منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - ثرثرة
الموضوع: ثرثرة
عرض مشاركة واحدة
قديم 06-17-2009, 12:28 AM   #50
عبدالله الدوسري
( كاتب )

الصورة الرمزية عبدالله الدوسري

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 52

عبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي تعلّق قلبي ،،


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


وجه قادر على استدعاء عالم متكامل بأسرة ،،
وعينان يستيقظ عليهما الصباح بعد حلم مترامي المدى ،،
وقد ينقلب النهل من متعة الحياة سقوطا أردنا أم لم نرد ،،
وما علينا إلا أن نصبر حتى تلوح لنا الكواكب وتذوى الأوراق وتذبل وتموت ،،

* * *

فيقطب الكون ليكتسب صلابة يطرد بها حنان الدمع ،،
لعلنا لم نكن في يوم من الأيام أقرب ما نكون لبعضنا مما نحن اليوم ،،
يخيل إلي أننا نحوم حول منبع واحد ،،
كثافة الغبار لم تحتاج إلا نفضة واحدة ،،
وها هو الابتسام يتباهى بمولده ،،
فتساءلت بلهفة أرضت عواطفي : هل سأراك كثيرا ؟! ،،
فقال بعمق : في أي وقت تشاء ،،

* * *

نبض يافع ،، نبض في ساعاته الأولى ،، قاس غير مسالم ،، يحتضنه الليل ببرود قاتل ،، لا مراء في ذلك ،، فحلمك القديم انسلخ من جلده ،، ها هو يركض لاهثا وراء نداء غامض مخلفا وراءه حفنة من تراب أبيض ،، ويأبى الليل إلا المضي بما يداعب رياحه وما يضني من حديث ،، ذلك الحديث الذي يأتي من مكان بعيد يخترق حجب الموت وينفذ من طريق الحياة ،، يختطف الشعور الذي أجده قبل أن أحققه ويصل الخاطر قبل أن أستتمه في ذهني ،، لا أجهر بسؤالي ولا أخافت به ،، فإن لظلامه أذانا تسمع النجوى ،، يتغلغل بها في الأعماق ،، من الجبل إلى الحجر ومن البحر إلى القطرة ومن الجنة إلى العشبة ،، عناق هامس في كل موضوع ثمين غسلته القبلات ،، حتى لتمطر الأشياء في نفسي هفهافة كطيف ،، خفاقة مضطربة ،، يقتنصها الودع ولو كانت كرات من طين مندوف ،، يقتلعها القمر من الجذور طالما هي غضة طرية رغم تتابع أنامل الحنين في عجنها ،، سقيا بركة ،، لم تدخل في فرن الجمود والفتور بعد ،، حتى فقد الضوء الوزن والتوازن ،، وانغمس في شعور كامل الفتنة ،، استقبل به عالما لم يطرق قبل ،،

* * *

سأسبح أو أطير بذلك الضوء الهادئ كدرجة السحر بلا نهاية ،، وبلا نهاية سأستسلم لتلك النبرة الناعسة وما تفضي به من أشواق ،، وما ينفلت من جسد الليل إلى الحقيقة المطلقة ،، كالشجرة التي طالت السحاب لا يخفى لها أريج أو سر ،، ثملة بنشوة وارف الخفقات لأنفاسها المتأصلة في منابتها ،،
قلت : استمعي معي لهذا اللحن ،،
فقالت : أنا أتحدث بجدية وها أنت تعبث ،،
قلت : لا يوجد هم لك لم يكن أكبر اهتمامي ،،
ابتسمت وقالت : يا سلام ،،
ثملت بالوجود فقلت : إنك أعذب من قطر الندى ،،
أعادت خصلة من شعرها كانت تحجب إحدى عينيها وهي تقول : حسنا ،، إذن نحن متفقان على ما أخبرتك ؟! ،،

إذن لنستمع إلى حديث الوتر ،، فقد ينشأ من ذلك موقف غريب في الأشياء ،، وقد لمست ذلك مرة عندما ثرثر اللقاء حتى كاد أن يلج الأضرحة القديمة ،، فرأيت كيف تلقيت رياحه ،، وتشاركنا صمت طويل ،، دل على العتاب والذهول ،، نظرت إلى لا شئ ولعنت كل شئ ،، وراح القلب يجتر آلامه ،، أثر في الماء الراكد حديث الصمت حتى هز جدران البئر ،، الاتهام نثار أعصاب وغضب وقتي لا قيمة له ،، ولكن مقابلة الرغبات الكامنة بثورة تجاوز حدود الحكمة هو ما لا يمكن لملمته ،،

فالحقيقة أن هذا المكان يشتت الإرادة ويسلب المنطق ،، معبد للقوة والخطايا وحقل للتجارب ،، ينشر النبض في زمان الوداع ،، يغرس المصابيح في الطريق الرنان ذي الإيحاءات اللا نهائية ،، قادني مصير حتمي نحو السحر الفاتر ،، شئ أرعشني كجرس تنبيه ،، انحصر الوعي كله في اتجاه واحد ،، انسحب كل شئ كأصداء متلاشية وأبحرت بدفعة من المجهول ،،

استقبلت النظرات بالدهشة واللذة ،، فالتهمتها وإن لم أدر ما معنى أكثرها ،، إلا أني رضيت بها عن كل شئ في الوجود ،، ووجدت فيها ما أتطلع إليه ،، ذاك سجني فلأقنع فيه بلذاتي وألمي ،، إنه سجن مفتوح الباب ونوافذه ناعسة ولكن لا سبيل إلى تجاوز سطوة عتبته ،، ولم أجد من متنفس غير أهداب الأحلام بين ذراعي الأفق ،،

* * *

- خيل إلي أنك رحلت ،،
- الأجسام في المرآة تبدو دائما أقرب ،،
- تمنيت ذلك ،، وتبدد ما تمنيت ،،
- في زمن قديم شاهدت أناسا يعبدون الشمس ،،
- فهل أقبع في آخر الصفحة كعنوان للأمل ؟! ،، أم أتمدد حتى أمسك بالبعيد ؟! ،،
- ها نحن نلتقي لنتقاسم الصدى ،،
- إنك تحلم بحياة الطيور ،،

* * *

طاف القمر وجال بأقنعته حتى أخذ يمسح على شعور غيمة ،، فجرت في تيار صوره خواطر غريبة لعل باعثها المكان ،، فطرح على نفسه هذا السؤال الخطير : كيف يكون رحابي لو خلا من النجوم ؟! ،، اقشعر حتى كاد أن يكسر مرآته ،، بيد أن خياله لم يمسك عن الهذيان ،، فتتابعت المناظر أمامه واستسلم لمشاهدتها في حزن ثقيل ،، تائها حائرا كمن ضل سبيله في الحج ،، ولمس عجزه عن الدوران حتى انتبه إلى مداره المرسوم في فزع فأحس بالدمع متلألئ على شعاعه المطروح فوق أديم الأرض ،، وطاردته الذكريات حتى تركت فيه آثار عميقة وخسوفا من الألم والحنق ،، ولازمه هم مقيم وراح يفكر في العبث السقيم الممتد من الميلاد حتى الموت ،،
وانثالت الخواطر على الأفق ،، وشكا كل ٌ بثه وهمه ،، وامتزجت الأحزان بالبسمات ،، حتى انتهى اللقاء وتعلّق الحظ في جو عابق بالمنى والأشواق ،، وعاد خلف الأسوار ليكمل الحديث في الحديث ،،

 

التوقيع

المتشرد

عبدالله الدوسري غير متصل   رد مع اقتباس