منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - أخيط يوم هجري
الموضوع: أخيط يوم هجري
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-27-2010, 10:58 PM   #1
بثينة محمد
( كاتبة و مترجمة )

الصورة الرمزية بثينة محمد

 






 

 مواضيع العضو
 
0 كَـ أنا؛ كَـ أسطورة!
0 من أجل الحب ..
0 خائف
0 دَوْرَة

معدل تقييم المستوى: 20

بثينة محمد غير متواجد حاليا

افتراضي أخيط يوم هجري


طالبةٌ للنقد قمت بوضع هذا النَّص في هذا القسم فأرجوه بنَّاءًا.


أخيط يوم هجري



جعلتني أحب الوداع .. و أرتجيه ..

و صرت كامرأة تخيط في زاوية الغرفة تقتبس الضوء الصغير الذي ينبع من شمعدانك المُحتضَر ..

صامتة .. لا أسأل .. لا أتكلم .. فقط أخيط ..

و أنظر إليك من أركان عينيَّ ..

لا أجرؤ على النبس ببنت شفَّة ..

فالكلام معك إيلام ..

أكتفي فقط بوشاحي المربوط على رأسي .. حتى يحميه من ضربات سطوعك المفاجئ العنيف ..

و لا أضع زينة الشفاه لأني لا أريد لنظراتك الصارمة أن تؤذي شفتيًّ .. فما زلت أستبقيهما بيأس لحين ترحل ..

حتى الكحل .. يرفض الخروج من خِبأه .. يقول بأنك سرقت بهجته من عينيَّ - ملاذه الآمن - بيديك انتزعتها و عصرته و رميته في سلة المهملات مع بقية أوراقك التي لم تُرضِكَ بعد ..

مسجونة بشكل غريب .. في شعرك الأشعث .. و دخانك المقيت ..

و أرغب أحيانا بخنقك ..

و أتصور نفسي أفعل ذلك و أشعر بالسرور ..

ثم أستفيق على غزة من الإبرة و نقط متتابعة من الدم تسيل ..

لتلتفت أنت .. - بقسوة -.. تشيح عني مرة أخرى ..

و أكمل انا خياطتي - بعد انقطاع دام نصف دقيقة قلبية أمتص فيه ألم دمي النازح إلى ثوبي الباهت المعتق بظلمة سجنك - و أطوي عينيَّ .. بكل عبث ليديك في ناصية شعرك ..


و هكذا، حتى تأتي فرجة الإعتاق ..

سأظل أنظر إليك خلسة ..

أجمع الآلام كومة كومة ..

و أركم عليه غبرة الجفاء ..

و طين الاهمال ..

و في النهاية يغدو وَثَنًا .. يكفر بك .. و أمتدحه على ذلك ..

و من ثم أكسركما معا .. و أرحل ..

أنا و غزلي .. الذي جمعته ..

.....................





لؤلؤة الروح ..

 

التوقيع




بثينة محمد غير متصل   رد مع اقتباس