سعاد الصباح طالبة تخرجت من جامعة نزار قباني .
آمل من كل قلبي , ألا يثور الشاعر فهد دوحان , عندما يقرأ هذه السطور , فالشاعر الذي لا يستطيع إثارة الطرف الآخر – سواء سلباً أو ايجابياً – غير جدير بالاهتمام ولا يستحق البقاء في حركة الشعر ومجال الثقافة .
وفي آخر المطاف أود توجيه شكري وتقديري العظيمين لفهد دوحان على ما قدمه من خدمات متميزة في إثراء الأدب الشعبي من خلال ما خطه ببراعة نثراً وشعراً

 

محمد مهاوش الظفيري غير متصل   رد مع اقتباس