منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - أقلُّ من مَوتْ‘ أكثَرُ مِنْ احْتضَارْ../!
عرض مشاركة واحدة
قديم 05-30-2009, 02:32 AM   #5
دانا البراهيم
( كاتبة )

الصورة الرمزية دانا البراهيم

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 17

دانا البراهيم غير متواجد حاليا

افتراضي حُنجُرةٌ مُعلّقة ../!






واقِعُنا سمينٌ بِ العثرات، فَ لاتقفْ معها ضدّي؛
تعال، و أوثقني بِ رئتيكَ أكثر؛
محمومةٌ أنا؛ وأحتاجُكَ حتى العظم ../!



أحد الأشياء المضحكة التي تعيشُ معي أنني أجلدُ نفسي دائماً بِ قهوة مُرّة سوداء ثقيلة، عنيفة حادّة ساديّة مُخيفة.. إلخ، وذلك كّلما حنِقْتُ مِنّي عليّ، وحين تتأتّى بِ جواري عينُ الرضا عَلَيّ، أجدني قد بدأتُ أدللني بِ قهوة فرنسية بِ نكهةِ الـ hazelnut !،ولكن../!
بما أنني أمُرُّ بِ أحدِ الأيام في حياتي التي تشهدُ سنَامَ الألم والفَقدِ والتيهِ (على الإطلاق)، فَ هاهي الحسناءُ الفرنسيةُ ترقدُ بِ اشتعالٍ بدأ يملُّ فوقَ مِنضدةٍ زواياها بدأت تهرم رغمَ أنني أخشى أن أفقدَ جزءاً عظيماً من عقيدتي تحت وطئةِ هذا البؤسِ المعتكف في داخلي، والصّدماتُ المتناسلةٌ مثنى ورباع ../!

رغمَ السجائرِ المنتحرة التي تعاتبني تحت سريري، ورغمَ أكوابُ القهوة التي ركلتُ بها معدتي، ورغمَ البكاءِ المكثف والإضرابِ عن الطعام والتـّوحدِ في الصّومعة، وكلّ الممارساتُ التقليدية المعروفة في مثلِ هذه الحالات، إلا أنني لازلتُ أفزعُ كلما بدأتُ في تلاوةِ مامضى عليّ في هذا اليوم المنكوب!، لا أجيدُ صياغةُ برمجاتٍ عصبيّة لِ نفسي رغمَ فصاحتي بها معَ المتخاذلينَ غيري، ولا أعرفُ إحباطَ محاولاتِ الشرّ حينَ أحاولُ النّسيان والتـّملّصَ من الواقع، ولا أفقهُ حجمَ الوجعَ الذي ينشترُ في صدري بِ طريقةٍ بربريّة؛
فما مصيرُ هذه الرجفات .. الله وحدهُ من يجيدُ التكهّن ../!

أمِنَ المنطقِ أن اصف هذا اليوم بِ أنهُ يومٌ (حادّ) ؟!؛
تباً لي.. لا تهتَمّي بِ المنطق في هذه السّاعة، لستِ تُخاطبينَ أحداً، أصابعكِ وحدها من يحاولُ ترجمةَ أحداثٍ متسارعة في جوفٍ كهل، لأنكِ يا غبيّة لا تفهمين عندما تفكّرين بِ طريقةِ الإنسِ (مُصمَتة)، بل تزدادينَ عمقاً في اتجاه الجاذبيّة، على طرازِ الوحلِ الجائع، وها أنتِ تُلبّينَ نداءاتَ الشتاء، فَ تحمّلي ../!
(وحدكِ طبعاً)



يارب، تضرّعٌ جديد؛
إني أسألكَ أن تنتشلني من كل هذه الفوضى وترميني لِ عالمي الذي فطرتني عليه؛ وشكَرتُكَ كثيراً على ما وهبتني إيّاهُ، رغمَ النقصِ والوجع و الموتُ المتردّدُ كل حين ../!
آمين..



-][-



 

التوقيع




لأنهم يعلمون بأن رحيلهم مفجع ،
دائماًيرحلون ../!


دانا البراهيم غير متصل   رد مع اقتباس