فنّاني المشاغب أحبّ المناسبات التي تستدعيّ الحديث عنه, قبل فترة أعلن متحف البرادو أن لوحة The Colossus "العملاق" لم تكن لغويا! وأنّها ربّما لأحد تلاميذه واستبعدت من معرضٍ للفنّان باعتبارها لوحة غريبة عنه!!
كان ذلك الخبر صاعق لكلّ محبّي الفنّ خاصة الاسبان وفنّ غويا بالتحديد وهي أشبه بالصاعقة التي حلّت على متحف برلين بعد أن تم طرح شكوك حول صحّة نسبة لوحة "الرجل ذو الخوذة الذهبيّة" لرامبرانت!
اللوحات كالقصائد لكم أن تتخيّلوا كيف سيستسيغ الناس مثلا كون معلّقة عنترة ليست له! أو ماشابه , الرسم مثل الشعر الرسّام\الشاعر يترك نفسه مُلقى وبالإمكان رؤيته خاصة أمثال غويا الذي كان يغرس العديد من الألغاز في لوحاته وينتقد بشدّة البلاط وهو تحت رعايتهم لم يكن إلا شخصا من عامة الشعب متواضع التفكير نسبيّا ينقل بساطة الشعب في لوحاته وفي لوحة العملاق صوّر الغزو الفرنسي على أنّه عملاق يرعب الناس الفكرة مستساغة أن تكون من غويا لكن الشيء الذي أثار حفيظة النقّاد مظهر الحيوانات باللوحة لم تكن تشبه حيوانات غويا على الإطلاق وعل وصف مسؤولة الحمار كان أشبه بالحمار الخشبيّ! وغويا مبدع برسم الحيوانات وحركتها فهذه اللوحة ليست له! - كما قالوا عن "الرجل ذو الخوذة الذهبيّة" فقد كشفت الأشعّة ظهور تردّدات بضربات الريشة لاتصدر من فنّان كرامبرانت وربّما كان قد أشرك أحد تلامذته كعادته في الرسم
قد يلتقي المبدعون في لوحة كما قد نلتقي بالطرقات وقد يبدع أحدهم لكن لأنّه ليس "فلان" لن يعرف أحد عنه شيئا كحال الشخص الحقيقيّ الذي رسم اللوحة وبمجرّد انكار نسبها لغويا تمّ نسيانها ونسيانه معا!
.. الجدير بالذكر أن هنالك لوحات لغويا يشكّ بصّحة نسبها له!
*اللوحات لغويا