منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - صوت الكلمات
الموضوع: صوت الكلمات
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-25-2009, 12:07 AM   #6
محمد مهاوش الظفيري
( قلم نابض )

الصورة الرمزية محمد مهاوش الظفيري

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 726

محمد مهاوش الظفيري لديها سمعة وراء السمعةمحمد مهاوش الظفيري لديها سمعة وراء السمعةمحمد مهاوش الظفيري لديها سمعة وراء السمعةمحمد مهاوش الظفيري لديها سمعة وراء السمعةمحمد مهاوش الظفيري لديها سمعة وراء السمعةمحمد مهاوش الظفيري لديها سمعة وراء السمعةمحمد مهاوش الظفيري لديها سمعة وراء السمعةمحمد مهاوش الظفيري لديها سمعة وراء السمعةمحمد مهاوش الظفيري لديها سمعة وراء السمعةمحمد مهاوش الظفيري لديها سمعة وراء السمعةمحمد مهاوش الظفيري لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


الشعر نابع من الشعور . حقيقة يعرفها أبسط البسطاء ولكن لحظة كتابة الشعر ظاهرة يلفها الغموض .
هل هي من صنع البشر ؟!.
أو أن هناك عوامل خارجية تدفع الشاعر إلى كتابة القصيدة ؟؟!!.
السؤال محير ، والجواب غامض ، والحديث في هذا الموضوع ممتع ولذيذ .

لا يوجد مصطلح ثابت تتفق عليه جميع الأطراف يعرف لحظة الكتابة الشعرية ، لأن من علامات المصطلح أن يكون مقبولاً ـ ولو نظرياً ـ لدى العاملين في هذا الجانب أو ذاك . وعلى هذا الأساس كان لكل أمة رأي في تفسير أو تعريف لحظة الكتابة الشعرية .
ولهذا نحن لا نعجب من الفرزدق عندما يكون خلع ضرس من أضراسه أهون عليه من قول بيت من الشعر في بعض الأوقات ، لأن الشاعر الحقيقي لا يأتيه الشعر متى أراد أو شاء . كما أن الحالة التي يكون عليها الشاعر تختلف عن حالته الطبيعية وقصة الشاعر جرير مع أحد خصومه وهو الراعي النميري مشهورة جداً ، عندما بات ليلته عارياً هائجاً ثائراً يروح ويجئ حتى ظنت عجوز في الدار أن الرجل مجنون ، وكذلك أبو تمام إذا أراد كتابة قصيدة يجلس في صهريج مغسول بالماء ، وأبو نواس لا يقول الشعر إلا إذا انغمس في الشراب وصار في منزلة بين السكران والصاحي . وكم كان الشاعر طلال حمزة رائعاً عندما التقط لنا هذا المشهد ولفت أنظارنا إلى هذه الصورة .



ولو يسألون الناس وش أعجبك فيهقولي لهـم شفتـه بحالـة كتابـة


وفي هذه اللحظة ، هي حالة التجلي العظمى مع الشعر , والتي يصعب أن يعيشها أو يمر بها أي شاعر .
والإنسان منذ القدم وقف حائراً ومذهولاً أمام تفسير هذه الظاهرة ، إذ اعترها الغربيون لحظة من لحظات الجنون أو النبوة فالشاعر إما أن يكون مجنوناً أو نبياً , وفي بعض الأحيان يكون مجنوناً ونبياً في نفس الوقت . وفي هذا السياق اعتبر سقراط خيال الشاعر نوعاً من أنواع الجنون العلوي . والظاهرة نفسها جعلت العقل العربي منذ العصر الجاهلي يقف حائراً أمام لحظة الكتابة الشعرية ، مما دفعهم إلى الاعتقاد بأن الشعر شيطانان ، فمن لازمه " الهوبر " حسن شعره وجاد ، ومن لازمه " الهوجل " ساء شعره وفسد . ولعل هذه الفكرة – وهذا رأيي – مأخوذة من الفلسفة اليونانية حيث ذكر إفلاطون أن كل شاعر متبوع بأرواح خيرة أو أرواح شريرة , والفكر اليونلني الوثني المرتبط بالآلهة , التي تعيش في أعالي الجبال , انعكس على العرب , وهم أمة صحراوية , فإن عوالمها الخفية وهم الشياطين , يعيشون في إحدى الوديان , وهو وادي عبقر , المعروف بالأدب العربي .
وقد اهتم أبو زيد القرشي صاحب كتاب " جمهرة أشعار العرب " بهذا الجانب الغريب , حينما أورد حكايات متنوعة لـ " شياطين الشعراء " يأبى العقل السليم تصديقها ، كما أن الشاعر الفرزدق كان يتفاخر بأنه كان صديقاً لابليس وابنه ، ولا ننسى في هذا الجانب ذكر وادي " عبقر " المعروف في الأدب العربي بأنه وادي الجن .
وبعد أن قمنا بهذه الجولة الميدانية أرى أن الشاعر الحقيقي ما هو إلا " أنثى " غير أنثى الإنسان ، أنثى من نوع آخر وطراز آخر ، والشاعر المبدعة أنثى فوق العادة . ولحظة الكتابة الشعرية نوع من أنواع " المخاض " فالشاعر المبدع يشعر بهذا " المخاض الشعري " قبل كتابة القصيدة بلحظات أو بيوم أو أيام . وفي هذه الحالة يلتقي الشاعر بالأنثى الحقيقية عند نقطة المخاض ، والقصيدة عندما تكون في كيان الشاعر تشبه الجنين الذي في رحم أمه ، ولا تعرف الأنثى الحقيقة " الحامل " الراحة أثناء المخاض إلا إذا خرج الجنين منها ، وكذلك الشاعر المبدع لا يشعر بالراحة إلا عند الإنتهاء من كتابة القصيدة وعندها يشعر بأنه ولد من جديد .

 

محمد مهاوش الظفيري غير متصل   رد مع اقتباس