عنّي أنا سأقرأُ الإهداءَ هكذا :
إلى الغيابِ القادرِ على قلبِ الأسرارِ الصّغيرةِ حبّاً على فقد ,
إلى الدّوائرِ البادئةِ دوماً بلا نهاياتٍ موجعة ,
إلى الوجعِ لا يفرّقً بينَ حبيبٍ و هاربٍ بظلّهِ من الموت ,
إلى ترفِ الأشياءِ الجميلةِ حينَ يأخذنا الجوعُ عنها ,
إلى شراعٍ يحاربُ عتادَ البحرِ و على يسارهِ خيطٌ مهترئٌ ينسلُّ بهدوء ,
إلى البكاءِ حينَ يختمُ الرّسائلَ بنفسِ طابعِ أوّلها ,
إلى العصافير تهاجرُ و تتركُ أغنياتِها في العشّ فتكبر ..
ثمّ بعدَ الألفِ المرتجفةِ الواقفةِ على نقطةٍ واحدةٍ مثلَ مالك الحزينِ في يومٍ صيفيٍّ بارد ,
سأرتّبُ البكاءَ في عينيّ و أعدُّ على الحروفِ تلافيفَ الذّاكرةِ برويّةٍ كما علّمتني حروفكُ هنا يا مروان ,
و أستعيدُ الإهداءَ ..
حقَّ للنّصِّ أن يكونَ مُدهشاً بعدَ كلِّ هذا الارتباك الّذي خلقَهُ في المفردة ..
ياؤكَ عاليةُ الموجِ يا مروان ,
تخلقُ ثورةً على جميعِ الشّطآن .