منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - ضـــــيقٌ وااااســــع (مصافحة أولى)..
عرض مشاركة واحدة
قديم 12-15-2006, 06:11 AM   #1
حنان التميمي
( كاتبة )

الصورة الرمزية حنان التميمي

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 18

حنان التميمي غير متواجد حاليا

افتراضي ضـــــيقٌ وااااســــع (مصافحة أولى)..





نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

أبحث عن بداية ..
فكلُ النهاياتِ تتماهى فيُخيلُ إلينا من تشابُهِها أنها واحدة..
بداياتُنا دائماً مُفعمةُ بالتألقِ والثقةِ والحياةْ ..
عكس النهايات المُفعمةُ بالبلادةِ والفقرِ والموت..
:
:
أُقدسُ البُكاء وطُقوسه , وأرغبُ بهِ اليومَ ضيفاً ثقيلاً
ارغبُ به ليس لأجترَ ألامي وأحزاني وأنِصبُها شِراعاً أتقرفص أسفلهُ وأندبَ حظي العاثر.
أرغبَ بالبُكاء الذي يجلو ذلكَ الغِشاء الرقيق الذي يُغلف عيني
ويقفُ حاجزاً قاتماً بيني وبين الواقع..
البُكاء الذي يجلو الحقيقة..
البُكاء الذي يُرتبُ المشاعر ويُنظم فوضى الخيبات ، ويبعثُ على صفاء ذهني عجيب,, فتتضح الرؤيا.
:
:
قراراتي الصائبة والحكيمة دائماً لا تصدُر إلى بعد تفكير مُجهد أو بُكاء صادق أو صلاة عميقة.
مع كل بُكاء أذكُر قول أمي كي تُذيب الحَرج الكامن من وراء البكاء
" البُكاء يعقم العين ويطهرُ القلب "
فأبكي أكثر بسبب تلك الدعوة الصريحة للبكاء..
لأني على عِلم بأني لو كُنت ذكراً ولست أُنثى لما دعتني للبُكاء وحببتهُ إلى نفسي..
لكن ميولنا الأُنثوية المشتركة تُبقينا دائِما على اتصال.
:
:
أدُس أنفي في كل شيء..
كي لا أشُمَ رائِحة غيابك الرطبة.. اللدِنة.. الحية دائماُ وكأنها لا تجِف ولا تَتَقلص ولا تفنى ..
تتشبث في خلايا ذاكِرتي كمشيمة على جِدارِ رحم ..
تُرافقني كلعنة
تتحجر كقِلاع طينية
وتنتشر كأورامٍ سرطانية,, تأبى أن تقف سوى للموت..
:
:
كم من المرات نَفضت فِراشي
الذي باتَ ساخناً كثيراُ من فَرط ِ حرارة جسدي التي ما كانت لتنطفئ
مُتأففةٌ بِعجز من نَوم لا يأتي.. ومن أيامٌ لا تمر.. ومن عمرٌ لا يمضي.. ومن روحُ لا تموت ..
أحملُ عِلبة سجائري وأقصُدُ سَطح بيتنا وحدي..
لا شيء معي سوى دُخان أبيض احبسه طويلاً في رِئتي
أنفثُ مِنه القليل أما كثيره فأعلمُ بأنه تَسَرب داخل عروقي ليسد مجاري تِلك العروق بِبُطء مُمِيت.
:
:
أمشي لعل الشوقَ يطير
والروحَ تطيب من حنينٍ جردني الدِفء ..
من فقدِ يفقرني النور والخير والماء والفراشات..
أمشي لإعتقاد قديم في نفسي
لرغبة داخلية عميقة ومتأصلة بأن المشي يُخفف من حِدة المشاعر المحزنة أو المفرحة..
ويبعث على التوازن النفسي ..
:
:
لِماذا هذهِ الليلة مُختلفة؟
لِماذا كان الليل معكَ ليس الليل الذي أعرِف..
كُنا نَصرمُ الليل سويا فيبدو – في أعيننا – أجمل رغم البعد
أجمل رغم تثلماته ونتوئاته البارزة..
:
:
كان ليلُنا كليالي عِشق باريسية..
كنتُ أنتظر الليل ككلِ العشاق..
أنتظِرُ همسَاتك الشفافة تتراقص على أهدابي قبل أن أغفو.
لماذا أصَبو إليك اليوم صَبا أجهلُه في نفسي..
:
:
حلُمت يومها بأن أصابع يدي تسقط
فأدركت أنك راحل
لامحالة
فصَمت
:
:
صمتُ لأن القَدر لا يقبل النقاش والنقاش معه .. يزيد من توهجه
وكنتُ أُريده ان يترمد..
أردتُ ان افقدكَ بأقلِ قدرٍ ممكن من الفجيعة
:
:
اخر ما علِق في ذهني منك
وجهٌ مشدود .. عُروق جحظت .. تشُق طريقاً في جسد صلب .. فتَمايلت مساراتها !!
:
أخر ما علق ..
حُضورك .. المتخم بالألم ..
الباسق بالوجع
:
:
رحلت .. بعد أن بذرت خيبتك على أرضي ..
وجعاً .. ونزفاً .. وخطيئة
فتشجرتَ داخلي
/
/
كفسائِل النخيل ..
كشجرةِ سدرٍ عتيقة .. لفظت عُروقها .. فتصلبتْ ..

 

التوقيع

يمكننا أن نُجيد ألاف اللغات , لكن هناك لغةٌ واحدة تملك القدرة على هز جنونا وأحلامنا من الداخل
:
واسيني الأعرج


التعديل الأخير تم بواسطة حنان التميمي ; 12-15-2006 الساعة 06:18 AM.

حنان التميمي غير متصل   رد مع اقتباس