منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - زاوية قائمة
الموضوع: زاوية قائمة
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-24-2009, 02:26 AM   #1
صبا الكادي
( كاتبة )

الصورة الرمزية صبا الكادي

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 16

صبا الكادي غير متواجد حاليا

افتراضي زاوية قائمة


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


عندما تجد العديد من الأمور ترتكز عليك تجد نفسك بمثابة زاوية قائمة في حياتك وحياة الآخرين.
ولا يحق لك تغيير الاتجاه حتى لا تخل بنظام الحياة في جدولة تصرفاتك وتصرفات الغير.
ومن باب الإجهاد والتعب فمن حقك الانحراف ولو بدرجات بسيطة.(على مسؤوليتي)
فأما تكون متسع لتتحول لزاوية منفرجة وتحتوي هفوات الجميع وهفواتك ولا تدقق في التصويب،
أو تضيق فتكون زاوية حادة لا تحتوي سوى نفسك دون التفكير بنفسك والقاسم المشترك بينهما
هو اللامبالاة بما حولك والأفضل أن تبدأ بشخصك.
النظام والسير على مبادئ معينة شيء رائع في الحياة ولكن أرى الاستمرارية عليه تولد الملل ومن ثم
القصور ولذلك لعلاج مثل هذه الحالة عِشْ لحظات بإحساس اللامبالاة ولكن دون خسائر تلحق بالغير.
اتبعُ هذا الحالة بين الفينة والأخرى أوقف عقلي عن التحليل وليس التفكير واجعل مشاعري في الصيانة
( لا انفعال ولا حزن ولا بحث عن حقيقة ترضي الغرور الإنساني لا عناد ولا رضوخ) حتى يتم التجديد والتغيير.
وأعيش دون البحث عن مبررات لتصرفاتي أو تصرفات الغير فمن حق الجميع في نظري لحظة اللامبالاة فهي
بمثابة "فلتر"للعقل والجسد والروح.يعمل جهاز الاستقبال لدي ولكن الإرسال متوقف وربما عطلت الذاكرة
حتى لا يتم التخزين.
تختلف موازين الأشياء من حولنا لظروف الحياة ومازلنا نحن..نحن نضيق من التغيرات الطارئة
في مجتمعنا وكيف انه باتت اغلب الأمور تخالف مبادئ وأفكار تربينا عليها ولكننا لم نسعى لتغير الذات حتى
نستقبل كل تغيير بوعي أكثر وبصدر أوسع فإما قومنا التغيير برأي سديد وببينة واضحة أو تقبلناه على
مضض وطبعا أدعو أن يكون التغيير للأفضل .
ولا تثريب عليك إن كان للأسوأ دون تعمد فليس هناك من هو معصوم من الخطأ ولكن تعلم من خطأك وستعود
لصوابك بشوق.
حالة اللامبالاة حالة أجد فيها استرخاء ولو للحظات بسيطة اكسر فيها روتين النظام والمراعاة
والدقة والانضباطية القاتلة التي تفرضها علينا سُنن حياتنا:أتغافل عن أمور عدة اعلم واثق أن غض البصر
عنها خير وسيلة لاستمرارية التعايش مع الغير وقبل ذلك مع نفسي ك كائن بشري من حقه التقاط أنفاسه
وهو يجري خلف إرضاء الجميع مهما تباينت أفكارهم و مبادئهم .
ولكن أعود وانوه بان لا يلحق تصرفي هذا الضرر بالغير.(وإلا هنا اخلي مسؤوليتي)
مواقف كثيرة تجعلني اضرب بعض الأمور عرض الحائط وربما بالأمس كنت أحرص عليها وربما كذلك
في الغد أو بعد الغد أعود لأهتم بها واجعلها نصب عيني،ولا أقصد هنا المبادئ الدينية التي هي عصب حياتنا
ولكن اقصد التعامل بوجه عام ،بعض السلوكيات،وبعض الأعراف والتقاليد التي قد تخالف شرعاً .
فمن الصعب دوما أن تكون في الوضع الذي يرضي الجميع دون التفكير بنفسك أو كيانك
أو أن تُجبر على أن تنظر للحياة من منظور العادة والمتعارف بين الناس.
ولربما رؤية الأمور رأس على عقب تمنحي رؤية أوضح و الإبصار من زاوية أخرى.
قد ترونها أنانية ولكن أراها أنا أنها وسيلة لتجديد العطاء عندي وتحسين التعامل مع الغير للأفضل
لذلك عندما أكون في حالة اللامبالاة فعلى الجميع تنحيتي من هندسة الحياة ليوم يومين وقد تكون مدة أطول
فأنا أتوقف عن العمل الذهني تماما واسترخي فقط وابتسم دون نقاش أو فرض رأي أو تقويم سلوك
أو اجتهاد في مراعاة نظرة الغير لتصرفاتي،أو إقلاقهم بنظرتي لتصرفاتهم.
ولكن لا أخفيكم الجميع يخاف من هذا الهدوء الذي يعتريني وكم سمعت"هذا هدوء ما قبل العاصفة"
إذ لم اسمع التعليق العامي(شكلك فاصلة) لأبتسم حينها وأنا لا أعرف ماذا سأكون عليه في الغد.
وختامها مسك
"قال الإمام أحمد: تسع أعشار العافية في التغافل."وفي مقولة أخرى :"التغافل تسعة أعشار حسن الخلق"
رحمك الله يا أمامنا سمعت مقولتك من إحدى الأخوات بعد كتابة المقال بأيام لأجد فلسفتي الفارغة في بضع كلمات منك .


كتبت مقالي هذا وأنا في طور الخروج من حالة اللامبالاة(ابشركم) ولكن لازمني سؤال:
عندما يستمر وضعك كقائمة زاوية ألا تشعر بألم شديد في ظهرك!!

 

التوقيع

فراغٌ مُزدحم..


التعديل الأخير تم بواسطة صبا الكادي ; 09-24-2009 الساعة 02:28 AM.

صبا الكادي غير متصل   رد مع اقتباس