المساء وَ عطرك أيتها الفاخرة نهلة محمد
قبل الولوج في التعليق أعبّر لكِ يا دُرّة عن إعجابي فيما تسطرّين ، قلمٌ واثق و متحرر من كل النزعات التقليدية
و قد وقفت إجلالاً لحرفك في موضعٍ سابق في الابعاد ، وَ من الدواعي التي حمستني للتسجيل أنتِ و أقلام آخرى قد برت محابرها
مِنْ مبراة كسر الأطواق اللا إنسانية ..
:
:
قبل أن نُفكر على مَنْ يقع الجُرم و الدنس الأعظم الذي لطّخ هيكل الطفولة !
علينا أنْ نُشبع ثقافة المجتمع البدائية هتافات نبشّر بتظاهرات تخلع كتف الرضوخ و فقط ، وَ نلوي عُنق الأبجديات التي في كل مرة تلقي اللوم على طرف
الأم ، الأب ، الكهل المزاوج ، المجتمع وَ ثقافته المستفحلة رماداً يفقأ أعين بريئة ..
المؤلم فيْ هذه القضية يا كريمة و المختلف عَنْ القضايا المشابهة أنَّ الرجل الأب ، قد صرّح بملء العباراة أن هذا الفعل مجرد توظيف سلوكي لتصفية الحسابات
بينه و بين المرأة الأم ( طليقته) و بما أنكِ متابعة للقضية ، من الطبيعي أنكِ قرأت كيف أنه تبجح و تكرّم في كيل التهم جزافا للأم ..؟
و بالرغم من ذلك ، اسمعي ، اصغي جيداً لإلتقاط أصداء التبريكات و الأهازيج و الأغاني تلك التي تجتر الفرح على جنائز الطفولة ..
اليوم في أحد الصحف قد ذكروا بأن قضية الطفلة تأجلت لمجرد عدم حضور الطفلة ، و هل المسألة تتطلب رفع و مناظرة حتى هذه اللحظة ..؟
يا الله على القضاء في وطني و في تلك المنطقة بالذات ..،
و عَنْ مشاركة الصحف في خلق موقف لم يبدع أحداً بنظري كرسامي الكاريكتير اللاذع ، أمّا الأقلام الآخرى و التي عهدناها فيْ التسابق في ميدان القضايا الفكرية
انشغلت الآن في متابعة قضايا د . العريفي و السيستاني و تغافلوا عن القضية الأهم / النزف / الألم / الإكتواء بنارِ القهر .. لفتت نظري د . رقية الهويريني و هي التي
تُحسب من ضمن الأقلام المتحفظة جداً إلا أنها اسهبت و خصصت عامودين في يومين متاليين للشرح في هذه القضية .. ما عداها لا يذكر حقيقة ، او ربما لإنشغالي بزحمة
إختباراتي لم ألتقط تلك المحاولات .. إتيانك بخير عمل المخرجة البياتي إتيان مثري و دافع للفكر للإستطراد أملاً و تفاءلاً ..
عَنْ الحملة و التوعية لا تزال هناك ثمة ملابسات لا تقر كهذه الحملات و من التأرجح بين الـ نعم و الـ لا ، نغفو برهة / دهراً / خيبةً
حتى نُفاجأ بجريمة كهذه آخرى تلطم قراءاتنا و الحال لا جديد و المجتمع يزف البراءة على هودج مِنْ نار .. و فرحك يا وطن
* نلتقط من ذلك أن الأب كان يرغب في التخلص من عبء ابنته و كأنه يستأصل الوأد و لكن بمنظار آخر، يرى أن الأنثى عبء و هم ثقيل و تحتاج لمراعاة و كانها عاجزة عن مدارة نفسها
مشكلة الأغلب يا عزيزة أنهم يعتقدون أن الإناث ناقصات الأهليّة : ) . و لا عجب من تصرف الرجل الأب دام أن هذه الفكرة مستفحلة في ثنايا عقه الـ بات ينتعلها لا يفكر بها ..
زواج الأقارب و أبناء العمومة مسائل نسبية لا يمكن أن تكون عمومية و كهذه القضايا لا تختزل برأي عام أو إنعكاس محدد ، فالبعض ينجح و يسطّر حياة جميلة و جداً ، و لا لأن نجتر
زواج الأقارب كخطيئة لمجرد الفكر البدائي المتسرطن في عقول البعض . هُنا أنا اقتل ألف مرة عزيزتي شعرت بفتيلة من وجع تستعر ألماً في تعقيبك الأخير
لأنني استوحيت أن والدها من رواد المذهب الجامد الذين يختزلون الأنثى بالعارِ وَ الفتنة و الغواية و فقط
طبتِ يا غدق و عذراً على الإطالة ^_^