الأواني المستطرقة !!
هُناك نظرية جميلة أعجبتني جدا وهِي ( نظرية الأواني المستطرقة ) وتنصُ على أننا إذا ما وضعنا سائلا ما في مجموعة أواني متصلة بــ بعضها البعض فإن المستوى العلوي للسائل ســ يكون متساوي في الأواني جميعا على الرغم من اختلافها في الشكل والحجم وهذا بــ سبب أن الضغط الواقع عليها من أعلى متساوي.
وهذه الأواني المستطرقة عادة تُصنع من الزجاجِ الذي صُنعَ مما خُلقنا منه ألا وهو التُراب, وصناعتها من الزجاج تجعلنا نرى كل شئ داخلها كما أنها تكون واضحة الشكل والحجم والمحتوى.
والزجاج أيضا يمنح مستخدموها القُدرة على رؤيةِ مستوى السائل الموجود بــ داخلها وهذا يمنحُهم سهولةَ التحكم في كميةِ الضغط الواقع عليها حسب رغباتهم واحتياجاتهم وأهدافهم بــ رفع هذا الضغط أو خفضه !!
وكما تعلمون فإن الزجاج من المواد السهلةِ الكسر , وكسرُها عادة لا يُجبر ولكن شَظاياها الصغيرة قد تؤدي إلى جروح خطيرة ومؤلمة إذا حاول أحدهم تجميعها مرة أخرى أو إذا أصابت هذه الشَظايا أحدهم عند كسرها, كما أني لم أستغرب أنهم لم يستخدموا الماس بدلا من الزجاج في صناعتها لــ تفكيرهم المسبق في كسرها وقت الحاجة !
فإذا انكسرت أو كُسرت هذه الأواني الزجاجية فإنهم لا يحاولان تجميع أجزائها أو جبرها أو إعادتها إلى ما كانت عليه, ولكنهم يستبدلونها بــ أنية أخرى جديدة ذات شكل آخر وسعة أخرى وحجم آخر ويضعون داخلها سائل آخر ويمارسون عليها ضغوط أخرى.
ذكرني الحديث عن الأواني المستطرقة بــ أخي عندما أوصلني إلى المطار وأنا مسافرة لأكمال دراستي الجامعية فقال لي: لا تتكلمي عن السياسة بتاتا يا بعد الليل ,وطبعا أنا وعدته بــ عدم الكلام عنها اضطرارا !ولسببين مهمين أولهما أنه أخي وثانيا لأنه أُعلن عن موعد إقلاع الطائرة ولا وقت لدي لكي أجادله.
ومنذ ذلك الوقت توقفت عن الحديث في السياسة !